الامام في القلوب و (البلود)
هل كنّا مخطئين:
– عندما تنادينا للاصطفاف مع الملايين من أبناء الشعب المصري خلف السيسي ؟
– عندما ايدنا حكماً عسكرياً علي أنقاض الرئيس المنتخب ديمقراطياً رفضاً لسلوك الاخوان المسلمين وما فعلوه بمصر خلال عام من حكمهم ؟
– هل كنّا مخطئين عندما أحببنا مصر وتركنا ذلك الحب يتغلغل في وجداننا، ولكننا حرصنا علي ان تكون المصالح متبادلة والعلاقة متكافئة ؟
– وهل نحن مخطئون عندما نعمل علي تجنيد كل ما نملك من خبرات وعقول ومعلومات حين نشعر بحاجة مصرية لنا ولما نملك ؟
قبل ان نقول نعم او لا لم نكن مخطئين، نود الإشارة الي أمور مهمة:
– ان مصر ظلت تعامل السودان عبر الازمان مجرد حديقة خلفية لها ولمصالحها ..
– وان مصر وغالبية مثقفيها لم يفهموا السودان والسودانيين في أمزجتهم واتجاهاتهم وأشواقهم، بل ولا يريدون ..
ولم تكن اخر مظاهر ذلك الجهل والتجاهل عندما رزئنا بانقلاب الجبهة الاسلامية في ٣٠ يونيو ١٩٨٩، وبينما العالم كان يردد مع السودانيين انه انقلاب الإسلاميين، كانت الوفود المصرية تطوف دول الإقليم وتبشرهم بالتغيير الإيجابي في السودان، والانقلاب كان ضد من ؟ كان ضد نظام ديمقراطي انتخبه شعب السودان .. يختلف الناس حول السيد الصادق المهدي ويتفقون ولكنه كان رئيس الحكومة الشرعي المنتخب .. واليوم ، وبعد ثلاثة عقود من ذلك التاريخ، تمنع السلطات المصرية السيد الصادق المهدي من دخول مصر التي قضي فيها كل فترات منافيه في ظل هذا النظام مبشراً بعهد جديد في العلاقات السودانية المصرية مكتسباً صفة جديدة هامة مؤخراً هي صفة رئيس قوي (نداء السودان) اكبر كتلة معارضة سودانية تضم عدداً من الاحزاب السياسية في الداخل والاقسام السياسية للحركات المسلحة في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان..
السلطات المصرية منعت السيد الصادق من دخول مصر حيث منفاه الاختياري الحالي وهو عائد اليها من برلين بعد ان ترأس وفد قوي (نداء السودان) في اجتماعه مع الخارجية الألمانية .. والخطأ الأكبر الذي ارتكبته السلطات المصرية انها كانت قد أصدرت له (أمراً) بعدم الذهاب الي برلين، ولكنه رفض امرها وذهب، ولذلك منعته من العودة اليها .. هذا الموقف بجانبيه : الامر بعدم الذهاب الي برلين ثم منعه من دخول مصر، هو اكبر هدية تلقاها السيد الصادق في هذا العهد لانه أكسبه التأييد والتعاطف حتي من معارضيه طالما رفض الإملاء الخارجي والتدخل في الشأن السوداني الخاص، وهو ما يؤكد ما ذهبنا اليه من الجهل المصري بالسودان والسودانيين ..
اما الحبيب الامام فان قلوباً كثيرةً قبل (البلود) تهفو اليه والي استضافته ..
بقلم:محمد عتيق
سودان تربيون.
حريقه تحرقك انت وحبيبك وحبيبتك المكسورة المقشورة
الكديس لمن مالحق اللحم المعلَق قال عفففففففففَن…يا دوبكم عرفتو مصر على حقيقتها؟
هذه مصر، العدو الأول والوحيد للسودان، يجب الحذر ثم الحذر