منوعات

هذا ما كتبه الرحالة “ابن بطوطة” عن الكعبة وطيبها أيام الحج قديماً

وصف الرحالة العربي ابن بطوطة منذ أكثر من 600 عام، الكعبة وكيف كان طيبها؛ حيث وصفها وصفاً دقيقاً.

وقد بدأ “ابن بطوطة” في وصف درج الصعود، ومراسم فتح باب الكعبة، ووصف ما بداخلها قائلاً: إن باب الكعبة المعظمة الذي بين الحجر الأسود والركن العراقي، وبينه وبين الحجر الأسود عشرة أشبار (يقصد ٢٠سم)؛ وذلك الموضع هو المسمى بالملتزم؛ حيث يستجاب الدعاء.

وأضاف أن ارتفاع الباب عن الأرض أحد عشر شبراً ونصف الشبر، وسعته ثمانية أشبار، وطوله ثلاثة عشر شبراً، وعرض الحائط الذي ينطوي عليه خمسة أشبار، وهو مصفح بصفائح الفضة بديع الصنعة وعضادتاه وعتبته العليا مصفحات بالفضة، ويفتح الباب الكريم في كل يوم جمعة بعد الصلاة، ويفتح في يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتابع: أثناء فتح الباب يضعون كرسياً شبه المنبر، له درج وقوائم خشب لها أربع بكرات يجري الكرسي عليها، ويلصقونه إلى جدار الكعبة الشريفة؛ فيكون درجه الأعلى متصلاً بالعتبة الكريمة، ثم يصعد كبير الشيبيين وبيده المفتاح الكريم ومعه السدنة، فيمسكون الستار المسبل على باب الكعبة المسمى بالبرقع، أثناء ما يفتح رئيسهم الباب؛ فإذا فتحه قبّل العتبة الشريفة، ودخل البيت وحده، وسد الباب، وأقام قدر ما يركع ركعتين، ثم يدخل سائر الشيبيين، ويسدون الباب أيضاً، ويركعون، ثم يُفتح الباب ويبادر الناس بالدخول.

وواصل الرحالة العربي يقول: وفي أثناء ذلك يقفون مستقبلين الباب الكريم بأبصار خأشعة وقلوب ضارعة وأيادٍ مبسوطة إلى الله تعالى؛ فإذا فُتِح كبروا ونادوا “اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ومغفرتك يا ارحم الراحمين”.

ويؤكد ابن بطوطة أن داخل الكعبة الشريفة مفروش بالرخام المجزع، وجدرانها كذلك، وبداخلها أيضاً ثلاثة أعمدة طوال مفرطة الطول من خشب الساج بين كل عمود منها وبين الآخر أربع خطى، وهي متوسطة في الفضاء داخل الكعبة الشريفة، يقابل الأوسط منها نصف عرض الصفح الذي بين الركنين العراقي والشامي.

ويختتم: أما ستور الكعبة الشريفة فمن الحرير الأسود مكتوب فيها بالأبيض وهي تتلألأ عليها نوراً وإشراقاً وتكسو جميعها من الأعلى إلى الأرض.. ومن عجائب الآيات في الكعبة الكريمة أن بابها يُفتح والحرم غاصّ بأمم لا يحصيها إلا الله الذي خلقهم ورزقهم؛ فيدخلونها أجمعين، ولا تضيق عليهم.

صحيفة سبق