عقب تراجع نجوميته في رمضان الحالي .. الحلو مر .. (بقيت ما زي زمان)
رفع سماعة الهاتف لتمسعه اخته من الجهة الأخرى يقول: (أمي الله يرحمها عمرها ما غيبت مني الآبري، فيها شنو يا سمية لو كلفتي نفسك شوية وعملتي لينا كرتونة صغيرة ولو كانت القصة قروش قولي بتجيك من جنيه لي ألف جنيه)، ليغلق بعدها الخط ويتركها تعاتب نفسها على هذا التقصير. مجتمعيا تهافتت على مسامع الكثير قلة اهتمام المجتمع بالعادة الرمضانية التي درج عليها منذ سنين.
(1)
الفنان الكبير كمال ترباس ذكر في أحد لقاءاته التلفزيونية كنوع من الدعابة أن هناك عدد من الفنانين يختفون عن الساحة الفنية تماما ولا يظهر لهم نجم إلا بحلول الشهر الكريم تماما كظهور (الحلو مر)، ترى هل ما زال (الحلو مر) هو النجم الذي لا يغيب خلال شهر رمضان أم أن هناك دوراً آخر ستكشف عنه آراء المجتمع التي جمعتها (كوكتيل) على النحو التالي؟
(2)
حول الموضوع أبدت ربة المنزل سعاد أحمد رأيها قائلة إن (الحلو مر) هذا العام تضاءل وجوده وأصبح قليلاً وأن المجتمع أصبح يشتكي طيلة الفترة السابقة من غلاء أسعار التوابل الخاصة بإعداده وإن كانت هناك أسباب أدت لقلة الاهتمام به هي أسباب اقتصادية، وقالت: “رغم هذا فهناك أسر لا زال لديها ذات الإصرار في الاهتمام بتجهيزه بنفس الكميات التي اعتادت عليها، وهذا إن دل إنما يدل على تمسك المجتمع به رغم غلائه”.
(3)
فيما أوضحت العمة عزاز دفع الله أن (الحلو مر) لا يحلو الإفطار دونه ولا تستطيع الأسر السودانية التخلي عنه فهو أساس مائدتها وخصوصا في الجيل القديم (الحبوبات ديل لو ما شربن آبري أصلا بشيلن اليوم نقه)، لذلك هو أحد الضروريات، وأكدت: (أنا عست قريب 4 كيلات وديت لي أمي وبناتي الاتنين شالو منو، هو منو البقدر يصوم بدون آبري).
(4)
عشق (الآبري) لم يكن حكرا على (الحبوبات) بل انتقل إلى السلالات اللاحقة بها. والمشهد يؤكد أن هناك عدداً كبيراً من الأجيال الحديثة لم تُفلت من آثار هذا العشق، فقد أكد ذلك الشاب مدثر الطيب في حديثه إلى (كوكتيل) قائلاً إنه لا يستطيع الصوم بدونه وإنه الشراب الوحيد الذي يعتمد عليه فهو يساعده على الهضم، وقد أيدت الطالبة رهام صديق قوله هذا وزادت عليه أنها تقوم بتجهيزه بنفسها منذ وقت مبكر (طعمو وهو متلج ولا البيبسي).
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني