سفير السودان لدى جنيف د. مصطفى عثمان إسماعيل: المعارضة بالخارج أدمنت الكذب والتلفيق بدليل..!
فتح مكتب سامٍ لحقوق الإنسان بالسودان يعني خروجنا من قائمة الانتهاكات
المساهمة في سلام جنوب السودان دعم موقفنا في جلسات حقوق الإنسان
سيتم افتتاح مكتب حقوق الإنسان في يونيو القادم
اعتمد مجلس حقوق الإنسان بجنيف قراراً يقضي بإنهاء ولاية الخبير المستقل حال فتح مكتب مفوض سامٍ لحقوق الإنسان بالسودان، وكشف سفير السودان بجنيف د. مصطفى عثمان إسماعيل أن شهر يونيو القادم سيتم فتح المكتب وفوراً ستنتهي ولاية الخبير المستقل. مبيناً أن عدداً من الأشياء ساهمت في صدور القرار الأخير أبرزها تحسن الأوضاع الأمنية بدارفور وعملية الحوار الوطني والمساهمة في إيقاف الحرب بدولة جنوب السودان .
ـ السودان سيكون تحت وصاية مكتب مفوض حقوق الإنسان في حال إنهاء ولاية الخبير المستقل؟
الخبير المستقل مهمته مربوطة بالإجراءات الخاصة المتعلقة بحقوق الإنسان ووجود خبير مستقل يعتبر بمثابة شهادة على أن السودان دولة منتهكة لحقوق الإنسان، وبالتالي الخروج من بند الخبير المستقل يعتبر انتصاراً.
ـ ولكن سيكون هنالك مكتب خاص بحقوق الإنسان بالخرطوم؟
فتح المكتب لا يعني أن السودان دولة منتهكة لحقوق الإنسان.
ـ ماذا نفهم؟
هنالك عشرات الدول العربية والأفريقية بها مكاتب خاصه بحقوق الإنسان .
ـ مثل ماذا؟
مثل تونس وقطر ومورتانيا ويوغندا وإثيوبيا .
ـ ما الهدف من وجود مكتب لحقوق الإنسان؟
الهدف الأول تقديم المساعدات الفنية في مجال حقوق الإنسان، والهدف الثاني كتابة التقارير عن أوضاع حقوق الإنسان.
ـ كتابة التقارير ربما لا تكون في مصلحة السودان؟
هنالك دول ليست بها مكاتب لحقوق الإنسان مثل السعودية ومصر، ولكن مفوضيات حقوق الإنسان تكتب عنهما أسوأ التقارير، لانها تتلقى التقارير من بعض الجهات وليس على أرض الواقع .
ـ في الفترة السابقة من الذي كان يكتب التقارير عن أوضاع حقوق الإنسان بالسودان؟
يوناميد كانت تكتب التقارير المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان في دارفور والمعارضة الداخلية ترسل بعض التقارير للبرلمان الأوروبي ومعارضة الخارج تعمل بقوة على تشويه سمعة السودان من خلال التقارير الملفقة التي تقدمها للبرلمانات الأوربية، ونحجت إلى حد كبير في إحداث تشويه لأوضاع حقوق الإنسان .
ـ بمعنى المعارضة تسعى لتسميم الأجواء بينكم والاتحاد الأوربي؟
ـ نعم، تعمل على تسميم الأجواء من خلال كتابة التقارير غير الحقيقية عن حقوق الإنسان بالداخل .
ـ هل مكتب حقوق الإنسان الذي سيتم تكوينه بالداخل سيتعاون مع نفس الجهات مستقبلاً؟
لا، بل المكتب السامي لحقوق الإنسان هو الذي يقوم بكتابة التقارير الرسمية ولا حاجة لتقارير أخرى .
ـ ما هي ضمانات استقلال مكتب حقوق الإنسان السامي الذي سيفتح في السودان؟
من حق الحكومة أن تقوم بطرده أو تطالب باستبداله إذا رأت أنه غير محايد، ويكتب تقارير غير حقيقية.
ـ كم ستكون مدته؟
ستكون مدته محددة يتم الاتفاق عليها بين الحكومة السودانية ومجلس حقوق الإنسان .
ـ هل سيتم التجديد له؟
التجديد يتم حسب الاتفاق بين الطرفين.
ـ متى يتم فتح المكتب السامي لحقوق الإنسان؟
الكرة الآن في ملعب الحكومة، وهي التي تحدد موعد فتح المكتب، ولكن الأهم هو خروجنا من وجود خبير مستقل، بالتالي خروجنا من قائمة الدول المنتهكة لحقوق الأنسان، وبالتالي الأفضل فتح مكتب وفق شروط متفق عليها، ووفق اتفاق واضح، ومن حق الحكومة استبدال موظفي المكتب متى ما تطلب الأمر وسيكون المكتب لفترة محدودة .
ـ سؤالي عن تاريخ فتح المكتب؟
في مدة أقضاها شهر يونيو القادم، والقرار بيد وزارة العدل .
ـ متى تنتهي ولاية الخبير المستقل؟
بمجرد إعلان فتح المكتب، ستسقط ولاية الخبير المستقل تلقائياً، وسيخرج فوراً من السودان، وبالتالي سنكون خرجنا من قائمة انتهاكات حقوق الإنسان .
