رأي ومقالات

مقتل جمال خاشقجي.. هل استدرجت السعودية لعملية كانت بعض الجهات على علم بها؟

مسرح بلا كواليس!!
عادة وفي كل الدول ولدى كل اجهزة الامن والاستخبارات عمليات خاصة ؛ وهذه نادرا ما تخضع لمعايير أخلاقية ؛

بقدر ما يتم التحسب فيها للارتدادات السياسية فيتم إخفاء اي اثر لاي ارتباطات تدين الجهة الفاعلة حال الإنكشاف او الفشل ؛ ولهذا فانها في امثلة اغتيال الخصوم او تغييبهم تتم عادة بدقة عالية من حيث إختيار المسرح الذي يفضل ان يكون خارج حدود الدولة وان تتم بنعومة بحيث تبدو وكأنها حادث عرضي (حادث سير .موت بعد علة) او مرات تتم بشكل صاخب حال كون اريد للعملية ان تكون رسالة وذات فرقعة إعلامية !

ويتم عادة ادخال متعمد لطرف ثان في فرضيات الاشتباه والاهم من هذا كله ان الايادي المنفذة لا تكون ذات إرتباط معلوم بالجهاز المنفذ ويفضل عادة ان يتم الامر بعملاء غير معروفين او حتى عناصر من غير جنسية البلد الذي تنتمي اليه المؤسسة الامنية الآمرة او الضحية وهذه قواعد معلومة تحدثت بها كثير من الاعمال المنشورة او الموثقة حتى كاعمال درامية اماطت اللثام عن بعض الوقائع في كثير من السوابق ؛

ولهذا يبدو غريبا في قصة (خاشقجي) شكل الاستدراج المكشوف للرجل بجلبه بحجة اكمال معاملة من (واشنطن) الى (استنابول) وعرفا وقياسا على اسباب كثير يطول شرحها فان وصول رجل مثل خاشقجي الى بلد له فيه صلات مع ارفع القيادات والنخبة السياسية والفكرية وفي ظل اتساع هوة المواقف بينه والمملكة العربية السعودية فقطعا قامت السلطات التركية بما يلزم من انتشار حول الرجل وقبله ولاسباب تتعلق بالتبابين والتشاكس المعلوم وقصة الاحلاف _وهذه حقيقة لا يتم الاقرار بها _

فالمؤكد ان البعثة الدبلوماسية السعودية وكل واجهاتها قد وضعت تحت العين والسمع ليأت هنا الخطأ الثاني الذي يرقى لدرجة السذاجة باستدعاء الضحية الى مقر القنصلية التي من التسريبات وضح انها (فاتحة قبلي) ليكون مسرح الجريمة جزء من مشهد اكشن شاهده الاتراك الذين لم يكن بمقدروهم الاقتحام لسبب واحد هو ان خصومهم ارتكبوا غلطة مكلفة يهون معها تحويل خاشقجي نفسه الى ضحية وشهيد ؛

وحتما فان الاتراك صدموا وحواسيب مطارهم تسجل دخول وفد سعودي بالاسماء الحقيقية والرتب وارقام الجوازات الدبلوماسية وبطائرة خاصة ! وهو وفد وبعيدا عن قصة الصحفي السعودي تلفت نظر اصغر وكيل عريف في امن المطار خاصة انه في لائحة المناسبات لا يبدو ان هناك إشعار بوصول وفد سعودي رسمي ليسبقه او يرافقه وفد بمثل هذا التشكيل الامني الكبير والضخم والمحير ان ذات الوفد كان يمكن ان يأت برحلة عادية وعلى مجموعات متفرقة وبجوازات سفر بغير اسماء اصحابها او كان يمكن اختلاق مناسبة زيارة لاي وفد رسمي يرافقه هؤلاء ويكون ظهورهم مبررا للغاية ومنطقيا لكن كل هذا لم يحدث بل وظهرت شخصيات مقربة واساسية ومن الدائرة الضيقة للمراجع العليا للمملكة لدرجة ان الصحف ووسائل الإعلام لم تتجشم مشقة (قوقلة) صورهم فظهروا بالزي الرسمي وسماعات الاذن في فرق الحماية وتجولوا مطمئنين تحت ابصار الكاميرات وكأنهم يتنزهون على هامش زيارة رسمية في استنابول !

كل هذا يبدو محيرا ولا يتسق وطبيعة فعل بمثل هذه الجسامة ؛ هذا مثل ان تقتل شخص تحت اضواء ملعب كرة قدم وامام شاشات التلفزة فهل استدرجت السعودية لعملية كانت بعض الجهات على علم بها ؛ اذ لا اشك البتة في ان للدولة السعودية مستشارين وخبرات يعملون بالقطعة كان يمكن لاي منهم ترتيب الامر بشكل محترف وافضل مما تم . هذه واقعة غريبة التفاصيل واظن انها لن تتوقف عند الاقرار بان الضحية مات بسبب مشاجرة وهو التبرير الذي لو اعلن في اللحظات الاولى للخبر لكان الركون اليه مقبولا وان لم يكن مقنعا.

بقلم
محمد حامد جمعة

تعليق واحد

  1. كل هذا يبدو محيرا ولا يتسق وطبيعة فعل بمثل هذه الجسامة
    أنت واحد حقير وتافية لا تنتمي الي الصحافة بشي يعني لو قتلوا روح بطريقة اجمل أفضل يا وقح