هل بدأت الخطوات الفعلية لخلع أنياب كوريا الشمالية النووية؟
قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، السبت، إن مسؤولين أمريكيين وكوريين شماليين شكلوا مجموعات عمل لمعالجة “التفاصيل” الخاصة بمجموعة قضايا، بما في ذلك التحقق من الجهود الرامية إلى تحقيق نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ.
ونقل تقرير للصحفيين المرافقين لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في ثاني أيام زيارته لبيونغ يانغ عن هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قولها: “إن مباحثات بومبيو مع المسؤولين الكوريين الشماليين تضمنت إعادة رفات الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في الحرب الكورية في الخمسينات بالإضافة إلى قضايا نزع السلاح النووي”.
وقال التقرير إن بومبيو غادر مكان انعقاد المباحثات للاتصال هاتفيا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لإطلاعه على آخر ما توصلت إليه المباحثات بين الطرفين.
وفي محادثات مع كيم يونغ تشول وهو من كبار مسؤولي الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، قال بومبيو لدى توجهه للاجتماع إن هدف الولايات المتحدة هو “النزع الكامل للسلاح النووي” لكوريا الشمالية.
وسأل كيم يونغ تشول بومبيو ما إذا استطاع النوم جيدا خلال ليلته الأولى في كوريا الشمالية، فردّ الأخير بالإيجاب، وتبادل الرجلان الحديث لوقت قصير قبل أن يُطلَب من الصحافيين مغادرة الغرفة.
وأضاف بومبيو: “نعتبر الأمر في منتهى الأهمية لأنه أول اجتماع رفيع المستوى وجها لوجه منذ القمة بين الزعيمين” ترامب وكيم.
وبيّن: “لقد تعهّد الرئيس ترامب بمستقبل أكثر إشراقا لكوريا الشمالية”.
وتابع: “إن العمل الذي نقوم به على طريق النزع الكامل للسلاح النووي، من خلال بناء علاقة بين بلدينا، هو أمر حيوي لكوريا شمالية أكثر إشراقا، ونجاح يطلبه منا رئيسانا”.
صداقة.. وثقة
وكان كيم يونغ تشول قد افتتح المحادثات الجمعة قائلا: “كلما التقينا، ازدادت صداقتنا عمقا، كما آمل. كلما زرتنا ازداد حجم الثقة التي يمكننا بناؤها بين بعضنا البعض”.
ووعدت إدارة ترامب بأنه إذا تخلت كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية فستتحول إلى بلد غني وناجح.
وعلى الرغم من عدم إجراء تجارب نووية أو صاروخية منذ قمة سنغافورة بين ترامب وكيم جونغ أون الشهر الماضي، فقد أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أعمال تطوير في محطة يونغبيون النووية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قد قالت في وقت سابق إن واشنطن لم تخفف موقفها إزاء نزع سلاح كوريا الشمالية النووي.
وأضافت أن بومبيو “حازم جدا” في سعيه لتحقيق ثلاثة أهداف هي نزع سلاح كوريا الشمالية النووي بشكل كامل، والحصول على ضمانات أمنية، وإعادة رفات العسكريين الأميركيين الذين قتلوا خلال الحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 حتى عام 1953.
معضلة حقوق الإنسان
واستبقت وسائل الإعلام الكورية الشمالية زيارة بومبيو، بتحذير واشنطن من أي جدال بشأن أوضاع حقوق الإنسان.
وقال موقع الدعاية الخارجية في الشمال، في تعليق له، إنه يتوجب على الحكومة الأميركية أن تتخلى فورا عن أي محاولة لإثارة غضب بيونغ يانغ وإزعاجها بسبب قضية حقوق الإنسان، وفق ما نقلت وكالة “يونهاب” للأنباء.
وأضاف التعليق، أنه في أعقاب محادثات القمة الأخيرة في سنغافورة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، كانت العلاقات الثنائية تتحسن، ومن المقرر إجراء محادثات المتابعة، لكن الولايات المتحدة ما زالت مهووسة بالضغط على الشمال بشأن أوضاع حقوق الإنسان الخاصة بها.
وقد تناولت هذه المسألة على وجه التحديد وزارة الخارجية الأمريكية التي وضعت كوريا الشمالية في أدنى مستوى من المستوى الثالث لمدة 16 عاما متتالية في تقريرها السنوي لعام 2018 بعنوان “الإتجار بالأشخاص” الذي صدر في أواخر شهر يونيو.
وبيّن موقع الدعاية الكوري الشمالي: “يعتبر تصنيف (الفئة 3) تحديا صريحا لجهودنا لإنهاء الحرب الباردة الأخيرة في العالم والمساهمة في الأمن الإقليمي والعالمي. وهو أيضا سخرية لرغبة المجتمع الدولي الثابتة في تحسين العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة”.
وأضاف: “لقد حان الوقت كي تتخلى كوريا الشمالية والولايات المتحدة بجسارة عن الأحكام المسبقة والممارسات الخاطئة، وتحترمان وتثقان في بعضهما البعض لإزالة العقبات أمامهما، واتخاذ تدابير حسن النية لبعضهما البعض”.
سكاي نيوز