رأي ومقالات

تعرف على أقوي ثلاثة عمليات للقوات الخاصة السودانية

القوات الخاصة تتميز بتدريب عالٍ وسرعة فائقة بالإضافة إلى قدرتها على العمل ضمن وحدات صغيرة والسفر بخفة، وهذه الميزات تؤهل القوات الخاصة للمهمات الخطيرة خلف خطوط العدو، وهذه بعض التقنيات والمعدات التي تستخدمها القوات الخاصة حول العالم.

– واليوم نقدم لكم اليوم أقوي ثلاثة عمليات للقوات الخاصة السودانية التي حفظت لها رصيداً عالياً من الخبرة وأصبحت مرجعاً للكليات العسكرية العالمية، فهم أشباح القوات الخاصة التي تستدعي إلي مهام “الموت”، وكانت التعليمات الأساسية “الموت بالأقدمية ويمنع مخالفة التعليمات”، وهذه أقوي ثلاث عمليات لقواتنا الخاصة:
• أولاً: عملية #جبل_بوما: حيث كانت الظروف السائدة في ذلك الوقت من العام ١٩٨٣م، أن حركة التمرد كانت ما تزال في بداياتها بعد تمرد الكتيبة (١٠٥) وإنضمام العقيد “جون قرنق” لحركة التمرد وكانت القوات المسلحة في ذلك الوقت شأنها شأن قوى الدول الأخرى، تحصل على كثير من المعونات من العالم الغربي في شكل منح وهبات وإعانات حيث تلاحظ ذلك من أنواع الطائرات التي اشتركت في هذه العملية.

– هذا الدعم الخارجي الواضح خصوصاً وأن الشريعة الإسلامية لم تكن قد طبقت بعد تاريخ تطبيق قوانين سبتمر ١٩٨٣م، والعملية كانت في يوليو وهذا يدحض إدعاء الحركة أنها قامت ضد الشريعة الإسلامية، حيث أنها أعلنت عن نفسها في ١٥ مايو ١٩٨٣م بدعم من إثيوبيا الشيوعية في ذلك الوقت، كجزء من الحرب الباردة، دخل فيها السودان وإثيوبيا بالوكالة عن العملاقين أمريكا وروسيا في ذلك الوقت كإحدى بؤر التوتر بين القطبين.

– ومنطقة (جبل بوما) من أجمل المناطق السياحية في العالم، فهو يطل على الأخدود الأفريقي العظيم والطقس غائم طوال العام وفي سفح الجبل توجد أكبر حظيرة حيوانات وحشية طبيعية في العالم تعيش فيها جميع حيوانات الغابة الإستوائية، ماجعل الأوربيين يبنون مركزاً لأبحاث الحيوانات الوحشية ومطاراً صغيرا يبلغ طوله ٢٥٠ مترا في أعلى الجبل، بينما يقيم مستر (جو هاشيل) الأمريكي الجنسية في سطح الجبل هو وزوجته حيث بنى منزلاً صغيراً ومهمته هي التبشير والطب وهو يقيم في ذلك المكان منذ ثلاث سنوات – من ذلك التاريخ ١٩٨٣م- ويبلغ إرتفاع الجبل حوالي ٥٠٠٠ قدم، وفي يوم ٣٠/٦ هبطت في المطار الصغير طائرة (ف ٦٠) إضطرارياً لنفاذ الوقود وكان يقودها المقدم طيار /الرشيد محجوب، ولفت أنظار حركة الخوارج التي كانت في بداياتها في يوم ٢٧/٦ قام العميد شهيد طيار /عثمان عبد الرسول الضو، بالإقلاع بالطائرة (ف ٦٠) من ذلك المهبط لإحساسه بقرب الهجوم على مكان الطائرة، وقد حدث في اليوم التالي مباشرة، حيث هجم المتمردون يوم ٢٨/٦/١٩٨٣م على المنطقة ولم يجدوا الطائرة، لكنهم اعتقلوا الأجانب الخمسة الموجودين.

– بدأت المفاوضات مع حركة التمرد، وفي نفس الوقت كان التخطيط يجري في غرفة عمليات قيادة الفرقة الأولى بمدينة جوبا، حيث كان رئيس شعبة العمليات العقيد /عصام ميرغني، مع قيادة (المفارز) الجوية بطائراتها العسكرية المتنوعة، وبعد عمل تقدير موقف ومناقشة الخطط البديلة، تم الإتفاق على عملية إقتحام رأسي بطائرات (الهيل) لتحرير الرهائن واستعادة المنطقة.

– تمت الموافقة على الخطة بواسطة القيادة العامة، على أن يتم التنفيذ في أول يوم ٨/٧/١٩٨٣م، وتم إختيار (كبويتا) كمركز قيادة متقدم، بينما تم إختيار منطقة التحميل أو منطقة الدفع للإشتباك، منطقة (وادي كارون) التي تبعد ٥٠ كلم شمال بوما.

– وفي يوم ٦/٧ تم نقل مقدمة القوات في (كبويتا)، ومنها إنزالهم بواسطة طائرة (بفلو) في مهبط صغير بمنطقة (كارون)، وإكتملت القوة بسرية قوات خاصة وسبع طائرات (هيل)، ويقود القوة الجوية العقيد طيار /عبد الوهاب جباي، بينما كان يقود العملية من منطقة (كارون)، العقيد /عصام ميرغني طه.

