منوعات

تُباع داخله الملابس القديمة… (القوقو).. حكاية سوق انتعش بأمر الظروف الاقتصادية!


رغم تحذيرات الأطباء وحماية المُستهلك من خُطورة الأمراض التي تُسبّبها المَلابس المُستعملة، إلا أنّ تجارة الملابس المُستعملة ازدهرت في الآونة الأخيرة وأصبح يُطلق عليها مصطلح شعبي هو (القوقو)، كما تصدرت قائمة السلع المُستوردة واكتسحت الأسواق بصورةٍ واضحةٍ للعيان خُصُوصاً عقب الأوضاع الأخيرة التي تمر بها البلاد والتي أسهمت في ارتفاع أسعار الملابس الجديدة.

(1)
محمد عبد الرحيم تاجر يعمل بسوق مايو في بيع الملابس المُستعملة منذ عدت سنوات، قال إنّ الملابس تأتي إليهم عبر الحاويات من بعض الدول، وأحياناً عن طريق الكنائس، إذ تباع عبر مُستوردين أحياناً بالقطعة وأُخرى بالوزن، وتختلف الأسعار حسب الخامات، فهي تأتي مُصنّفة من المُورِّدين، إذ تختلف الأصناف حسب المَقاسات ويتم فرزها قبل نزولها الأسواق، وشكا محمد من تشديد إجراءات الجمارك عند وصول البضاعة عن طريق المطار أو البر، مُؤكِّداً أنّها تتعرّض للمُصادرة حال إذا كانت البضاعة كثيرة.
(2)
فيما أَكّدَ التاجر سلمان عمر أنّ تجارة الملابس المُستعملة واسعة ولها مكاسب خيالية، وأصبحت لها أسواق مُخصّصة مثل السوق الشعبي أمدرمان وسوق ليبيا والحاج يوسف، وهي تُعتبر مراكز توزيع للأسواق الفرعية، مُواصلاً أنّ هذه التجارة لها زبائن من شرائح المجتمع كَافّة نساءً ورجالاً وأطفالاً، وأنّ (القوقو) الموجود بالأسواق يأتي من إحدى الدول العربية والبعض الآخر من الدول الأوروبية والأفريقية.
(3)
أما محمد علي التاجر بذات السُّوق، قال إنّه مُبتدئٌ بهذه المهنة، إذ لم يَتَعدَ عُمره بالسُّوق ستة أشهر ورغم ذلك أكّد أنّها تجارة رابحة، لافتاً الى أنه يتحصّل عليها من المُغتربين بأسعارٍ زهيدةٍ ويعمل على بيعها بأسعارٍ رمزيةٍ للزبائن ويتماشى معهم قائلاً: (أغلب ملابسنا ماركات عالميّة، لذا أصبحت مرغوبة من قبل الناس)، أما أحمد الفضل والذي يَعمل منذ عامين بسوق مايو بتجارة (القوقو) جملة وقطاعي، فقد لَفَتَ إلى أنّ الأسعار تبدأ من 100 جنيه إلى 200 ولا يتوقّف في الأسعار مع الزبائن باعتبارهم قبلة لكثير من الناس الذين هجروا الأسواق بعد الزيادات الكبيرة التي طرأت على أسواق الملابس!
(4)
من جانبه، رفض يوسف أحمد الاسم الذي أطلقه البعض على سوقهم وهو سوق (الحرامية) قائلاً: (نحن ما بنشتري من زول ما بنعرفو، الملابس بتجينا بالطرود من الحاج يوسف وليبيا، لكن سوق الحرامي دا معروف وين)، وأطلق ضحكة أغلق بها باب الحوار لنغادر سوق (القوقو) وفي الخاطر ألف سؤال.
من ناحية أخرى، حذّر د. الخطيب أحمد اختصاصي الجلدية من خطورة استعمال الملابس المُستعملة قائلاً إنها تَتَسبّب في الإصابة بمرض البهاق والجرب، لافتاً إلى أنّ بقاء الملابس لفتراتٍ طويلةٍ مُكدّسة يجعلها عُرضةً للحشرات.

صحيفة السوداني.