الكسندريا كورتيز: شابة تقصي ديمقراطيا مخضرما وتترشح للكونغرس
أحدثت ألكسندريا كورتيز، مرشحة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، البالغة من العمر 28 عاماً، صدمة في الحزب بعد أن فازت في الانتخابات التمهيدية للكونغرس على السياسي المخضرم وعضو الكونغرس الحالي جو كراولي على الرغم من عدم حصولها على أي دعم يُذكر.
وستواجه الشابة ألكسندريا المرشح الجمهوري أنتوني باباس في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وإذا فازت، فستكون أصغر امرأة تدخل الكونغرس الأمريكي
من هي؟
دخلت كورتيز دخلت عالم السياسة هذا العام. وهي لاتينية الأصل ولدت في برونكس بنيويورك، من أسرة فقيرة عاملة. كما أنها ناشطة في منظمات المجتمع المدني في برونكس. وتعود أصولها إلى جزيرة بورتوريكو .
وقادت حملة انتخابية واسعة قالت خلالها ذات مرة: “ليس لامرأة مثلي أن تُرشح للانتخابات فقد لقد ولدت في مكان يقرر مصيرك من عنوان منزلك” في إشارة إلى الحي الفقير الذي أبصرت فيه النور.
وتخرجت الشابة من جامعة بوسطن بعد أن أكملت دراستها في الاقتصاد والعلاقات الدولية. وعملت بعدها بوقت قصير نادلة في نادي ليلي لتساعد أمها التي كانت تعمل عاملة تنظيف وسائقة باص في مصاريف المنزل. وكانت قد غردت على حسابها في تويتر قائلةً:” لقد حان الوقت بأن تُمثل مدينة نيويورك من قبل امرأة شابة تقدمية غير بيضاء”، بعد مشاهدة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للبلاد.
خطتها في حال الفوز
نظمت الشابة ألكسندريا حملة انتخابية خلاقة، ركزت فيها على الرعاية الصحية وإعفاء طلاب الجامعات من الرسوم، كما أنها تخطط لإصلاح قوانين العدالة الاجتماعية ووقف حملة المداهمة ضد المهاجرين.
وحظيت ألكسندريا، الحديثة العهد في عالم السياسة، وتصف نفسها بالديمقراطية الاشتراكية، بتأييد شعبي كبير. فقد جمعت تبرعات كبيرة بامكاناتها المحدودة أكثر من أي مرشح آخر إلى الكونغرس في نيويورك. ورغم ذلك، لم تحصل على أي دعم من الديمقراطيين المؤسسين القدامى في حزبها.
وكان من المرجح أن يصبح السياسي الديمقراطي المخضرم جو كراولي ( 56 عاماً) .زعيماً للحزب أو حتى رئيساً لمجلس النواب، بعد أن قضى أكثر من 10 سنوات في الكونغرس. و لكن ليس بعد أن فازت الشابة الجديدة عليه وهزمته، وهو الذي لم ينافسه أحد من حزبه منذ 14 عاماً، في منطقة ذات غالبية الأقليات العرقية التي تغطي أجزاءً من برونكس وكوينز في نيويورك.
وعبرت عن استيائها من شخصيات نسوية في الحزب على حسابها في تويتر قائلةً: “لم تكلف كريستين غيليبراند نفسها بالتحدث عني أو حتى مجرد الإشارة إلي قبل أن تتم المصادقة على اسمي”.
وغيليبراند هي المرأة الديمقراطية البارزة في الحزب، وترأس لجنة عمل سياسية خاصة بدعم المرشحات، لكنها لم تشجع أو تثني على ألكسندريا بل أيدت منافسها جو كراولي.
ويقول أنتوني زورتشر، الصحفي في بي بي سي، “يُنظر إلى كراولي على أنه الرئيس المحتمل لمجلس النواب، لكنه خرج الآن مكرهاً من السياسة، مسلماً بالهزيمة أمام الشابة”.
وأضاف: “جرت العادة أن يترشح العديد من الشباب والنساء في الحزب لعدة مناصب، لكنهم كانوا في معظم الأحيان يخسرون أمام المرشحين المخضرمين أو ممن يمتلكون تمويلاً جيداً لحملتهم الانتخابية، لكن الوضع تغير الآن”.
أدى الغضب بين القاعدة الليبرالية في اوساط الديمقراطيين حول عزل أطفال المهاجرين عن أمهاتهم في الولايات المتحدة إلى بروز كثير من النشطاء المناهضين وبروز التيار اليساري بقوة.
وخلال حملتها الانتخابية، انتقدت ألكسندريا، جو كرولي لعلاقاته مع وول ستريت ( عالم المال) واتهمته بأنه بعيد كل البعد عن معايشة ناخبيه. لكنه وعد بتقديم الدعم لها بعد أن فازت في الانتخابات التمهيدية.
ويرى المحللون السياسيون أن فوزها بـ 15 نقطة على منافسها، أكبر هزة سياسية داخل الحزب.
وهي الآن واحدة من 130 امرأة، فزن في الانتخابات التمهيدية للترشح للكونغرس الأمريكي، و80 في المئة منهن ديمقراطيات.
بي بي سي عربية