كيف تؤثر الهواتف الذكية بشكل سلبي على حياة المرء؟
نشر موقع “آف.بي.ري” الروسي تقريرا، تحدث فيه عن التأثير السلبي للهواتف الذكية على حياة المرء، لا سيما أنها باتت جزءا لا يتجزأ من حياته، في حين تعتبر وسيلة سريعة للتواصل مع الآخرين.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن العديد من الدراسات أثبتت أن استخدام الهواتف الذكية قبل الخلود إلى النوم يؤثر سلبا على جودة النوم. ويعزى ذلك بالأساس إلى الشعاع الأزرق المنبعث من الشاشة.
وأضاف الموقع أنه يمكن للهواتف الذكية أن تؤثر سلبا على العلاقات العاطفية. ويتجلى ذلك من خلال العديد من الحالات على غرار إهمال الشريك للطرف الآخر وتصفحه المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي والنظر باستمرار لشاشة الهاتف.
وغالبا ما يثير هذا الأمر إزعاج الشريك، ويشعره بأن الهاتف لا يقل أهمية عنه. وفي حال شعر شريكك بأنك لا تقدر قيمته، سيدفعه ذلك للبحث عن شخص آخر يعوضه الأحاسيس والاهتمام اللذين يفتقر لهما.
وذكر الموقع أن الهواتف الذكية تؤثر سلبا على الأخلاق وآداب السلوك الاجتماعي للمرء. وعلى الأرجح، يرتبط ذلك بكمية هرمون الدوبامين التي يفرزها الجسم عند تلقي تنبيه جديد على الهاتف الذكي، فضلا عن اعتقاد البعض بأن التنبيهات الواردة أكثر أهمية مقارنة ببعض الأمور الأخرى.
وبين الموقع أن بعض الدراسات أوضحت أن استخدام الآباء للهواتف الذكية أثناء وجود أطفالهم من حولهم كفيل بأن يشتت انتباههم، ويثبط قدرتهم على الاهتمام بهم.
وبالتالي، قد يؤدي هذا السلوك إلى تولد مشاكل نفسية لدى الطفل. عموما، يؤثر تمتع الطفل بالاهتمام والرعاية من طرف والديه بشكل كبير على نفسيته، حيث يشعره ذلك بأنه شخص محبوب.
في بعض الحالات، يحبذ البعض خوض محادثات ومشاجرات عن طريق تبادل رسائل نصية قصيرة على الهاتف بدل التحدث وجها لوجه. نتيجة لذلك، يتخذ النقاش منحى سلبيا للغاية، مما يعمق الخلاف بين الطرفين.
وأفاد الموقع أن البعض يعتقد أن امتلاك هاتف ذكي يعني بالضرورة الاتصال الدائم بالإنترنت، والاستجابة الفورية للرسائل الواردة على البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي. في الواقع، تؤدي هذه المسلمات غير المنطقية إلى خلق بعض المشاكل بين الأفراد.
إلى جانب ذلك، يميل البعض إلى التفاخر بعدد الإعجابات التي يحصلون عليها أثناء وجودهم على شبكات التواصل الاجتماعي، ومقارنة أنفسهم بالآخرين.
وقد أثبت أن الاستناد على عدد الإعجابات من أجل تقييم الذات تعتبر عادة غير سليمة، في حين تؤثر سلبا على نفسية المرء.
وأوضح الموقع أنه من السهل جدا الوقوع في فخ الشبكات الاجتماعية وقضاء ساعات في مشاهدة صور الآخرين على منصات التواصل المختلفة.
وعادة ما يرتبط ذلك برغبة الشخص في مواكبة التطورات وخوفا من فوات حدث ما دون المشاركة فيه، ما قد يؤدي إلى وقوع المرء فريسة لظاهرة “فومو” أي الخوف من فوات الشيء.
ووفقا للخبراء، من غير الصائب محاولة تكوين انطباعات جيدة لدى المحيطين بك ومقارنة الذات مع الآخرين، حيث من شأن ذلك أن يعود بعدة عواقب وخيمة على حياتك.
وأقر الموقع أن البعض يميل إلى مطالعة الكتب بمساعدة الهاتف الذكي، تجنبا لاصطحاب الصحف والمجلات والكتب إلى جميع الأماكن. وعلى الرغم من مزايا المطالعة بمساعدة الهاتف الذكي، إلا أن العلماء ينصحون بعدم التخلي عن قراءة المنشورات الورقية.
فعلى سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن المراجعة من الكتب المدرسية تساهم في زيادة مردودية الطلاب.
وذكر الموقع أن الهواتف الذكية تساهم في تعزيز الكسل العقلي، حيث يميل المرء لاستخدام الهاتف كآلة حاسبة، بدلا من استخدام ذهنه. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات إلى أن استخدام الهواتف الذكية يؤدي إلى إبطاء عملية التفكير.
وفي الختام، نوه الموقع إلى أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، لذلك ينصح بالابتعاد عنها قدر المستطاع، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على الصحة النفسية.
عربي21