الصادق الرزيقي

خطاب الرئيس … التاريخي


خطاب السيد رئيس الجمهورية في ليلة توقيع اتفاق تقاسم السلطة والترتيبات الأمنية والحكم بين الإخوة الأعداء في دولة جنوب السودان بحضور الرؤساء والقادة في دول الإقليم، هو خطاب الموسم وعلامة مضيئة في علاقات البلدين، ودرس مجاني في معاني القيادة والمسؤولية وحسن الجوار واستشعار الواجب الذي تمليه قيم وأخلاق شعب السودان فضلاً عن كونه يبث مشاعر حميمة من أهل السودان لإخوانهم في دولة الجنوب، التي شاءت الظروف والأقدار السياسية أن ينفصلوا عن بلدهم الأم ويكوّنوا وطناً خاصاً بهم لم يلبث إلا سنوات معدودات حتى مزقت وحدته الحرب شر ممزق .

> البشير كان في قمة توهجه السياسي، وهو يتناول قضية الحرب والسلام والتضحيات الجسام التي قدمها السودان من أجل أن يستقر جنوب السودان وينعم بالسلام، وأعلن عن كامل التزامه بوقوفه مع شعب الجنوب حتى يطمئن ومع حكومته حتى تحقق لمواطنيها تطلعاتهم في التنمية والأمن والاستقرار.. لقد كان البشير يعبّر عن كل شعب السودان المحب للخير الذي يبادل الجنوبيين مشاعرهم الدافقة تجاه إخوتهم الذين آووهم واحتضنوهم وخففوا عنهم غلواء المِحنة التي عاشوها .
> حديث الرئيس البشير أمس، كان محل اهتمام العالم أجمع فوسائل الإعلام العالمية ووكالات الأنباء اهتمت بإبراز حديثه، وتصدّر نشرات الأخبار ووجد صدى كبيراً خاصة لدى المواطنين الجنوبيين، وتابعه بإعجاب باهر القادة الأفارقة الذين كانوا حضوراً، وذلك لصدق العبارات والمشاعر والصراحة والمحبة التي يكنها البشير للشعب الجنوبي وهو يصفهم بأنهم شعبه، وقد قاطعه الجنوبيون داخل القاعة بهتافات داوية، وبكى بعضهم بحرقة على واقع الانفصال والتفرق والافتراق.

> من أهم النقاط التي أشار إليها البشير هو التزامه وواجبه تجاه قضية جنوب السودان وأهله، وعزمه الأكيد على جعل الاتفاق ناجحاً لا رجعة فيه للوراء .. وأن السودان بكوادره وخبرات أبنائه سيكون عوناً وسنداً لدولة وشعب جنوب السودان ولن يتركهم وحدهم، وركز بتكرار العبارة ( إن مسؤوليته تجاه الشعب الجنوبي مسؤولية أخلاقية ) وهذه معاني نادرة في عالم السياسية ولا تصدر إلا من قادة يعرفون كيف يتعاملون مع اللحظات التاريخية الحاسمة في مصائر الأمم والشعوب.
> هذا نمط جديد من القيادة في بلدان العالم الثالث وخاصة أفريقيا، أن تسعى دولة رغم كل ما أصابها وما تواجهه من تحديات، لتقوية جارتها ومداواة جراحها النازفة والعناية بها حتى تخرج من وهدتها وتستعيد عافيتها ..

> كل من سمع البشير بالأمس أيقن أن اتفاق السلام في جنوب السودان ماضٍ إلى نهاياته وسيحقق أغراضه وأهدافه، فقد أعطى البشير نموذجاً قلّ نظيره في عالم اليوم مقدماً قيم الإيثار وحسن الجوار والتفاني من أجل إحلال السلام وزرع الطمأنينة في تربة جنوب السودان وتأمين أهله، ويصلح الخطاب بكل تفاصيله ليكون خارطة طريق من أجل السلام والنهوض من جديد لدولة كانت تعيش قبل الاتفاقية مأساتها وتقف عند مهب الريح والحرب .

 

 

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. طيب قبل أن تفرق الجميع فبينما الدكتور ريك مشار يحاول مصافحة سلفا كيير أدار الأخير ظهره ولم يمد يده. ماذا تقول في هذا أنا أعتقد مشكلة الجنوب في رئيسه الذي لايستطيع أتخاذ أي قرار. لقد واضح أنه غير سعيد فكل تعابير وجهه توحي بإنه جاء مجبرا. وكما يقولون المحرش ما بقاتل. هل سيصمه هذه الاتفاق لشهرين حتى نهاية الخريف. الله ورسوله أعلم

  2. شكرا لك أيها الصادق الرزيقي
    .
    .
    أتعبت المنافقين من بعدك , وأعجزتهم على أن ينافقو كما تنافق
    رئيسك الذي تنافقه أقعد التنمية و الصحة والتعليم في دولة ويبحث عن توفيرها في دول الجوار
    فيا عجبي على الأقلام ان كذبت . أما علمت بأن الله موجود