ـ هل سيكون هنالك تنسيق بين المكتب السامي لحقوق الإنسان ومفوضية حقوق الإنسان الموجودة بالداخل؟
لابد من التنسيق والمكتب سيقوم بتدريب الشرطة والقضاة والصحافيين والخبراء في حقوق الإنسان ويتعامل مع وزارة العدل والقضائية والولايات، وعقد ورش بالولايات حول حقوق الإنسان .
ـ رغم جهود السودان في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية يلاحظ أن الاتحاد الأوربي يقف ضدكم في معركة حقوق الإنسان؟
ـ السبب في ذلك أن المعارضة بالخارج تعمل بقوة في العواصم الأوربية وأسوأ البيانات التي تقدم ضدنا يتم تقديمها من البرلمان الأوربي بسبب تحريض المعارضة على الحكومة.
ـ لماذا لا يوجد حوار مع المعارضة الخارجية خاصة وأن الأمر يخص الدولة وليس حزباً معيناً؟
في جنيف لا توجد معارضة سودانية، بل كل الجالية متعاونة معنا والمعارضة التي تحضر لجنيف، هي معارضة تأتي من العواصم الغربية مثل علي محمود حسنين، يأتي من لندن لجنيف للتحريض ضد السودان.
ـ من الذي يدعم المعارضة السودانية؟
هنالك منظمات غربية وسفارات تقوم بدعمهم، وهنالك جهات خارجية تحتوي المعارضة السودانية بالخارج وتوفر لها الدعم .
ـ ما هي تلك الجهات؟
مثل السفيرة البريطانية روزاليندا التي هاجمها الرئيس البشير من قبل، هي من تحرك المعارضة الخارجية، وهي التي حضرت معهم إلى جنيف (حايمة معاهم من بلد لبلد) وروزاليندا حرضت ضد السودان، ووقفت ضد إنهاء ولاية الخبير المستقل.
ـ هنالك من يتخوف من انتهاكات جديدة في ملف حقوق الإنسان بعد انتهاء ولاية الخبير المستقل؟
من الخطأ التعامل مع ملف حقوق الإنسان بصورة سالبة بعد انتهاء ولاية الخبير المستقل، صحيح هنالك من يرفض وجود اهتمام بحقوق الإنسان، ولكن نحن دولة مسلمة والإسلام يقدس حقوق الإنسان، يجب أن نقدم نموذجاً محترماً حول حقوق الإنسان، رفع اسم السودان من قائمة منتهكي حقوق الإنسان يعتبر بمثابة صك دولي في ذات المجال، والآن مشروع القرار اطلعت عليه كل دول العالم وجلسة حقوق الإنسان الأخيرة كانت من أهم الجلسات، لابد للرئيس القادم في 2020م أن يضع إستراتيجية واضحة لملف حقوق الإنسان وتكون ضمن برنامجه الانتخابي.
ـ ما هي أبرز العوامل التي ساهمت في إنهاء ولاية الخبير المستقل واستبداله بمكتب سامٍ؟
أبرز العوامل هي تحسن الأوضاع الأمنية بدارفور خاصة وأن السودان وضع في قائمة منتهكي حقوق الإنسان بسبب الأوضاع في دارفور، عطفاً على الدور الإقليمي المتمثل في حل مشكلة الجنوب، وإيقاف الحرب، بالإضافة للحوار الوطني الذي ساهم في إقناع عدد من حاملي السلاح بالعملية السلمية عبر الحوار، فوق ذلك المجتمع الدولي ترك معاداة السودان، وأصبح لا يثق في نوايا المعارضة السودانية، كل هذه الأسباب ساهمت في رفع اسم السودان من قائمة منتهكي حقوق الإنسان.
ـ تقول إن المجتمع الدولي أصبح لا يعادي السودان وفي نفس الوقت قلت إن البرلمان الأوربي عبر السفيرة البريطانية روزاليندا حرضت ضدكم وطالبت بإرجاع السودان للبند الرابع؟
السفيرة البريطانية روزاليندا طالبت بإرجاع السودان للبند الرابع، ولم يسمع لها أحد من المجتمع الدولي، والمعارضة بالخارج أدمنت الكذب والتلفيق بدليل أنهم التقوا بممثل تونس لدرجة جعلته يضطر لإخراج بيان ينفي فيه مقابلتهم، ثم قالوا إنهم قابلوا ممثل توغو وحينما سألته قال لي إنهم قالوا أرسلوا رسالة عبر الإيميل، وقلت لهم لا أتعامل بالإيميل، ثم قالوا إنهم التقوا ممثل إحدى الدول الأوربية وحينما سألته عن لقائه مع المعارضة السودانية ذكر لي أنه التقى بهم عرضاً داخل إحدى الكافتيريات وبالصدفة، أفعال المعارضة بالخارج تقوم على فبركات فقط.
ـ ما هي الدول التي ساندت السودان في مجلس حقوق الإنسان؟
كل الدول العربية والإسلامية والأفريقية، والدول الأوربية لم تصوت ضدنا.
ـ ما هو الجديد في الأمر الذي جعل السودان يجد هذا السند من الدول التي ذكرتها؟
قدمنا طرحا مختلفاً ومنطقياً، وقلنا لا يمكن أن نكون على مدى 25 عاما في قائمة انتهاكات حقوق الإنسان ونحن نستقبل أكثر من مليون لاجئ، وأكبر إنجاز ساهم في تقدمنا هو حل مشكلة جنوب السودان وإيقاف الحرب بها.
حوار ــ عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.