الشيخ عبد الرحمن يكتب: أردوغان فى مواجهة النيران، ولكن !
يعمل أودوغان لتحقيق هدف محوري وهام ، وهو أن تخرج تركيا من التبعية لتصبح دولة قائدة فى المنطقة ، والعالم ، وذلك أمر صعب ، وله أثمان كبيرة ، ولكن الملاحظ أن الرجل ليس من النوع الذى يقبل التراجع عن قراراته الكبيرة مهما كانت التضحيات ، ومن هنا فالمعركة بين أورودوغان وأعداءه ( الحلفاء الأعداء ) قوية وصعبة ، بل ومعقدة فى فهم أسرارها .
تعتبر الدولة التركية حليفة للولايات المتحدة ، بل وتعتبر عند البعض حليفا إستراتيجيا ، ومع هذا ، فجميع المؤشرات تدل على أن الدولة التركية ليست كذلك ، ربما السبب هو وجود أردوغان فى الحكم فى تركيا من جانب ، وترامب فى قيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، ولهذا نجد أن الشخصية التى تقود تركيا ( أوردوغان ) يتصف بالحزم والقوة ، والعكس صحيح ، وهو أن ترامب كذلك شخصية حازمة وقوية ، ولكن الأول يريد من أمريكا علاقة ندية ، بينما الثانى يطالب من تركيا التبعية الكاملة .
تخطئ الإدارة الأمريكية فى تعاملها مع تركيا الحديثة ، وتنطلق فى رؤيتها بأن تركيا ما زالت حديقة أمريكية فى الشرق الأوسط ، بل هي فى نظرتها ما زالت جسرا للحضارة الغربية فى العالم الإسلامي ، ولكن هناك بعض الحقائق التى جرت على الأرض فى عقدين ، وهي تتمثل فى التغيير الذهني للإنسان التركي ، والذى يرى بأن تجربة حزب العدالة والتنمية فى الأرض تمثل نقلة نوعية فى التنمية ، ولهذا أصبح الإنسان التركي يشعر ولأول مرة أن التاريخ لا يصنع من الخارج فقط ، بل يمكن صناعته من الداخل ، ومن هنا رأينا الإلتفاف الجماعي النوعي حول القيادة التركية ، بل ونلاحظ الإجماع التركي فى الدفاع عن الأمن القومي من كافة الأحزاب السياسية بشتى توجهاتها الفكرية والأيديولوجية مما يسبب خلق جبهة داخلية قوية أمام الأعاصير السياسية المختلفة .
العلاقات الامريكية التركية بين الخسارة والربح .
……………………………………
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تكسر العظمة التركية من الظهر ، وتلك سياسة غير مخفية ، بينما يحاول أوردوغان أن يحمى ظهر تركيا من تبنى أحزمة مختلفة من القرارات الإستراتيجية ، ومن هنا نجد أن الصراع يتطور من الخفاء إلى العلن ، ومن الكلام إلى العمل ، وهذا يدل على أن الجانبين لم ينجحا فى التغلب على أسباب الخلاف الحقيقي ، وهو أمر لن يجد حلا ما دام كل واحد من الطرفين يسعى إلى تحقيق أهداف إستراتيجية فى السياسة الدولية .
إن النظام السياسي الحديث فى الولايات المتحدة بقيادة ترامب لا يعترف بسياسة إستخدام القوى الناعمة ، والتى كانت تتفنن فى إستخدامه الولايات المتحدة الأمريكية فى التعامل مع الدول سابقا ، ومن هنا رأينا ما فعل ترامب مع الحليف الإستراتيجي الأقوى فى أمريكا الشمالية ( كندا ) حيث أهان رئيس وزراء كندا ، وأعلن أنه سوف يتخذ إجراءات قاسية ضد كندا بما يمس إقتصادها ، والمعروف أن الإقتصاد الكندي يعتبر جزءا عضويا من الإقتصاد الأمريكي ، ولا يمكن الحديث عن إقتصاد أمريكي ناجح بدون كندا ، وكذلك العكس ، ولكن العنجهية تعمل فى غالب الأحيان بدون منطق .
