اقتصاد وأعمال

البيع حسب الجيب … داخل الخرطوم … لا أسواق (قدر ظروفك)!

(1)
وأنت تدلف إلى داخل السوق تُصاب بالحيرة والدهشة معاً؛ فالسوق لا حراك به، وكل صاحب متجر يجلس أمام متجره بانتظار زيارة زبون غيَّبته الظروف قسراً، رمينا بتحياتنا إلى حسن إسماعيل صاحب سوبر ماركت لبيع جميع مستلزمات الأسرة، حسن ظل يعمل بسوق مايو لأكثر من 17 عاماً حسب حديثه إلا أنه تحسَّر على ما آلت إليه الأوضاع في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى توقف الحركة قائلاً: (الظروف صعبة ومافي قروش ومافي ناس بتشتري عشان كدا لجأنا إلى عملية البيع على طريقة (قدِّر ظروفك)، مشيراً إلى بيع المستلزمات الأساسية كالسكر والشاي وغيرها بالوقية والتي تتراوح أسعارها ما بين (5 أو 10) جنيهات تماشياً مع الأوضاع، مضيفاً (أما لبن البودرة دا فالناس خلَّتوا عديل زول بقى بشتري مافي).

(2)
من جانب آخر عبّر بابكر عبد الله بائع خضار عن استيائه من الأوضاع الحالية، لافتاً إلى خلو السوق من الزبائن بسبب الظروف الاقتصادية قائلاً: (أصبحنا نبيع حسب جيب المواطن بمعنى أن أتماشى مع ظروفهم) موضحاً أن أقلَّ سلطة خارج السوق تباع بخمسين جنيه مع انعدام الطماطم بها، لكنه يقوم ببيعها بـ30 جنيه فقط وبداخلها عدد من حبات الطماطم، واختتم: (بهذا الشكل أكسب زبائن وأضمن عدم ركود البضاعة التي تتعرض للتلف حال إن عدت يوم أو اثنين)، خاتماً حديثه بقوله: (نقول الحمد لله، الله ساتر الحال وربنا يهوِّن على الجميع).

(3)
أما كمال عبد الله مساعد شرطة معاش فشكى من وضعه الحالي لافتاً إلى أنه عمل على بيع الخضروات حتى لا يتشرد أطفاله رغم أنها لا تكفي منصرفاته اليومية، مشيراً إلى أنه عمل على تجميد العام الدراسي لأبنائه الاثنين لأنه عجز عن سداد الرسوم، وحتى يستطيع إعاشة بقية الأسرة، آملا أن تنصلح الأوضاع في العام القادم إلى الأفضل، وأكد سليمان صالح صاحب مطعم يعمل على بيع القوانص والكبدة بذات السوق منذ أكثر من 12 عاماً أنه يبيع الطلب بـ22 جنيه لكن لا يتوقف مع الطلاب وأصحاب الاحتياجات الخاصة؛ إذ أنه يبيع الطلب حسب ما لديهم من أموال ولا يتوقف معهم، لافتاً إلى أنه يأتي بتلك القوانص من الشركة الكويتية والتي تبيعه الكيلو بي 35 جنيه.

صحيفة السوداني