منوعات

«الخلع» مقابل الغذاء

وسط مئات القضايا والنزاعات التى تنظرها وتتداولها محاكم الأسرة، هناك مواقف طريفة وغريبة، تقف على حد سواء مع تلك الحزينة المأساوية، فأمام محكمة الأسرة بالجيزة، أقامت زوجة فى منتصف الأربعينيات، دعوى خلع ضد زوجها، سردت فيها تفاصيل خلافات كثيرة بينهما وصلت حد الضرب والإهانة بل وتعذيب الأبناء وحرمانهم من الطعام لساعات طويلة، لا لشىء سوى مساندتهم الأم والانحياز لها فى خلافاتها مع الأب.

وقالت أوراق الدعوى، على لسان الزوجة، إنها تزوجت قبل 6 سنوات وسط ضغوط أسرية خوفا من «فوات قطر الجواز»، فكان العريس الذى تقدم لخطبتها بعد اقترابها من الأربعين، ليكون بمثابة «المنقذ»، والفرصة التى لن تتكرر قبل أن يطاردها شبح العنوسة، ورغم عيوبه الكثيرة التى حاولت أن تقنع بها الأهل، كانت العبارة الشهيرة «كل حاجة بتتغير بعد الجواز»، هى سيدة الموقف لينتهى بها الحال زوجة لرجل لا ترى فيه ميزة واحدة.

مرت السنوات الثلاث الأولى من الزواج وسط خلافات رآها الجميع عادية، فاختلاف الطبع لا يحتاج لانفصال أو طلاق، خاصة مع وجود 3 أطفال، بينهم توأم. هنا يجب أن تتحمل الزوجة من أجل «مصلحة الأولاد».

ازدادت الخلافات عقب ترك الزوج عمله الإضافى، واضطرت الزوجة للخروج بحثا عن عمل للمساعدة فى نفقات أطفالها، لتبدأ حلقة جديدة من المشاكل، حيث قالت الزوجة فى الدعوى: إنها كانت تعود أحيانا كثيرة بعد ساعات من عودة الزوج من عمله، حتى اكتشفت ما وصفته بـ«غير المتوقع»، فالزوج، الذى يفترض أنه صار أبا لأطفال صغار، يخفى الطعام عنهم ليتناوله هو وحده، عقب نومهم، بحجة أنه يتعب فى عمله ويحتاج «غذاء خاصا» ليتمكن من مواصله عمله الذى كان يراه شاقا، وأنها تهتم فقط بتغذية أبنائهما.

وأضافت، بعد مفاجأة «غذاء الزوج» الأنانى، أنها بدأت تتعامل معه فى أضيق الحدود، ومع ذلك لم يتغير حاله، بل زاد اهتمامه بنفسه على حساب أبنائه، حتى وصل الحال إلى حرمانهم من الطعام والشراب وحبسهم فى غرفة مغلقة عقابا لهم على انحيازهم للأم فى أى خلاف بينهما، قد يتطور فى أحيان كثيرة للتعدى عليها بالضرب والسباب أمامهم أكثر من مرة.

المصري اليوم