– وفي مساء الأربعاء، إتصلت القيادة العامة بقيادة المنطقة تطلب تأجيل العملية ويبدو أن السفارة الأمريكية لم تكن تثق في مقدرة القوات المسلحة في تنفيذ العملية، ولم تخفِ قلقها على رعاياها، وفي صباح يوم تنفيذ العملية، وصلت تعليمات للعقيد /عصام بإلغاءها، ولكنه أغلق الجهاز ونفذ العملية، كان من المفروض أن يتم التنفيذ في الخامسة صباحاً يوم ٨ يوليو، إلا أن التنفيذ تأجل لساعتين بسبب الطقس، وأقلعت طائرات (ألبو ١٠٥) أولاً، تلتها طائرتا (البيوما) برشاشات، وفي نفس الوقت تم إنزال مقدمة القوة التي هجمت على مكان وجود الرهائن بمنزل الطبيب الأمريكي، وأستشهد أحد أفراد القوة، وهو الشهيد الوحيد في هذه العملية.

– هبطت بعد ذلك طائرات (البل ٣١٣) تحمل بقية القوة وتبعتها طائرة (البفلو)، وفي منتصف النهار، عادت (البفلو) تحمل باقي الكتيبة وتم إعطاء التمام لقائد المنطقة اللواء الركن /صديق البنا، بنجاح العملية وتحرير الرهائن الخمسة في قمة الجبل في تمام الساعة الواحدة نهاراً يوم الثامن من أغسطس، يوم (عملية بوما).

• ثانياً: عملية الإبرار الجوي “قيسان”: في العام ۲۰۱۱م قام المتمرد “مالك عقار” بالهجوم علي مدينة قيسان بفرقتين بكامل عتادهم العسكري وفرض حصار عليها لإجبار ۲۰۰ جندي سوداني بقيادة “رائدة وملازم” بالإستسلام، وإعتقاداً منه ان الكثرة سوف تغلب الشجاعة ولم يكن يتوقع أن يصمد ۲۰۰ جندي سوداني أمام فرقتين بكامل عتادهم، ولكن تم سحقهم ومسحهم وصمدت القوات السودانية ۲۰يوماً أمام الفرقتين.

– ليتم إستدعاء اشباح القوات الخاصة السودانية لعملية إبرار جوي وإنزال الذخائر وإجلاء الجرحي، وكانت التعليمات كالعادة “الموت بالأقدمية وممنوع مخالفة التعليمات”، تم الهجوم علي قوات التمرد بطائرات الهليكوبتر المي ۲٤ وعمل غطاء جوي متكامل لعملية الإبرار ولم تاخذ العملية سوي ۱٥ دقيقة فقط لإنزال الأشباح وتم كسر الحصار وتشتيت المتمردين.

• ثالثاً: عملية الابرار الجوي في هجليج “ليلة الرعب”: في العام ۲۰۱۲م، إقتحمت قوات جيش دولة جنوب السودان مدينة هجليج وتمركزت بمناطق إنتاج النفط، مما جعل من الصعوبة ضربهم بسلاح الجو أو المدفعية لحساسية المكان.

– فتم إستدعاء أشباح القوات الخاصة النقيب الشهيد (المقدم) /الحبيب محمد كمبو، برفقة أشباله وكانت التعليمات واضحة كالعادة “الموت بالأقدمية وممنوع مخالفة التعليمات”، ولكن خطورة العملية كانت تتمثل في عدم إستخدام الأسلحة النارية ولكن بإستخدام الأسلحة البيضاء “سكاكين وسواطير” لحساسية المكان وتم إنزالهم ليلاً بالطائرات الهيل بعد أن تم توفير غطاء تمويهي من قبل المجاهدين بأنغام الدوشكا.

– لتكون الحصيلة في صبيحة اليوم التالي “۱۲۰۰” قتيل، تم قتلهم بالأسلحة البيضاء بدون إستخدام رصاصة ليعقبه إقتحام بري من قبل القوات البرية في صبح اليوم التالي للعملية وهروب ماتبقي من قوات الجيش الشعبي إلي غابات الجنوب.

– هذه هي القوات السودانية ۲۰۰جندي صمدوا أمام فرقتين بكامل عتادهم، أشباح وليست قوات “القوات الخاصة” من أشرس القوات، فهم جاهزون للإنقضاض عند صدور الأوامر، قوات سطّرت تاريخها بمداد الإحترافية والكفاءة فلم تخرج لمهمة إلا وأنجزتها.

بقلم
أسد البراري

‫2 تعليقات

  1. التحية والتقدير لابطال القوات المسلحة ونسال الله ان يتقبل الشهداء ويشفى الجرحي فهم البقية الباقية التي مازالت حامية لهذا الوطن بعد الله عز وجل فلهم التقدير والاحترام

  2. القوات المسلحة السودانية بسالة و شجاعة و تجرد و تضحيات بالدم لرجال بذلوا أرواحهم للوطن و لكن للأسف هنالك فئة خائنةتحتاج للبتر و هم تجار بنقو الجنوب و سارقي قوت الشعب بافتعال صرف رواتب لاسماء وهمية و أموات .