حققت تركيا تنمية حقيقية فى الواقع ، وأصبح إقتصادها من أقوى الإقتصاديات فى العالم ، فهي دولة صاعدة صناعيا ، ومتقدمة تجاريا ، وتتحدث الأرقام الحقيقية بما يفوق الخيال فى بعض الأحيان ، والأرقام تأتى من هيئات محترفة ومحترمة ، وليست فقط كمشاريع دعائية لأجل الإنتخابات كما هو عادة العرب والأفارقة ، ودكر وزير المالية فى الحكومة فى عام ٢٠١٧م بأن ٩٠٪ من الميزانية موجه نحو الصحة والتعليم والبنية التحتية والدفاع والأمن ، وهذا يدل على أن الأولوية للحكومة مزدوجة ، فلا يمكن الفصل ما بين التنمية ، والدفاع بصورتيه ، الأمن الداخلي ، والأمن الخارجي ، وذكر الوزير بأن الحكومة سوف تخصص للتعليم ميزانية ضخمة تصل إلى ( ٣٥ ) مليار دولار أمريكي ، وتخطط لتوظيف أكثر من ثلاثة ملايين موظف فى عام ٢٠١٩م ، وذكر بأن حكومة العدالة والتنمية حققت فى غضون ( ١٥ ) عاما بناء طرق سريعة تحت قيادة الحزب ، وتصل طول هذه الطرق ( ٢٥ ) ألف كيلو متر ، بينما حققت الحكومات السابقة من تأسيس تركيا الحديثة ( ٦ ) آلاف كيلو متر ، ولهذا يلاحظ الإنسان التركي متانة الإقتصاد التركي ، والذى خرج من مرحلة التأسيس ، ودخل مرحلة الصعود .
دخل الأتراك عالم الصناعة بقوة ، وما زالت التجربة التركية فى هذا المجال تثير الإهتمام ، ووصلت صادرات تركيا فى عام ٢٠١٧م إلى ( ١٤٤ )مليار دولار ، وتتوقع تركيا فى هذا العام أن يصل التصدير إلى ( ١٦٦ )مليار دولار ، وتسعى تركيا فى هذا العام وما يليه إقامة مشاريع ضخمة وحقيقية منها مطار إسطنبول ، ونفق أوراسيا ، ويمثل قطاع العقارات من أفضل القطاعات فى العالم ، وتتحدث الأرقام بأن السياحة التركية استعادت عافيتها بشكل كبير حيث يؤكد معهد الإحصاء التركي أن عائدات السياحة فى البلد قد ارتفعت بأكثر م ١٨.٩٪ ، فى عام ٢٠١٧م ، ويؤكد كذلك الأرقام وزير الثقافة والسياحة فى تركيا حيث يقول : إن عائدات السياحة فى العام الماضى بلغت ( ٢٦ ) مليار دولار ، وسترتفع فى هذا العام إلى ( ٣٢ ) مليار دولار ، وأشار أن تركيا تستهدف ( ٤٠ ) مليار سائح ، وتتوقع تركيا أن يصل العدد فى نهاية عام ٢٠٣٢م إلى ( ٥٠ )مليون سائح و ( ٥٠ ) مليار دولار فى عام ٢٠٣٢م .
هناك واقع تركي جديد ، ولكن يواجه هذا الواقع التركي الجديد إعصارا خطيرا من ترامب ، فالولايات المتحدة تملك أوراق قوية فى زحزحة النظام الإقتصادي التركي ، ومن أهمها الدولار الأمريكي ، والذى صار كخطيئة إستراتيجية عالمية مرجع العملات ، ومركز النظام الإقتصادي العالمي ، كما أن بعض الصادرات السيادية لتركيا مرتبطة بأسواق الولايات المتحدة ، ولهذا تأثر سعر الصرف بقرارات ترامب الأخيرة وتهديداته ، ولهذا فليس من الذكاء التقليل فى خبرة الأمريكيين فى تهديد الدول الصاعدة ، وما أمر الدول التى سُميت حينا بالنمور الأربعة عنا ببعيدة .
فى الجانب الآخر ، يملك أوردوغان أوراقا ثلاثة ، كلها لصالحه ، وأولها ورقة البديل المحتمل كحليف إستراتيجي من الولايات المتحدة ، وهو ما كتبه الرئيس التركي فى مجلة ( نيويورك تايمز ) الأمريكية فى مقال له ، فذكر بأن أمريكا حليف إستراتيجي لتركيا ، ولكن الأمريكيين لا يتعاملون مع الأتراك كحلفاء ، ولهذا ذكر بأن تغير الحليف من جانب الأتراك ممكن ، ومن أهم الدول المرشحة روسيا ، والصين كقوتين منافستين للولايات المتحدة فى القيادة العالمية ، وإيران ، وأوكرانيا كقوتين صاعدتين إقليميا ، وهذا يمثل تهديدا للمحور الغربي ، والتى تقودها الولايات المتحدة ، والورقة الثانية تتمثل فى متانة الإقتصاد التركي ، وخروجه من لحظة التأسيس ، ودخوله فى مرحلة الصعود ، ووجوده فى الإقتصاد العالمي بقوة ، وهذه الورقة لها تأثير قوي فى المحيط ، ولهذا رأينا تداعيات هبوط الليرة أمام الدولار على العملات القوية وخاصة على اليورو كعملة رئيسية فى العالم ، أما الورقة الثالثة ، فتكمن فى شخصيته القيادية ، والتى قد تلعب دورا محوريا فى الوقوف أمام هجمة العملة التركية ، ولهذا دعا الرجل إلى جعل الليرة عملة للتبادل التجاري مع الآخرين ، ودعا المواطنين إلى تغيير العملات الأجنبية بالعملة الوطنية كورقة للمواجهة ، ويهدد الزعيم التركي أوردوغان بشكل مستمر أنه سوف ينقل المعركة إلى الذهب ، ولهذا يدعو مواطنيه إلى تغيير العملات الأجنبية بالذهب والليرة التركية .
