مقالات متنوعة

‬‫التصريحات الحالمة


وبدأت التصريحات الحالمة تترى، ويبدو أن السيد معتز موسى رئيس الوزراء ووزير المالية في ذات النهج وربما تجاوزت أحلامه وأمانيه حدود الممكن والمعقول في ظل حكومة المحاصصة والوفاق الوطني.‬
‫فقد انتشرت تصريحات صحفية لسيادته تقول: (توقع رئيس مجلس الوزراء القومي، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. معتز موسى، أن يدخل السودان ضمن الدول العشرين العظمى بحلول العام 2038م‬، وقال معتز خلال زيارته لبنك السودان المركزي أمس: (نحن محتاجين إلى 20 سنة قادمة لنمو متسق لا يقل عن 7%، بدون تردد إذا عملنا الكلام دا السودان سيكون من الـ20 دولة العظمى)، وأشار إلى الدول التي تطورت اقتصادياتها ووصلت العالمية، وأضاف: (صدقوني ما أشطر ولا أفضل ولا عندهم موارد زي مواردنا)، هذا هو نص حديثه لا زيادة فيه.‬

‫وحسناً فعل السيد الوزير بزيارته أولاً لـ(مكمن الوجع) بنك السودان، والتي كنا نتوقع أن تأتي تصريحاته من هناك قوية وحقيقية أكثر من كونها توقعات حالمة وأمانٍ متوقعة، توقعنا أن يطالب من هناك بفتح ملف شركات الأدوية المعتدية على المال العام، وتوقعنا كما توقع الكثيرون أن يعلن قراره بإعادة النظر في نهب والتلاعب بودائع العملاء التي أضحت أغلى من لبن الطير ومصدر ذلة وإهانة وجرجرة لأصحابها، وتوقعنا أن يكون حصيفاً وذكياً وهو يعلن قرارات إصلاحية غير المعلنة والمكررة لأكثر من 20 عاماً، ولكنه بهذه الطريقة يسير في درب أسلافه وأهله أصحاب التصريحات الحالمة.‬

وكما قال رئيس مجلس الوزراء السودان غني بالموارد، وبه من الموارد ما لم يتوفر للكثير من الدول العظمى، ولكنه لم يسأل نفسه قبل أن يدلي بتصريحاته، لماذا تدهور بوتيرة متصاعدة في عهد الإنقاذ وإذا كانت النتيجة ما نعيشه الآن كيف نثق بأن القيادات الحالية يمكن أن تؤسس لقادم أحلى ونحن جربناها وخبرناها وشهود على ادائها الإداري الضعيف؟؟‬
‫وكيف للسودان أن يصل لمستوى الدول العشرين العظمى وذات الشخصيات والأسماء تمسك بدفة القيادة وتوجهها وفق رؤيتها ومصالح حزبها وليس وفق ما يقتضيه المنطق والتخطيط السليم؟‬

‫ويبقى السؤال: هل استعادة ما تم نهبه من مال عام كان كفيلاً بوضع السودان ضمن الدول العشر الأوائل وليس العشرين كما يقول سيادته؟ وهل يمكنه في سبيل تحقيق حلمه والوصول بالسودان للقمة مواجهة المفسدين؟‬
‫نعم من الممكن جداً أن يكون السودان كما صور له رئيس مجلس الوزراء، ولكن لن يتم ذلك الا بشروط قاسية لن تتحملها الحكومة ولا حزبها الحاكم، وأول هذه الشروط بسط الحريات ومحاربة المفسدين ووقف الحرب وخفض الإنفاق الحكومي لأقصى درجة وقيام المؤتمر الدستوري دون إقصاء لأحد، ما لم تقم هذه الحكومة بإنفاذ هذه المطلوبات تظل تغرق في أتون الحلول الثنائية والتصريحات الحالمة وإذا استمرت ومهما كانت تحكم بالحديد والنار سينقلب السحر على الساحر.‬

‫بلا حدود‬ – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. كان فى نشيد قومى فى الايام الاولى لثورة الانغاذ حفظه الصغير والكبير بكثرة ترداده فى الاجهزة الاعلامية (نأكل ممانزرع ونلبس ممانصنع حانشيد نحن بلادنا وحانفوق العالم اجمع) ياريت لوعملنا بذالك النشيد وليس شعارات فقط نتمنى من السيد معتز ان يعمل جادا وليس شعار حتى ترى امنياته النور نتمنى ذلك