عالمية

إسرائيل تواصل قصف قطاع غزة وانعقاد مجلس الأمن بطلب أمريكي


يواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته الجوية على عشرات الأهداف في قطاع غزة ردا على هجمات بقذائف وصواريخ استهدفت مواقع للجيش الإسرائيلي من داخل القطاع، ويأتي هذا في الوقت الذي سينعقد فيه مجلس الأمن بطلب أمريكي لإدانة “الهجمات الصاروخية على إسرائيل”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته ضربت 35 هدفا لحركة حماس المسيطرة على القطاع وحركة الجهاد الإسلامي، وكلتاهما أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق القذائف والصواريخ.

وقالت إسرائيل إن الجماعات الفلسطينية المسلحة أطلقت حوالي 70 قذيفة وصاروخا ضد عدة مناطق، منذ صباح يوم الثلاثاء، وأن من بين القذائف أنواعا تم إنتاجها في إيران، وأن القبة الحديدية الصاروخية تصدت لغالبية هذه الصواريخ، لكن هناك ثلاثة مواطنين قد أصيبوا.

وجاء التصعيد الأخير بين يوم من مقتل مواطن فلسطيني، يوم الاثنين، قالت إسرائيل إنه عضو بحماس وكان يحاول التسلل مع مجموعة لشن هجمات ضد إسرائيل.

وكانت إسرائيل قد قتلت يوم الأحد، ثلاثة من عناصر الجهاد الإسلامي، بحجة أنهم كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة بالقرب من الحدود.

وكان الجيش الإسرائيلي قد ارتكب مجازر راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني، في تظاهرات “حق العودة”، قبل أسبوع، شارك فيها الآلاف في غزة للمطالبة بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

وقتل القناصة الإسرائيليون المتظاهرين باستهداف مباشر، وقالت إسرائيل فيما بعد إنهم حاولوا مهاجمة الجيش الإسرائيلي، لكن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان اتهمت الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة وغير المناسبة ضد المتظاهرين.

ونفت مصادر إسرائيلية التقارير الواردة عن التوصل إلى اتفاق مع حماس والجهاد الإسلامي لوقف لاطلاق النار بوساطة مصرية.

يُذكر أن الاشتباكات التي بدأت صباح يوم الثلاثاء، هي الأعنف منذ حرب غزة في 2014.

وأعلنت كل من سرايا القدس، الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، وكتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس، مسؤوليتهما المشتركة عن استهداف مواقع الجيش الإسرائيلي بعشرات القذائف.

وقالت السرايا والقسام في بيانهما المشترك إنهما “تحذران الاحتلال من التمادي في عدوانه على الشعب الفلسطيني”، وأكدا على أن قصفهما جاء” ردا على العدوان الصهيوني الغاشم وجرائمه بحق أهلنا وشعبنا ومقاومينا، والتي كان آخرها استهداف مواقع سرايا القدس وكتائب القسام ما أدى إلى ارتقاء عدد من المجاهدين داخل هذه المواقع”.

وقالتا إن اسرائيل هي من بدأ هذه الجولة من التصعيد “ضد أبناء شعبنا واستهداف مجاهدينا ومواقعنا العسكرية خلال الـ 48 ساعة الماضية، في محاولة للهروب من دفع استحقاق جرائمه بحق المدنيين السلميين من أبناء شعبنا، تلك الجرائم التي ضجّ لها العالم لبشاعتها ودمويتها” .
“ثمن باهظ”

وفي المقابل أصدرت إسرائيل بيانا قالت فيه إن طائراتها استهدفت سبعة مواقع في غزة، وضربت ما قالت إنها “ستة مجمعات عسكرية، ومخازن للذخيرة، وأهداف بحرية ومقرات إرهابية”.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن “حماس والجهاد الإسلامي تدفعان حاليا ثمنا باهظا وأنهما حصلتا للتو على فاتورة ما فعلوه”.

وقال وزير التعليم بحركة حماس إن إحدى المدارس تعرضت لشظايا القنابل الإسرائيلية، لكن التقارير الأولية لم تتحدث عن سقوط ضحايا بين الفلسطينيين.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أيضا عن تدمير نفقا يعبر حدود غزة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، بالقرب من معبر كرم أبو سالم، يبلغ طوله 900 متر، ويعد الأخير في سلسلة الأنفاق العابرة للحدود التي دمرتها أو أغلقتها إسرائيل منذ حرب غزة الأخيرة عام 2014.

وخلال فترة الصراع دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 30 نفقا، قال إنها كانت ستسخدم لشن هجمات.
غضب مجلس الأمن

ورغم أن الهجمات الفلسطينية لم تتسبب في خسائر في الجانب الإسرائيلي إلا أن مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة سيجتمع، يوم الأربعاء، بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية التي طالبت بإدانة ما قالت إنه “الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل”.

وقالت مندوبة أمريكا في مجلس الأمن نيكي هالي، في بيان يوم الثلاثاء إن “قذائف هاون أطلقها نشطاء فلسطينيون ضربت البنية التحتية المدنية بما في ذلك روضة الأطفال”.

وأضافت :”يجب أن يكون مجلس الأمن غاضبا ويستجيب لهذه النوبة الأخيرة من العنف التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين الأبرياء، ويجب أن تخضع القيادة الفلسطينية للمساءلة عما تسمح لهم بحدوثه في غزة”.

ووزعت الولايات المتحدة مشروع بيان يدعو مجلس الأمن إلى إدانة “بأشد العبارات إطلاق الصواريخ العشوائية من جانب المسلحين الفلسطينيين في غزة” تجاه إسرائيل ، وفقا لنسخة حصلت عليها وكالة فرانس برس.

وسيستمع المجلس الى تقرير من مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف، خلال الاجتماع المقرر الأربعاء الساعة الثالثة بعد الظهر في نيويورك.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن الصواريخ الفلسطينية أصابت روضة أطفال كانت خالية، يوم الثلاثاء، ودوت صافرات الإنذار في البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.

bbc