شركة إيرانية تطلب من العراق تعويضا بالمليارات والسبب “داعش” الإرهابي
جرت اليوم مفاوضات، في محافظة عراقية تعتبر الأغنى نفطيا في المنطقة ولكنها تشهد أزمة خاصة.
وكانت المفاوضات بين ممثلين عن الدولة العراقية، وشركة إيرانية تضررت وتوقف عملها، إثر سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) عام 2014 على مشروع لها.
وحصلت “سبوتنيك” على نتيجة المفاوضات بين الحكومة العراقية والشركة الإيرانية العاملة على “مشروع مياه” في محافظة كركوك “شمالي العاصمة بغداد” إلى حل وسط لم تتم الموافقة عليه رسميا حتى الآن، يقضي بحصول الشركة على تعويض قدره 4 مليارات دينار عراقي، مقابل خسارتها ونهب وتدمير المشروع.
ري كركوك
كشف المسؤول المحلي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ناحية تازة جنوبي كركوك، علي موسى يادكار، في تصريح لـ”سبوتنيك” في العراق، قائلا: كان لدينا مشروع ماء هو “ري كركوك”، منذ عام 2014، كان من المفترض أن ينتهي العمل عليه مع الشركة المتعاقدة على إنجازه وهي إيرانية، لكن لم ينته بسبب سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) على المنطقة التي بها المشروع، وأجزاء من المحافظة في العام المذكور.
وأوضح يادكار، أن المشروع كان من المفترض أن يغذي ناحية تازة، و60 قرية أخرى تابعة لناحيتي الرياض والرشاد، جنوب وغربي كركوك، لكنه تعرض للنهب والتدمير على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، وإثر القصف المستمر حينها أثناء عمليات تحرير البلاد من قبضة التنظيم.
خسائر
وأكمل يادكار، أن الشركة الإيرانية، خسرت إثر تضرر المشروع وتعرضه للنهب والتدمير، بعد أن كانت قد أنجزت منه بنسبة 23% حسب التقارير الصادرة من المهندسين المشرفين.
وتابع، أن المفاوضات حاليا بين ممثلين الدولة من وزارة البلديات والأشغال العامة — قسم مديرية المياه، مع الشركة المعنية “الإيرانية”، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى حلول ترضي الطرفين.
كلفة وتعويض
ألمح يادكار، إلى أن كلفة مشروع ري كركوك، تبلغ 40 مليار دينار عراقي، والشركة الإيرانية تطلب من الدولة تعويضا قدره 6 مليارات دينار، عن خسارتها من نهب المشروع وتدمير النسبة المنجزة منها إثر “داعش” والعمليات العسكرية عليه.
وأضاف أن المفاوضات توصلت إلى حل وسط يقضي بدفع 4 مليارات دينار للشركة الإيرانية مقابل الخسارة، وتوقف العمل كون المنطقة حتى الآن مازالت عسكرية.
مخاطر من العطش
وبالتزامن مع مواجهة العراق مخاطر العطش والجفاف لمياه نهري دجلة والفرات، إثر توقف العمل على مشروع “ري كركوك” سلبا على المواطنين بحصولهم على مياه غير صالحة للشرب.
وأفاد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ناحية تازة، بأن هناك أزمة مياه في الناحية، كون المياه تصل إلى بيوت المواطنين عبر الإسالة غير صالحة للشرب، بعد أن تأخذ مباشرة من المشروع وترسل بعد مزج نسبة معينة من مادة معقم الكلور معها، مشيرا إلى أن تقارير وزارتي الصحة والبيئة أكدتا عدم صلح هذه المياه للشرب.
وتعتبر كركوك، الأغنى بالنفط، من المناطق المتنازع عليها دستوريا وفق المادة 140 بين الحكومة الاتحادية العراقية، وإقليم كردستان، والتي وقعت أجزاء منها تحت سطوة “داعش” الإرهابي في عام 2014، لكن القوات العراقية بالتعاون مع البيشمركة تمكنت من اقتلاع التنظيم وتحرير المناطق بالكامل على مدار العامين الماضيين.
الجدير بالذكر، أن القوات العراقية، أعلنت تحرير ناحيتي الرشاد والرياض، والعباسي، والقرى المحيطة بهما في جنوبي كركوك، بالكامل من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017.
وأعلن العراق تحرير كامل أراضيه من قبضة “داعش” الإرهابي المحظور في روسيا، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد نحو 3 سنوات من الحرب.
سبوتنك