أثارت الكثير من الجدل والنقاشات .. في مقابر الخرطوم .. (قبور مميزة)!
(نحن هنا ما عندنا غير طوبة بنختها على القبر بنكتب فيها اسم الميت وخلاص)، هكذا أدلى الشيخ بشارة الأمين بقوله لـ(كوكتيل)، بالمقابل ترددت على مسامعنا عبارات تخص التمييز كـ(أرقام مميزة، مطاعم مميزة، أو سكنات مميزة) لكن عندما يصدف ويقال مصطلح (قبور مميزة) يظل الأمر يحمل الكثير من الغرابة والدهشة، وهو ما حاولت كوكتيل التنقيب عنه عبر سياق التقرير التالي.
(1)
(تخليد ذكرى الميت من العادات التي درج عليها عدد كبير من الأسر السودانية حتى يكون مكان الدفن معلوماً لكل زائر)… هكذا ابتدر العم إبراهيم قسم الله حديثه وواصل: (جنى جناه يجي ماشي يقول الله دا جدي مدفون هنا ودا دائماً بيكون بدلالة الاسم وفي ناس بتهتم بكتابة الاسم على الألواح عشان البجي يقرأ الفاتحه للميت يخصص بالاسم، مع إنو من باب المقابر بتوصل ما شرط توصل لعند القبر)، أما الخالة سماح الطيب فقالت إن بعض الأسر المرموقة التي لها اسم ومكانة اجتماعية تفضل دائماً أن يُخصَّص لها مكان معين بالمدافن وهذا ما نراه منتشراً هذه الأيام رغم ضيق المساحات المخصصة.
(2)
(ارتبط هذا الفعل بالطرق الصوفية على حد علمي، وأحياناً بوصايا الأموات فمنهم من يوصي بتزيين مقبرته وكأنها ستمنع منه أمراً واقعاً)، هكذا بدأ الشاب -الذي يعمل سمساراً- عبد الله كامل حديثه مضيفاً إليه: (هذا الفعل لا يسمح لكل شخص فعله لكنني لا أعلم لمن يسمح به وحتى مشايخ الطرق الصوفية اشتهرت لديهم القبب كنوع من التميز لرجال الدين والصالحين ومن السنة هذا الفعل غير صحيح)، بينما ذكر الشاب وائل محمد أن المدافن لا يجوز أن يكون بها تمييز بين كل قبر وآخر فهي بدعة لا يجب على المجتمعات انتهاجها وأضاف: (ما أعرفه بخصوص هذا الأمر أنه مخالف للسنة)، وختم: (من الممكن أن تقوم الأسر بتوزيع صدقات على روحه أفضل من ممارسة هذا التقليد).
(3)
من جانبه تحدث عمدة بري اللاماب عصام بابكر العمدة إلى (كوكتيل) قائلاً: (بهذه المدافن القبور المميزة تتواجد بكثرة، بعضها يكون حولها سياج وقبور أخرى تشيد عليها قباب)، وزاد: (هناك قبور تعتمد على (يافطة) منحوتة بقوالب من الأسمنت تأخذ شكل اللوح وهذه هي حال القبور العادية وبعض الأسر تفضل ترك مدافنها خالية لا إشارة عليها، أما التمييز في المدافن دائماً يهتم بأمره أولئك الذين لهم دور في المجتمع لرغبة أسرهم في تخليد ذكراهم إما عن طريق وضع آيات قرآنية أو دعوات وما تيسر من القرآن رحمة لهم)، وأضاف: (كنا نقوم بزراعة بعض الأشجار الظليلة كالنيم حتى يستظل به الذين يأتون لدفن موتاهم من سخونة الشمس، وسابقاً كانت توجد أشجار طال عمرها وتساقطت)، واختتم حديثه قائلاً: (من حق كل مواطن الحصول على قبر مميز وليس هناك ما يمنع إلا في حالة شاذة أي إذا كان فعلاً مخالفاً للعادات، أما القباب فقد استُخدمت من القدم لأصحاب (الكرامات وأولياء الله الصالحين) الذين لا زالت أسرهم تدفن أنجالها حول قبورهم والطرق الصوفية أيضاً درجت على هذه العادة).
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني