عالمية

غضب دولي من تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح في جنيف

عبر أعضاء في الأمم المتحدة عن غضبهم بعد تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح في جنيف.

وتأتي تلك الخطوة بعد أسابيع فقط على تقارير أفادت بحدوث هجوم بأسلحة كيمياوية يعتقد على نطاق واسع أن السلطات السورية استخدمت فيه غازات كيمياوية ضد المدنيين.

وجاء في بيان أصدره دبلوماسيون بريطانيون أن “بريطانيا تستنكر تولي سوريا رئاسة مؤتمر نزع السلاح، بالرغم من تجاهل النظام باطراد وبطريقة صارخة للاتفاقات والقواعد الدولية لنزع الأسلحة ومنع انتشارها”.

وكتب سفير واشنطن في جنيف، روبرت وود، تغريدة تقول “سيكون الاثنين 28 مايو/أيار أسود يوم في تاريخ مؤتمر نزع السلاح مع بدء سوريا لفترة رئاستها له لمدة أربع سنوات”.

وأضاف أنه “ليس لدى نظام دمشق مصداقية أو سلطة لترأس المؤتمر. ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يصمت”.

وطالب روسيا في تغريدة سابقة بالتدخل ونصح سوريا بالتنحي. ويبدو أن مناشدته لم تلق جوابا.

كارثة علاقات عامة

فهل كان ما حدث كارثة علاقات عامة للأمم المتحدة؟ أو علامة على وجود خلل في المنظمة الدولية؟

أشار مسؤولون في الأمم المتحدة إلى أن نظام تداول الرئاسة وضعته الدول الأعضاء، أساسا لمنع الدول الأكثر قوة من التنافس باطراد على المنصب.

وتتولى سوريا رئاسة المؤتمر من سويسرا لأنها تأتي أبجديا بعدها في قائمة الدول الأعضاء.

وليس مؤتمر نزع السلاح هيئة من هيئات الأمم المتحدة، ولكنه يعقد اجتماعاته في مقر المنظمة الدولية في جنيف.

وقال مسؤول في الأمم المتحدة “لا يستطيع أحد ولا حتى الأمين العام نفسه تغيير النظام. ويجب أن تغيره الدول الأعضاء”.

وبالرغم من ذلك فإن مؤتمر نزع السلاح هو الذي تفاوض بمشقة بشأن معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية، التي وقعتها سوريا.

تحت المراقبة

ولكن هل هناك سبيل لمنع سوريا من تولي المنصب؟ ليس الأمر سهلا، وكما أقرت بريطانيا في بيانها بأن ذلك يقتضي “إجماع الدول الأعضاء في المؤتمر جميعا بما فيها سوريا حتى لا تتولى هي الرئاسة، ولذلك لا يمكننا وقف ما يحدث”.

وأضاف البيان “ما سوف نفعله هو أن نضمن ألا تؤدي رئاسة سوريا إلى أي أضرار بعمل المؤتمر أو الهيئات التابعة له”.

وليس من الواضح بعد ما هو الإجراء الذي ستتخذه بريطانيا أو الولايات المتحدة، أو ما تعتزمه الدول الأعضاء الأخرى، ولكن يتوقع أن يكون هناك تعبير عن القلق خلال جلسة المؤتمر الثلاثاء.

ويشتبه بأن سوريا نفذت هجمات كيمياوية، وهذا ما تنفيه بشدة، مؤكدة أن رئاستها للمؤتمر “لا يمكن أن تضر” بعمله.

لقد عطل المؤتمر قضايا كثيرة عدة سنوات، وهذا أمر أشار إليه بحزن الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا إن المؤتمر على مدى عقود “لم ينتج إلا قليلا”، ودعا إلى “إعادة تنشيطه”.

ولكن مما أنتجه المؤتمر معاهدة الأسلحة الكيمياوية، وهي التي انبثقت منها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.

وتحقق المنظمة حاليا بشأن سوريا في عدد من الحالات، بلغت 14 حالة، يعتقد أن أسلحة كيمياوية استخدمت فيها.

ويعد كل استخدام للأسلحة الكيمياوية جريمة في القانون الدولي. كما أن استخدامه على نطاق واسع يعد جريمة ضد الإنسانية.

بي بي سي عربية