عزمي عبد الرازق: حازم تقتله الفئة المزورة
لا أعرف إلى ماذا ستنتهي هذه الكتابة من خلاصات، على نحو تلقائي، وبلا بهتان أو تحيز، ولكن هنالك بالطبع ما يشجع على الخوض في محنة البنك المركزي، فهو وبالرغم من فجيعة فقد محافظه لم يغادر مأزق البيان ونقيضه، كما هو الحال اليوم مع الخمسين جنيها، وفي حالة تصعب على قلب الدولار الكافر .
ماذا كان بمقدور حازم أن يفعله أكثر من أن يموت وهو ينحت على الصخر؟ قبيل رحيله المباغت لم يكتشف الرجل أنه مصاب بأي علة، المراجعات الطبية أفضت إلى طمأنينة كانت كافية تماما ليباشر مهامه، ولكن متى القلب في الخفقان اطمأن؟ إنها بالضبط سوء الطالع والرهق الذي لاحق عبد الناصر طوال أمد النكسة، وقد أدرك هول ما جري بعد فترة من العجز عن التصديق، المشهد قبل الآخير من حياة ناصر وهو يغمض جفونه للمرة الآخيرة، في هزيمة بدت وكأنها صادمة حد الموت بسبب خيانة السوفيت .
بعد التشيع جلس الرئيس البشير في صيوان العزاء وهو يغالب احتباس الدمع، وأعلن عن رضاه التام بما قدمه حازم وأثنى عليه، كان ذلك الثناء كافيا للاعلان عن حدود وظيفة المحافظ، كونه ترس في ماكينة يحركها الرئيس، وآي خطوة أقدم عليها الراحل بمثابه ترجمة لسياسة حكومية دعمتها مجمل أحزاب الحوار الوطني، وكآن الرئيس اراد أن يقول حازم منا، لكنه لم يستدرك ” ستقتله فئة الخمسين المزورة”
في مدينة الحصاحيصا كان البحر يسترجع طفولته وكانت المدرسة القديمة تستعيد نبوغه الباكر، أي حازم. دون أن يجيب الصدى على السؤال: ماذا كان بوسعه أن يفعل أكثر مما فعل ؟ لقد حاول أن ينقذ البلد من الانهيار الكامل الوشيك إن لم يكن قد حدث، والحد من مخاطر سياسات متراكمة على الأخطاء الفادحة، صنعتها الأيادي الساخطة اليوم، ووصفات صندوق النقد الدولي عديمة الجدوى، المشكلة وبإختصار أن الكتلة النقدية خارج المصارف، لسبب ما، مجهول ولربما بسبب الطباعة الشرهة لشراء الذهب . ولكنك إزاء ورطة كهذه امامك خيارين تقريبا، إما أن تطبع عملة جديدة لتمكن العملاء من سحب أموالهم او تسعى لإعادة الاموال المتداولة في الخارج إلى البنوك ولو اضطررت إلى تغيير العملة. يبدو أن الرجل كان يعمل على الخيار الثان لتجنب تبعات التضخم، وكان في الوقت نفسه يقاوم تيار الدولة العميقة، وغضبات أحلاف الكارتيل ورجالات البزنس الذين شعروا بالخطر، ولذلك طاردته الشائعات، منذ الوهلة الأولى، وكان خبر إقالته منسوبا بجراءة إلى رئاسة الجمهورية، يتصدر الترند الاقتصادي وقتها .
ولربما كان القصد من تلك الشائعة، والاصرار عليها، ليس لصحتها، ولكن لارغام القصر على اتخاذ القرار، أو تحقيق أثر سريع من الخبر، أشبه بشل حركه حازم عبد القادر وتهيئته للذبح وشغله بمعركة انصرافية .
لعل من وجه الغرابة الإشارة إلى رجل اختاره الرئيس كلاعب وسط في استراتيجية ضرب الفساد، وفي الوقت نفسه الحديث عن تغيره قبل أن يكمل مهمته، او يحول عليه حول أخر، كما أنه أيضا يصعب الدفاع عن سياسات البنك المركزي، والتي نجمت عنها كوارث موازية للجهود للرسمية،
وليس هنالك أقسى من ان يفشل موظف من الطبقة دون الوسطى في سحب راتبه لشراء ملابس العيد للصغار، وليس هنالك أقسى من تبديد الثقة بين العملاء والبنوك! ولكن الأقسى على حازم تلقيه خبر تزوير الخمسين الجديدة وبإمكانيات متواضعة، وكيف سيفلح في استبدال عملة مزورة بعملة آخرى قابلة للتزوير؟
هذا إن كنا نستطيع أن نتخيل كيف تلقى مخترع سفينة التايتنك خبر غرقها في المحيط ببساطة! او ما سيجعل حازم يشعر بالقلق الشديد، أو بالأحرى يأسى وهو في قدر من التهذيب والرقة، خفيض الصوت ولا يحب الأضواء، ظل يكبر في اليوم الواحد نحو عشرة أعوام بعد تكليفه بالموقع”الملاحظة لشقيقه” كما أن من لم يمت بالغم العام مات بغيره، ولعل ذلك نفسه السبب الذي جعل جل رجال الانقاذ يعتذرون عن تولي مناصب في الحكومة الآخيرة، فهى قاتلة، وعلى ما يبدو قاتلة جدا.
بقلم
عزمي عبد الرازق
وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ….. الله لا رحمه واسكنه الدرك الأسفل من النار
كان نتاج سياسته في حبس اموال الناس الباطل في المصارف وبال عليه وعلي حكومته والان البنوك علي وشك الانهيار التام بسبب امتناع المواطنين من ايداع اموالهم البنوك مع صرف ما تبقي لهم من اموال في البنوك حسب ما يتاح لهم من صرف يومي
شى محزن جدا ….اللهم تقبله قبولا حسنا يا رب العالمين
اعتقد والله اعلم ان مثل تلك القرارات المالية والمصرفية تتخذ من عدة خبراء في الامور المصرفية وليس حازم وحده ولكي يتم تنفيذها لا بد لجهة ما او لجنة مفوضة تناقشها وتوافق عليها . فكان حازم في الواجهة ومن كانوا خلف الاقتراح مافي حد جايب سيرتهم . يعني حازم طلع ضحية .