عالمية

ثلاث حكايات لزواج مختلط بين نظرات الناس وفضولهم

عندما تزوج الأمير هاري ميغان ماركل، كان هناك اهتمام بالعرق الذي تنتمي إليه.

وربما يبدو الزواج المختلط بين الأعراق شيئا معتادا الآن، لكن الإحصاءات الأخيرة تظهر أن نسبته لا تتجاوز 7 في المئة من العلاقات الزوجية في انجلترا وويلز.

وقد تناول وثائقي جديد لبي بي سي هذا الزواج متحدثا عن حياة بعض هؤلاء الأزواج الآن في عام 2018.

واستمع البرنامج إلى تجارب الأزواج المتعددة، الجيدة والسيئة.

إيان بريطاني من مدينة غريت يارموث، وهو في الـ27 من عمره، وقد تعرف على جيجي، وهي من الفلبين، عبر صديق، ونجحت علاقتهما.

وكانت المشكلة التي واجهتهما هي وجود جيجي في هونغ كونغ، بينما يعيش هو في بريطانيا.

وسافر إيان لزيارة جيجي عقب التحدث معها عبر الإنترنت على مدى عدة شهور.

وقال إيان: “حينما خرجت من المطار ورأيتها، عرفت على الفور أنها هي الإنسانة التي أريدها”.

وعرض عليها بعد أربعة أيام فقط الزواج.

ويقول إيان: “كانت ردود الفعل مختلفة، فأمي قاطعتني ولم تكلمني لفترة، إذ ظنت أنني متهور”.

وساورت أصدقاء إيان أيضا مخاوف.

“قالوا أشياء مختلفة، مثل (إنها تزوجتك طمعا في أموالك)، أو (قد تكون رجلا، كيف عرفت أنها ليست رجلا؟)”.

وبرغم التعليقات السلبية، تزوج إيان وجيجي، البالغة 32 عاما، وهما يعيشان معا في بريطانيا مع طفليهما.

كاز كانت تعمل في حانة عندما التقت بسيلفر، البالغ 28 عاما، والذي ولد في أوغندا.

ولم يمض وقت طويل حتى أدركت كاز ذات الـ29 عاما وجود بعض الفروق الثقافية.

وتقول: “أدركت بسرعة أنني عندما واعدت سيلفر، كنت أيضا أواعد أصدقاءه”.

وتضيف: “طلبت أن أتفرج على شقته، ظنا مني أننا سنكون وحدنا أنا وهو، لكني وجدت حوالي عشرة من أصدقائه هناك. وظننت أن هذا جزء من الثقافة الإفريقية، لكني استمتعت باللقاء”.

وبعد سنوات من بدء علاقتهما سافرت كاز وسيلفر إلى أوغندا، لمقابلة عائلة سيلفر الكبيرة.

وتقول كاز إنها كانت مبتهجة للقاء العائلة، لكنها أخذت قليلا ودهشت لما رأت.

وتضيف: “لم أكن أتوقع أن أقابل هناك 80 شخصا”.

“لقد وقفت وكأنني في عرض، باعتباري صديقته، أي زوجته بحسب ثقافتهم، واستعرضني الآخرون. ولم أكن أبدا مستعدة لأن يكون اللقاء بهذه الكثافة”.

وكان سيلفر قلقا من ألا تستطيع كاز التكيف مع الوضع، تماما كما ظنت هي.

ويقول سيلفر: “ظللت أفكر (هل يمكن ألا تكون هذه العلاقة مثمرة، لكن هذا هو المكان الذي جئت منه، وهذه جذوري)”.

وانفصل الطرفان في أعقاب الرحلة إلى أوغندا.

لكنهما قررا العودة مرة أخرى إلى بعضهما بعد 18 شهرا.

ويقول سيلفر: “بدأت أرى الأشياء من وجهة نظر كاز. لقد كانت توقعاتي كثيرة جدا. وحينما رأينا بعضنا مرة أخرى، بدأ شعوري يتغير وأصبحت مرتاحا، وأحسست أن الضغط قد انزاح عني”.

“أكبر شيء بالنسبة إليهم أنها امرأة”
قابلت صابرينا، البالغة 29 عاما، أوليفيا، البالغة 26 عاما، في أمسية من الأمسيات قبل سبع سنوات مضت.

أوليفيا بريطانية بيضاء البشرة، أما صابرينا فهي نصف بيضاء، ونصف سنغافورية مالاوية.

وهما تعيشان في ريف منطقة ساري في ضواحي لندن، لكنهما تقولان إن الناس يحدقون النظر فيهما أكثر حينما تمشيان في وسط لندن.

وتقول أوليفيا: “الناس ينظرون إلينا، ويكز بعضهم بعضا لينظروا إلينا”.

ولا يعرف جميع أفراد عائلة صابرينا عن علاقتها بأوليفيا، لكنها لا تعتقد أن العرق الذي تنحدر منه سيكون مشكلة بالنسبة إليهم.

وتقول صابرينا: “أعتقد أن أكبر شيء بالنسبة إليهم، ليس بشرتي، لكن أنني على علاقة بامرأة”.

وتضيف: “قد يمثل موضوع الأطفال والإنجاب بالنسبة إلينا بعض الصعوبات. وقد ينتهي الأمر إلى أن أكون أما لطفلين ذوَي بشرة بيضاء، لا يمتان من حيث الشكل بصلة إلي، لكن هذا شيئا يمكن معالجته كأسرة”.

وقالت أوليفيا إن زواجهما سيكون غير تقليدي.

وتضيف: “يوم الزواج سيكون كما نحب نحن أن يكون. ولكنه بالطبع سيمثلنا كشخصين، ويمثل جزءا من خلفيتنا الثقافية”.

بي بي سي عربية