عالمية

لماذا طردت هولندا دبلوماسيين إيرانيين؟

أعلنت السلطات الهولندية طرد اثنين من دبلوماسيي القنصلية الإيرانية في لاهاي، دون أن تقدم توضيحات حول الأسباب، بينما رجّح محللون أن هذه الخطوة قد تكون متعلقة بعمليات اغتيال طالت معارضين للنظام الإيراني على الأراضي الهولندية خلال السنوات الماضية.

ويأتي هذا الإعلان الهولندي بينما تتعاون حاليا كل من فرنسا وألمانيا والنمسا مع بلجيكا لتسليم مدبر الهجوم الفاشل بقنبلة على مؤتمر منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية، في 30 يونيو/حزيران المنصرم بباريس، وهو الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي (47 عاما) الذي اعتقل في ألمانيا، ورفعت النمسا الحصانة الدبلوماسية عنه، تمهيدا لمحاكمته في بروكسل مع منفذي الهجوم وهما إيرانيان يحملان الجنسية البلجيكية، بالإضافة إلى 3 معتقلين آخرين تم إلقاء القبض عليهم في فرنسا.

من جهته، أعلن جهاز المخابرات الهولندي، أمس الجمعة، أنه قام بطرد اثنين من موظفي السفارة الإيرانية في لاهاي دون أن يكشف توقيت الطرد وأسبابه.

وقال متحدث باسم المخابرات الهولندية: “نستطيع أن نؤكد أن هولندا طردت شخصين معتمدين لدى السفارة الإيرانية.. لن نقدم مزيداً من المعلومات”.
لكن مصادر صحافية هولندية ذكرت أن هذا القرار من المرجح أن يكون مرتبطا بملفي اغتيال اثنين من معارضي النظام الإيراني، وهما علي معتمد، الذي اغتيل في 15 ديسمبر/كانون الأول 2015 بإطلاق الرصاص عليه في الشارع قرب منزله في من مدينة ألميريه، القريبة من أمستردام. والعملية الثانية هي اغتيال الناشط الأهوازي أحمد مولى النيسي، الذي قُتل أمام منزله بمدينة لاهاي في هولندا، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بثلاث رصاصات من قبل شخص ملثم لاذ بالفرار بسيارة مسروقة.

وبحسب وسائل إعلام هولندية، كانت السلطات قد اعتقلت متهمين اثنين، الشهر الماضي يشتبه في تورطهما بعملية اغتيال علي معتمد واسمه الحقيقي محمد رضا كلاهي صمدي، المسؤول عن انفجار مبنى حزب “الجمهورية الإسلامية” في 28 يونيو/حزيران 1981 ما أدى إلى مقتل 72 من أعضاء الحزب الذي كانوا مسؤولين كبارا في النظام، وعلى رأسهم أمين عام الحزب آية الله بهشتي.

وكانت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الجهات الأمنية، كموقع “شفاف نيوز”، قد نشرت خبراً مفاده أن أجهزة المخابرات الإيرانية تمكنت من تصفية منفذ تفجير حزب “جمهوري إسلامي” وأن علي معتمد هو نفسه محمد رضا صمدي كلاهي، العضو في منظمة “مجاهدي خلق”.

أما فيما يتعلق بقضية اعتقال القيادي الأهوازي أحمد مولى، فقد أعلن مسؤول بالشرطة الهولندية في تصريحات جديدة أن منفذي اغتيال أحمد مولى، وهو أحد مؤسسي “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”، ينتمون لعصابة إجرامية في مدينة روتردام الهولندية، وقد خصصت مكافأة مقدارها 20 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات عن هذه العصابة.

وكان موقع “تلغراف” الهولندي ذكر أن طريقة اغتيال الناشطين في ألميرة ولاهاي متشابهة حيث تم إطلاق النار على كلا الرجلين أمام منزليهما من قبل مسلحين ملثمين من سيارة “بي أم دبليو” مسروقة. ونقل الموقع عن الشرطة بأنها تحقق من احتمال وجود صلة بين القضيتين.

ويبدو أن هذه القضايا، بالإضافة إلى محاولة تفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، تلقي بظلالها على مصير الاتفاق النووي الذي يمر بحالة انهيار وشيكة في ظل خلافات إيران مع الأطراف الأوروبية.