قرار وزاري بإذاعة النشيد المصري بالمستشفيات يثير الجدل
أثار قرار أصدرته وزيرة الصحة في مصر الدكتورة، هالة زايد، يقضي بإذاعة “السلام الجمهوري” يوميا، في جميع مستشفيات البلاد جدلاً شديداً.
ونص القرار على أن يتم، في جميع مستشفيات مصر اعتباراً من اليوم الأربعاء، إذاعة السلام الجمهوري، ويعقبه قَسَم الأطباء، عن طريق الإذاعة الداخلية بالمستشفى.
وأوضحت الوازرة في بيان رسمي أن هذا القرار “يعزز من قيم الانتماء للوطن لجميع المستمعين في المستشفيات سواء للمريض أو الأطقم الطبية”، مضيفةً أن بث وإذاعة القسم “سيذكر الأطباء بمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في القسم، والتي هي أساس أي عملية خدمية نبيلة تقدم للإنسان”.
واختلف المصريون حول القرار ما بين مؤيد ومعارض، ولكل وجهة نظره، التي تدعم موقفه.
وقال المؤيدون إن القرار يدعم فعلاً الانتماء الوطني، ويعزز من قيم المواطنة، تماماً كما هو الحال مع إذاعة السلام الوطني بمدارس مصر لتشجيع الأطفال والطلاب على حب وطنهم وغرس قيمته في نفوسهم.
بدوره، قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن “القرار يستهدف إرساء القيم وعودة ثقافة الأخلاق والانتماء، وحب الوطن، وتذكير الأطباء بالقسم الذي أقسموا عليه عقب تخرجهم في كلية الطب”.
وأضاف أن الوزارة ستطبق القرار بالمستشفيات في جميع أرجاء مصر ولن تتراجع عنه، مؤكداً أن “نتائجه ستكون ملموسة”.
أما معارضو القرار، فيرون أنه يندرج ضمن “القرارات الشكلية” التي لا تتطرق لتحسين مناخ العمل ولا لتطوير المنظومة الصحية، والهدف منه “دعائي”، معتبرين أنه “صدر بغية إثارة الحماس الوطني في أماكن تحتاج لما هو أكثر من ذلك”.
وفي هذا السياق، قال الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء في مصر لـ”العربية.نت” إن “أي قرار يصدر من وزارة الصحة لا بد أن يكون مرتبطا بتطوير المنظومة الصحية، وتحسين مناخ العمل، ومواجهة تدني أجور الأطباء، وتوفير المستلزمات الطبية، لكن ما الهدف من قرار إذاعة النشيد الوطني في ظل كل هذه المطالب العاجلة والملحة؟”.
وأضاف أن “إذاعة النشيد الوطني لن يفيد المريض الذي يحتاج لرعاية صحية متكاملة وتوفير سرير له في مستشفى، وتوفير كل الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاجه، ولن يفيد الطبيب الذي يعاني من ضعف راتبه، ويشكو من المناخ الصعب الذي يعمل فيه”.
وطالب عضو مجلس نقابة الأطباء الوزيرة بـ”التفرغ لما هو في صالح تطوير المنظومة الصحية، وتوجيه كل جهدها لتوفير الميزانية اللازمة للعناية بالقطاع الطبي، وتطوير العمل في مستشفيات مصر”، مضيفاً أن “المطلب الأساسي والعاجل والملح الذي يحتاجه قطاع الصحة هو زيادة الميزانية المخصصة له، وتطوير المستشفيات، وتقديم خدمات علاجية متكاملة بأسعار مناسبة لكل مصري”.
العربية