رأي ومقالاتمدارات

حرب الجنرال الخاسرة.. لولا أن الفريق الاقتصادي يقوده الرئيس لظننت أن هنالك مجموعة معارضة تريد تقويض النظام من الداخل

يحكي الراوي أن مسؤولًا في وزارة المالية زار مسؤولًا سياسيًا رفيعًا بصحبة رجل أعمال شاب.. ومازال المسؤول يمتدح الطفل المعجزة الذي تمكن من الحصول على قرض من بنك التجارة التفضيلي.. ما لم يقله خازن بيت المال أن وزارة المالية كانت ضامنًا غارمًا في تلك الصفقة المريبة.. وفي يوم الناس هذا يطالب البنك الأفريقي بأمواله من ذاك الشاب وبعض من كبار رجال الأعمال.. لن يخسر البنك الإفريقي كثيرًا لأن وزارة المالية كانت الضامن لانسياب تلك الأموال في أفواه التماسيح.

أمس الأول كان الفريق الركابي وزير المالية يتحدث في جمع من منسوبي وزارته.. الجنرال الركابي حمل الشعب السوداني مسؤولية الأزمة المالية الخانقة حيث قال ” الناس يحاربون أنفسهم بسحبهم أموالهم من البنوك”.. وفي سياق آخر أكد الرجل أن البلاد تعيش حربًا اقتصادية.. ما يريد الركابي قوله هو تنكره لسياسة الفشل وتحميل الأوزار للشعب المسكين والقوى الإمبريالية التي تتربص بالبلد حسب تصوره.

قبل الإمعان في التفاصيل علينا الإشارة لاضطراب الرؤى الاقتصادية بين جذر الحكومة المعزولة.. قبل أيام كرمت رئاسة الجمهورية بعضًا من رجال الأعمال.. بعد يومين كان بعض المكرمين يمنعون من السفر.. أحد المحظورين دائن للحكومة بمبلغ مائة وأربعين مليون دولار.. فيما تطالبه الحكومة بنصف المبلغ في قضايا أخرى.

سأورد أمثلة إضافية لاضطراب الرؤية الحكومية.. قبل أشهر لم تكن هنالك أي أزمة سيولة.. الثقة في المصارف عالية رغم تذبذب الجنيه السوداني.. مسؤول رفيع ينتقد علنًا رجل أعمال سحب من حسابه نقدًا ما يعادل نحو ثلاث ملايين دولار.. بعدها يتحرك العقل الجمعي ليضع قيودًا كارثية بحجة حماية الجنيه السوداني.. كانت تلك السياسة الحمقاء كفيلة بكتم أنفاس المصارف وصرف الناس عنها.. هل بعد كل ذلك علينا لوم المواطن المغلوب على أمره.. لو كان الوزير شجاعًا لاعترف بفشل سياسة القبض على السيولة.

في تقديري.. أن الحكومة مع سبق الإصرار والترصد تمضي بالبلد نحو هوة اقتصادية.. مناخ الاستثمار في السودان محبط.. نخبة رجال الأعمال ما بين حبيس يشتبه في انتمائه لطائفة القطط السمان .. أو محظور من السفر بسبب قروض ضامنها وزارة المالية.. ومن هم خارج هذه القوائم ينتظرون تقلبات الدهر الحكومي.. حتى السياسات الاقتصادية، كل مؤسسة تقطع الطريق أمام أختها.. منشورات تنظيم الاستيراد تتصادم..لا توجد سياسة حكومية تشجع على الصادر.

بصراحة.. لولا أن الفريق الاقتصادي يقوده رئيس الجمهورية شخصيًا لظننت أن هنالك مجموعة معارضة تريد تقويض النظام من الداخل.. مع الركابي وإخوته لا تحتاج الإنقاذ لأعداء.

عبدالباقي الظافر
( الصيحة )

‫10 تعليقات

  1. صدقت القول والله. انت وضياء البلال رجال وبتقولو المفروض يتقال اما الهندي وأمثاله من المطبلاتية فويل لهم من يوم يفتقرون بذهاب الكيزان.

  2. مع الركابي وإخوته لا تحتاج الإنقاذ لأعداء. بل الانقاذ هي اكبر عدو للانقاذ…

  3. الجاهل عدو نفسه وده الحاصل عندما يدار الاقتصاد من القصر برؤية بشة والركابي والراحل حازم والنتيجة انهيار في كل المجالات

  4. انهيار اخلاق و ضمير اهل الانقاذ هو السبب الرئيسي في انهيار الاقتصاد و لا شيء غير ذلك الله لا كسبهم خير

  5. المصيبة الحكومة تتعامل مع الناس باعتبار هم منافسين ليهافي السوق عشان كده اي قرارفيهوان وعدم امانة

  6. كلام ١٠٠% بس سياسه الجبهجيه من الاول اعتمدت على السيطره على السوق لتمكينهم من السيطره على البلد وشلها زى ما حاصل اسى ولكنهم يفتقرون لادنى مستويات الاخلاق التجاريه وفى انفسهم جشع وامراض نفسيه ولا يعيرون بقيه الشعب ادنى اهتمام ولا يعتبرون مؤسسات الدوله ال مرتع وغنائم لهم ويستعينون برجال دين لا دين لهم وغير مستعدين لقبول اى نقد ولا تصحيح مسار طالما هو ضد مصالحهم الشخصيه فهم قبل الانقاذ محكومين بالفقر الذى ولد فى نفوسهم كل هذه الاحقاد والاطماع ….كل افراد هذه الطبقه الحاكمه والمفتريه بإسم الدين يكنون الضغائن للبلد وللشعب وتفكيرهم هو ان يجعلوا هذا البلد الطيب اهله دائما فى العوز والحوجه حتى لو لديك مال فلن تستطيع العبش فيه …..عودوا الى ماضيهم فستجدونهم تربوا على الفقر فحقنوه حقدا على كل الطبقات فى مجتمعنا الذى عرف بتعدد الطبقات وطيبه المعشر فقبلهم كان الغنى متواضع خلوق لايستغل اى كائن بماله ويحسن الغنى الظن فى الفقير وكذلك الفقير يحسن الظن فى الغنى ولكن هذا عهدهم فمن اغتنى منهم يسئ الظن بالفقير ويعمل على افقاره اكثر باستغلاله ..بحثنا فى الشريف العفيف بينهم فلم نجد ولن نجد فى هذه المنظومه الفاسده الحاقده …..

  7. الكيزان حاولوا تطبيق سياسات الصهيونية و هي السيطرة على الاقتصاد و الاعلام في البلد بجانب السيطرة على مجال الخدمات حتى تصبح البلد و الشعب تحت نعالهم و يعتمدون عليهم كليا و لا يستطيعون الخلاص منهم. فحاربوا الراسمالية الوطنية و المستثمرين و كل صاحب عمل او مال لا ينتمي للتنظيم و افقروهم و اخرجوهم من السوق و قاموا بانشاء الشركات و الاعمال من اموال الدولة و ملكوها لاتباعهم كما قاموا ببيع ممتلطات الدولة و مصانعها الى منسوبيهم و مولوا جماعتهم باموال البنوك و اعطوهم ضمانات على بياض من البنوك بما في ذلك بنك السودان. و صارات القرارات الاقتصادية تخرج مفصلة على مقاس اثريائهم …. و نسبة لجهل الحزب و اتباعه و جشعهم و اعتقادهم انهم عصابة نهب مسلح و ان السلطة هي فقط لماية مصالحهم و نسوا انهم يديرون دولة و تمادوا في الفساد و اكل المال و بيع مقدرات البلاد حتى انهارت الدولة و انهار اقتصادها و اصبح بقاءهم على السلطة في كف عفريت حينها بدأ التخبط و القرارات العشوائية للحفاظ على سلطتهم فهي الوسيلة الوحيدة لحماية مصالحهم