تحقيقات وتقارير

حفتر والمرتزقة.. تجديد تحالف “المطامع والتخريب”


اتجه اللواء خليفة حفتر مؤخراً لتعزيز تحالفاته مع الحركات الدارفورية المتمردة لإيجاد السند لتحركاته العسكرية التي كشفت عن رغبته في السيطرة على منابع النفط وفرض نفوذه على كامل الأراضي الليبية. وحث حفتر هذه الحركات التي تلعب دور المرتزقة في ليبيا بزيادة مقاتليها مقابل حصولها على مكافآت تشمل مدها بالمال والسلاح والعتاد.
توجيهات حفتر لقادة الحركات جاءت في وقت تمر فيه هذه الحركات باضعف حالتها العسكرية والميدانية بما في ذلك تلك التى تتواجد في ليبيا وتنشط في تجارة البشر وعمليات التهريب وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية التى دفعت الإتحاد الأفريقي الى تصنيفها بانها حركات سالبة ارتكبت الجريمة المنظمة بكافة أنواعها، كما اعتبرها تشكل مصدراً لتهديد الامن والإستقرار في المنطقة بكاملها.

ومعلوم ان حفتر يسعي الى السيطرة على مناطق النفط الليبي بمعاونة الحركات، مستنداً على الدعم الدولى الذي يجده من بعض الدول الداعمة له، لكن محاولاته الأخيرة بتسليم جميع الموانئ والمنشآت النفطية وخطوط النقل الموجودة في منطقة الهلال النفطي إلى المؤسسة الوطنية للنفط التابعة لحكومة طبرق دفعت دولًا عدة إلى تغيير توجهها معتبرة ان تصرفات حفتر تزيد من تعقيد الوضع العام في ليبيا، ومن شأنها ان تعرقل كلّ اتفاق للسلام يمكن أن يضع حدّا للعنف والفوضى والانقسام الذي تشهده ليبيا منذ سنوات عدّة.
ومعلوم ان خليفة حفتر يستند سياسياً على دعم الولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي وبعض القوى التى ابدت تأييدها له من طرف خفي بعد سيطرته على الهلال النفطي الذي يضم موانئ رأس لانوف والسدرة والزويتينة والبريقة مما أكسبه قوة اقتصادية، رغم إعترافها سياسياً بحكومة الوفاق الوطني خاصة وانها نجحت في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وهو الأمر الذي فشل فيه حفتر.

وعمد حفتر منذ ظهوره على المسرح الليبي على الإستعانة بحركات دارفور المتمردة للقتال ضمن صفوفه، ولم يسلم السودان طوال السنوات السابقة من عداوات الرجل الذي الذي ظل يسعي جاهداً من خلال دعم المرتزقة لتحويل دارفور الى بؤرة من النزاع والقتال كما فعل بالمدن الليبية.
ولم تنحصر الاثار السالبة للتعاون بين حفتر والحركات المرتزقة على السودان فقط بل شملت مناطق واسعة في ليبيا التي اصبح مواطنوها يعانون الأمرين جراء الممارسات السالبة للمرتزقة من عمليات النهب والقتل وكذلك قيادات حفتر التى عاثت في ليبيا فساداً.

وكانت قيادات اهلية ليبية قد اتهمت حفتر بتسليط المرتزقة علي ثروات ليبيا في منطقة الهلال النفطي، كاشفة عن نشوب خلافات بين حفتر والحركات المتمردة بسبب عدم ايفاء الاول باستحقاقات الجرحي والقتلى من الحركات في وقت ظل يغض الطرف عن قيامها بعمليات القتل ونهب ثروات الشعب الليبي، فضلاً عمليات تجارة البشر والمخدرات، ومؤخرا شكل حفتر لجنة لتطمين قادة الحركات بحصولهم على كامل استحقاقاتهم مقابل زيادة قواتهم لتوسيع نفوذه في ليبيا.
وتتسارع خطوات حفتر للسيطرة على النفط الي محاولة تعزيز قواته وفرض وجوده في الساحة الليبية، خاصة وانه يدرك استطاع انه يكسب بعض الأطراف المجاورة لليبيا والتي لم تخف دعمها له، ورغم عدم رضا الولايات المتحدة وبعض دول الإتحاد الأوروبي من اندفاعه محاولة السيطرة على كامل الأراضي الليبية حتى يتمكن في التصرف في حقول النفط وعائداته، إلا أنها تفضل التعامل معه.

وجد حفتر في الحركات المرتزفة سلاحاً قد ساعده في تحقيق مآربه ، خاصة وان واقع الحال يؤكد ان هذه الحركات تشارك بقواتها مع حفتر وتحاول إعادة ترتيب صفوفها والحصول على الأموال والإمداد العسكري والاسلحة.

تقرير: رانيا الأمين (smc)