نفذت أغلب عملياتها في تونس.. ما هي كتيبة عقبة بن نافع؟
تبنّت كتيبة عقبة نافع التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الهجوم الإرهابي الذي استهدف دورية للحرس التونسي أمس الأحد قرب الحدود الجزائرية وأسفر عن مقتل 6 من عناصره، لتعلن عن وجودها من جديد، رغم الهزائم الكثيرة التي تعرّضت لها على أيدي قوات الأمن التونسية أو الجزائرية.
وهذا الهجوم ليس الأوّل الذي تنفذه كتيبة عقبة بن نافع، فهذا الفرع المحلّي لتنظيم القاعدة هو الأكثر نشاطا في تونس، حيث يقف وراء أغلب الهجمات الإرهابية الدموية التي استهدفت البلاد خلال السنوات الماضية.
وكتيبة عقبة بن نافع، هي جماعة متطرفة كوّنها أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي “أبو مصعب عبد الودود” ويعرف كذلك باسم “عبد المالك دروكدال”، تقودها في الغالب قيادات جزائرية، لكن أبرز عناصرها تونسيين كانوا ينشطون في جماعة “أنصار الشريعة” التي صنّفتها تونس والولايات المتحدة الأميركية تنظيما إرهابيا سنة 2013، إلى جانب المقاتلين الجزائريين.
ويرجع أصل تسمية هذه المجموعة التي ظهرت في تونس عام 2012، إلى اسم القائد “عقبة بن نافع”، أبرز القادة المسلمين الذين فتحوا بلاد المغرب بما فيها تونس، وتتخذ من الجبال الحدودية بين تونس والجزائر المعروفة بالتضاريس الصعبة والوعرة وكذلك الغابات الكثيفة، مقرا ومركزا أساسيا لها ومجالا للتنقل وفضاء للتخطيط والتنسيق بين عناصره في الجانب التونسي والجزائري.
ولا يُعرف العدد الحقيقي لعناصر هذه المجموعة، لكن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، صرّح شهر نوفمبر من العام الماضي، أن عدد الإرهابيين المتحصنين بالمرتفعات الجبلية الغربية على الحدود مع الجزائر لا يتجاوز 100 إرهابي.
وعادة ما تعتمد جماعة عقبة بن نافع على أسلوب المباغتة والغدر في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وقد تورّطت في أغلب وأعنف الهجمات الإرهابية التي ضربت تونس طوال السنوات الماضية خاصة في المناطق الجبلية القريبة من الجزائر، وبفرض الحصار عليها، لجأت إلى زراعة الألغام من أجل منع تقدم قوات الأمن ،وقد أدى ذلك إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات الأمنية التونسية.
وكانت أولى العمليات الإرهابية التي تبنتها كتيبة عقبة ابن نافع في ديسمبر 2012، عندما تم قتل الوكيل بالحرس أنيس الجلاصي في مدينة القصرين، ثم تلاها الهجوم الإرهابي الذي استهدف عناصر من الجيش ليتم ذبح 8 عسكريين مع موعد الإفطار في رمضان سنة 2013 في كمين نصبته لدورية بجبل الشعانبي وسرقت أسلحتهم وبدلاتهم العسكرية.
وفي مايو 2014، قادت الكتيبة هجوما على منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدّو سقط خلاله 4 من عناصر الأمن كانوا يحرسون المنزل، بعدها بـ3 أشهر وفي رمضان قتل 14 عسكريا في جبل الشعانبي إثر هجوم غادر وهو الأسوأ في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية منذ استقلال البلاد عام 1956.
وفي فبراير 2015 توّرطت هذه الجماعة مرة أخرى في مقتل 4 أعوان من الحرس التونسي في منطقة بولعابة بمدينة القصرين، بعدها بشهر نقلت عملياتها إلى تونس العاصمة وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع على متحف باردو السياحي، وأسفر عن مقتل 22 سائحا.
واختفت المجموعة لأكثر من عام، ثم عادت إلى الظهور في أغسطس 2016 وأعلنت تبنيها لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل 3 عسكريين وإصابة 9 آخرين في جبل سمامة بمدينة القصرين على الحدود مع #الجزائر إثر نصب كمين لمدرعتين تابعتين للجيش التونسي.
وخلال العامين الماضيين، واجه هذا التنظيم حصارا شديدا على معاقله في الجبال، وتعرّض إلى هزائم متتالية، بعد تصفية أغلب قادته ومسلحيه على الأراضي التونسية، آخرهم مقتل قائده الجزائري بلال القبّي وأحد مساعدي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خلال كمين نصبته قوات الحرس التونسي في المرتفعات الغربية للبلاد، أواخر شهر يناير الماضي.
ورغم هذه الضربات الموجعة، لا تزال كتيبة عقبة بن نافع تستميت لإعلان وجودها والدفاع عن بقائها، حيث باتت تترصد أي فرصة لتنفيذ هجمات إرهابية انتقاما من البلد الذي نجح في إضعاف قوّتها وتفكيكها، فقادت أمس الأحد هجوما مباغتا على دورية للحرس التونسي في منطقة عين سلطان من ولاية جندوبة على الشريط الحدودي التونسي الجزائري، قتلت خلاله 6 من عناصره، بعد سنوات من الاختفاء والتراجع.
وتعيش تونس استقرارا أمنيا، لكن السلطات تقرّ بأنّ التهديدات بوقوع أعمال معزولة لا تزال مستمرة من قبل عدد من الإرهابيين المتواجدين بالمرتفعات الغربية بالبلاد، كما تؤكدّ على أنّ خطر الإرهاب على الحدود التونسية الليبية ما يزال قائما، بسبب تواصل الوضع المضطرب في ليبيا.
العربية