على العاملين بالمصارف توخي الحيطة والحذر
الحوائط القصيرة..!!
:: قديماً كان الكمساري بمثابة (الحيطة القصيرة)، بحيث يصب فيه جميع أفراد الأسرة السودانية جام غضبهم.. فالأب العاجز عن سد الفجوة ما بين الدخل المحدود وبنود الصرف الممدودة كان يتكئ – مع أول الصباح – على هذا الكمساري المسكين (سباً ولعناً).. وكذلك الأم الكادحة، حين تضيق بها سبل الحياة وتحاصرها تكاليف السوق وديون الدكان، ظلت تُحمِّل مسؤولية ضنكها للكمساري المغلوب على أمره، ثم تكيل له من السب والشتم ما استطاعت إليهما سبيلاً..وكذلك الأبناء والبنات، فإن الكمساري دائماً ما يتحمَّل مسؤولية نتائج الجامعات وما فيها من ملاحق (ركلاً و لطماً)..!!
:: وبالتزامن مع تدهور كل مناحي الحياة في بلادنا، تطورت الحوائط القصيرة أيضاً وشملت فئات أخرى..وبدلاً عن الاكتفاء بالغضب على الكمساري بلا أسباب، شمل غضب الناس الأطباء أيضاً، بحيث كان الاعتداء على الطبيب – قبل أشهر قليلة – من واجبات المرافق ومكملات علاج المريض..والذين يعتدون على الطبيب يعلمون بأن المعتدى عليه قد دفع – بهذا الاعتداء – ثمن عجز الحكومة عن ترقية وتطوير (بيئة العمل)، وثمن فشلها في توفير (مناخ العلاج).. فالمعتدون يعلمون ذلك، وكذلك يعلمون بأن غضبهم المشروع يجب أن يُصبَّ على المسؤولين.. ومع ذلك، ظل الأطباء هم (الحيطة القصيرة)..!!
:: ثم اتسعت مساحة الحوائط القصيرة في بلادنا، بحيث شملت المستثمرين أيضاً.. وعلى سبيل المثال الأخير، نقرأ هذا الخبر: تفاقمت أزمة أعشاب الرودس بقرية السمير في محلية الكاملين التي تسببت في انتشار البعوض وتضرر المواطنين، بينما وعدت حكومة ولاية الجزيرة وفداً من مواطني القرية بحل جذري للأزمة خلال أسبوع، في وقت ألقت الشرطة القبض على (11) من مواطني القرية على خلفية اتهام صاحب مزرعة الرودس لهم بحرق آليات زراعية تخصه.. تعجز الحكومة عن مكافحة الناموس، فيغضب المواطن ويعتلي الحائط القصير المسمى بالمستثمر، ثم يحرق آليات مشروعه..!!
:: واليوم، بالتزامن مع اتساع دائرة التدهور والانحدار في مناحي الحياة، زادت الحوائط القصيرة أيضاً..ونقرأ ما يلي نموذجاً لأقصر الحوائط: نفذ عميل اعتداء بطفاية حريق على موظفين ببنك تنمية الصادرات فرع السوق المحلي بالخرطوم، وتسبب في إصابتهما بجراح خطيرة وبالأذى الجسيم، وتعود تفاصيل الحادث إلى نشوب مشادة كلامية حادة بين العميل والصراف بالبنك حول مطالبة الأول للبنك بتوفير قيمة شيك قدره (50 ألف جنيه)، فيما أكد له الصراف عدم إمكانية توفير المبلغ لانعدام السيولة، إلا أن العميل حسم المشادة الكلامية بطفاية الحريق وانهال بها على الصراف في رأسه مسبباً له الجراح..!!
:: وعليه، مع تفاصيل الخبر، وما فيها من شتم وركل وجراحات، فعلى العاملين بالمصارف توخي الحيطة والحذر – من السادة العملاء الكرام – لحين تجاوز غضبهم هذه (الحيطة القصيرة) إلى أخرى أقصر.. وعلى مجالس وإدارات البنوك استبدال الكاونترات الزجاجية والبلاستيكية بأخرى مضادة للرصاص والعكاكيز وطفايات الحريق، لحين توفر السيولة .. وهكذا.. غضب البعض على ضحايا الحكومة يتناسب مع المثل الشعبي (الغلبتو مرتو، يسدها في حماتو)..والمجتمع لم يعد يعرف حتى (عدوه)، وصار يتخذ الضحية عدوا..ومؤسف للغاية الجهل بأن موظف البنك المعتدى عليه (ضحية) كذاك الكمساري، وأن المستثمر المحروق مشروعه وآلياته (ضحية أيضاً) كذاك الطبيب..!!
الطاهر ساتي
ونحن ضحايا جهلك وارتزاق قلمك
قل لي من الذي دفع لك لكي تكتب ما كتبته عن وزير الخارجيه السابق
الموضوع بسيط..بس يشيلوا طفايات الحريق من المصارف..
ان لم يرتزق فكيف يربي اللحم والشحم والجضوم ؟؟؟ هذا الرجل توارى خجلا عن قول الحقيقة وكان عليه ان يوجه نقده المبطن
لولي نعمته البشير وسدنة نظامه من عصابات المؤتمر الوطني لا لهذا المواطن المسكين الذي تحرك بفعل عجزه عن أخذ حقه الذي نهبهته الحكومة جهارا نهارا في سابقة لم ولن نجدها حتى عند عصابات المافيا ومن المؤكد بأنه تصرف بهذا التصرف تحت ضغط شديد لحوجته الى ماله لظرف ما وهو يرى في موظف البنك الجهة التي أئتمنها ماله وغدرت به الصحافة ضمير الأمة والقضاء ظل الله في الأرض فأدي أمانة القلم