أكمل هذه العبارة: “مش حلو للبنت..” من يحدد ما يليق ولا يليق بالنساء؟
قيود وأحكام وقوانين والكثير والكثير من الأشياء التي “تليق” أو “لا تليق” بالفتيات..
من مجال دراستها، إلى طريقة لبسها، وأسلوب حديثها، وقصة شعرها، لطالما واجهت البنت في جميع المجتمعات الكثير من الأحكام المسبقة التي تملي عليها كيفية التصرف والعيش.
ورغم أن تطور المجتمعات وانفتاحها أكثر فأكثر ساهم في تقليص هذه القيود أو تشكيلها بطريقة مختلفة، إلا أن الكثير منها ما زال متجذر داخل مجتمعاتنا العربية، التي تربط صورة الفتاة الجميلة، أو المهذبة والعاقلة بمظهر معين يحدد شخصيتها.. ولا أحد يعرف ذلك أكثر من الشابة اللبنانية كريستينا عتيق.
كريستينا عتيق
تعمل كريستينا عتيق البالغة من العمر 26 عاماً، مصممة غرافيك في بيروت، وفي أوقات فراغها رسّامة كوميك
وتقول مصممة الغرافيك عتيق، التي تعيش في بيروت، في مقابلة مع CNN بالعربية، إنها لطالما راقبت شقيقتها وهي تعيش صراعاً داخلياً مع شكلها الخارجي، بسبب أنفها الذي كان محور حديث العديد من الأشخاص من حولهم، مضيفة: “كان الجميع يخبرها بأن شكله غير أنثوي، ويجب عليها إجراء عملية تجميل جراحية. حاولت تشجيعها على عدم الاستماع لأي شخص وتقبل أنفها الجميل.”
كانت تلك القصة التي رافقت عتيق مدى حياتها، والتي دعتها إلى بدء سلسلة مشروعها “مش حلو للبنت،” الذي يسلط الضوء على أمور اجتماعية تعتبر غير لائقة ومناسبة للفتيات.
من العيش لوحدها، أو عدم التخلص من شعر جسدها، أو البقاء خارج المنزل لوقت متأخر في الليل، قامت عتيق بتجميع بعض العبارات المعتادة التي تنتشر في محيطها ومجتمعها، حول ما يعتبر غير مناسباً أو مشيناً للفتيات. ومن ثم قامت بترجمة هذه العبارات عبر الوسيلة التي تتقن التعبير بها، أي الرسم. تقول عتيق: “لطالما أحببت رسم النساء. وأحاول رسم المرأة العربية التي أود التواصل معها. أعتقد أن هذه طريقتي في التعامل مع هويتي والمجتمع من حولي. أعتقد أن الناس يرسمون المواضيع التي هي الأقرب إليهم.”
كما تشرح عتيق البالغة من العمر 26 عاماً، أن مشروعها الذي بدأ كاهتمام شخصي، رأى النور لأول مرة على حساب انستغرام “ريتريفينغ بيروت،” خلال جلسة “استيلاء” عتيق على الصفحة التي تنشر مواضيع ثقافية وفنية متعلقة بالعاصمة اللبنانية.
وسرعان ما لاقت منشورات عتيق إعجاباً كبيراً من المتابعين، لا سيما من الفتيات والنساء اللاتي عشن تجربة هذه العبارات وتعرضن لها مدى حياتهن، إذ تقول عتيق: “لم أتوقع أن يحظى المشروع بهذا العدد من المتابعات والمشاركات على مواقع التواصل. أشعر بسعادة وشرف كبير أن نساء عربيات من أماكن مختلفة من حول العالم استطعن التواصل مع الرسومات، رغم أنه أمر محزن أيضاً، إذ يعني أننا جميعنا نواجه هذه الضغوطات.”
ولكن، لم تكن التعليقات كلها إيجابية، إذ حتماً هناك مساحة للانتقادات في كل مشروع أو عمل يحاول التمرد أو الثورة على المألوف. وقد واجهت عتيق العديد من الانتقادات، خصوصاً تجاه صورة “مش حلو البنت يكون عندها شعر،” والتي تسلط الضوء على موضوع أهمية نعومة بشرة النساء وخلوها من الشعر، حيث تقول عتيق إنها تلقت بعض التعليقات السلبية المزعجة، أغلبها من رجال قالوا إن الشعر على جسم المرأة هو أمر قذر، وغير جذّاب.
ورغم هذه التعليقات السلبية أو المحطمة حتى في بعض الأحيان، تجد عتيق نفسها سعيدة جداً بالنقاش الذي أثاره مشروعها على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة “يسعدني أن يتحدث الناس عن مواضيع مثل الهوية الجنسية، وصورة الجسد، والعنف، والمثلية. وأنا سعيدة أنني استطعت المشاركة في بدء هذا الحوار، مهما كانت مشاركتي صغيرة… عندما بدأت المشروع، لم يكن لدي أي هدف محدد له. كنت فقط قد سئمت من سماع الكثير من الأشياء السلبية من حولي، التي قيدت حياتي وحريتي.”
cnn