ما زالت تركيا تحتفظ ببعض الخيارات للمواجهة ، وأخرجت اليوم ( ٦ ) مليارات دولار لأجل الضخ المالي ، و ( ١٠ ) مليارات ليرة فى الأسواق لمواجهة الإعصار ، وذكرت الدولة أن فى جعبتها خيارات أخرى ، وهذا يدل على أن الإقتصاد التركي ما زال قويا ، ولديه أوراق جيدة فى مواجهة الدول ، والتى تعتبر تركيا تجربة ثرية فى الخروج من أزمة الهوية ، والتنمية فى عالم ما بعد العولمة .
نجح أوردوغان فى الخروج من الإنقلاب الفاشل ، وهو الذى كانت وراءه دولة موازية فى الداخل ، ودول فى المحيط ، وقوى كبرى فى العالم ، وأدى هذا النجاح وجود وعي راق من الشعب ، ووجود يقظة سياسية من النخب ، واستخدام الذكاء السياسي من القيادة بكل أطيافها ، ولهذا فشلت تجربة الإنقلاب ، ولكن ما زالت الثورات المضادة فى العالم تحاول إسقاط النظام السياسي فى تركيا بكل الوسائل ، ومنها هذه الوسيلة التى تستخدمها بعض الدول لأجل صناعة ثورة داخلية فى البلد ، ولكن ما زال الرجل يمثل الرقم الأصعب فى تركيا ، وفى العالم الإسلامي .
إن الغرب لا يتوقف عن المحاولات ، فهو صبور فى هذا المجال ، ولا يملّ عن العودة من جديد ، ومن ثغرات مفتوحة ، لديه العشرات من المراكز ، والمتخصصين فى المجالات المختلفة ، ذلك لأن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، المتخصص فى الدراسات السياسية والنفسية للشعوب ذكر بأن الروم من أخص خصائصهم ( وأوشكهم كرة بعد فرة ) ، فهم عكس العرب ، ذلك لأن لديهم مرض ( الملل ) كما نقل النفيسي من خبير أمني إسرائيلي حيث قال الأخير : العربي إنسان ملول ، ولهذا فلا بد من اليقظه المستمرة ، ولهذا وجدنا فى الكتاب العزيز الآية ( خذوا حذركم ) .
سوف أتناول فى مقال لاحق عن حديث ( تقوم الساعة والروم أكثر الناس ) ، لأجل توضيح مسألة مهمة ، وهي أن المعارك الحضارية تتطلب يقظة شعبية حقيقية ، وفهم ثاقب ، وذكاء سياسي ، ودراسات علمية ومستمرة للواقع السياسي .
كل شعوب الأرض أخطأت بأن تركت أمريكا تتحكم في اقتصادياتها وعيشها من أعطي هذه الدولة الضخمة عسكريا وإقتصاديا أن تتحكم حتي في عملات دول العالم فبتحريض اليهود اللذين يتحكمون في كل شيئ اقتصاد ومال وشركات واعلام ومنذ زمن بعيد خاصة بعد أن اوصلوا كلبهم اليهودي الحقير ترامب استغنوا عن الحروب العسكرية وتحولوا الي عصر الشعوب بأن يتحكموا في سعر عملاتها بالدولار فيقومون اما بفرض رسوم وضرائب علي منتجاتها كما حصل مع تركيا وغيرها او يقومون بشنقها اقتصاديا بمنع التعامل معها كما حدث مع السودان وغيره لأن كل تبادلات دول العالم وتحويلاتها بالدولار وهذا ما انتبهت اليه الدول اخيرا بأن العالم يحتاج الي نظام مالي عالمي جديد ليست له اي علاقة بسياسات امريكا الدولة الظالمة لايوجد اية سند قانوني او عقلاني يسمح لأمريكا ان تفرض نفسها علي العالم فقط من أجل ان تستمر في صناعتها وتجارتها وكان الله تعالي لها بالمرصاد فجعل الصين هي مصنع العالم لكل شيئ بل لجأت اليها الشركات الأمريكية نفسها وهناك ايضا قوي اخري روسيا تركيا المانيا وغيرهم الكثير نفذ صبرهم من حماقة ترامب الكلب فلابد من نظام جديد تحفظ حقوق الشعوب والناظر في يحث في العالم كله تجد اسرائيل وراءه فقد اشتط اليهود في غيهم زيادة عن المطلوب في حمايتهم فتسلطوا علي العالم كله بتحريك امريكا وقد تحولت الي خادمة تماما لها ولاتنسوا العرب فقد بانوا فعلا مدي حوجتهم لتتبع اسيادهم إنهم minions حقا وحقيقة ثم السودان اللذي لم يفهم حتي معني ودلالة ونتيجة الحظر اللذي مورس عليه ومنذ عشرون عاما لم نأكل بعده الا الحصرم نقول سياساتنا كلها في السودان بأنواعها فشلت في الفهم والتعامل حتي تخرج بلادنا سالمة او اقله مستقرة ففعلوا العكس فوصل الدولار الي 40 – 50 جنيها وباختصار بحول الله تعالي ستفشل امريكا وستسقط بفعل ترامب الكلب لأنها لن تقدر علي مواجهة عمالقة العالم الحقيقي
وأما تركيا فستنتصر لأن لها ربا ولها قائدا وزعيما لايأكل الحرام ولا يسترزق ويسرق شعبه رجل تحيطه النزاهة والخلق والأمانة
ولهذا جعل بلاده قوي عظمي ولهذا يحبه شعبه ولهذا سيهزم أمريكا فأين أنتم ياشعب السودان نحن قوم تبع لا قيمة ولا قيم أضعنا العمر في ثورات وانقلابات فحصدنا الآهات والمرض والجوع والفقر والحروب يمنة ويسرة خذوا تركيا والصين مثلا
حياك الله ود العوض سبقتني بتعليقك الوافيء الا اني اخذ عليك بعض الالفاظ غير اللائقه اما غير ذلك فانك اصبت كبد الحقيقه
عبد الرحمن بشير :-
مفكر ( وكاتب ) جيبوتي :-
..
..
توسَّع ( كثيراً ) في ( أمرٍ ) ضيِّقٍ ..
..
..
1/1/2018
1 دولار = 3.820 ليرة تركية ..
1/5/2018
1 دولار = 4.065 ليرة تركية ..
اليوم
1دولار = 6.590 ليرة تركية ..
..
..
الموضوع ( وما فيهو ) هبوط عملة وفقدان قيمة ..
على ما اعتقد هبوط الليرة التركية من تزييف للعملة التركية وغرق السوق بها وسحب الدولار والذهب بهذه العملة المزيفة
مثل ما يحصل في السودان وكذلك حصل في دولة قطر لكن قطر تدارك الموضوع وامرت بارسال 1000 ريال فقط للخارج في الشهر
وعلى راس هذه الدول الامارات والسعودية وامريكا
تعليق ود العوض سليم اضيف ليهو … اولا نظام الدولار تم اعتماده دوليا علي اساس تغطيته بالذهب ومنذ١٩٧٣ امريكا فشلت في التغطية واستبدلتها باسلوب الترهيب والحروب لمن يتمرد علي الدولار ولعلم الجميع القذافي كان يبيع النفط في اوربا بالاسترليني واليورو ويستبدل ذلك بالذهب وصدام استبدل نصف الاحتياطي من دولار ليورو لذا كان اسقاطهم وهذه الحروب هي المصدر للدولار …ثانيا ومصداقا لما ورد فان الدول ادركت ذلك وسعت لعمل مجموعة البريكست … ثالثا لو توقفت دول البترول عن البيع بالدولار لانهار ومعه امريكا في اقل من ٢٤ ساعة ولذا هي حريصة علي دورة نفط دولار سلاح وللاسف مت يساعد في ذلك هوبترول المسلمين
اوردغان يسير علي نهج وخطي هتلر….
احذروا هؤلاء الاربعه…
اولهم الاخوان المسلمون
ثانيهم..الايرانيون
ثالثهم
اليهود
رابعهم الفلسطينون
وبكره تقولو والله كلامك صاح..