حوارات ولقاءات

كشف تفاصيل قمة الخميس المرتقبة سفير الخرطوم بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم


قمة (البشير ـ السيسي) تحمل أخباراً سارة لشطري وادي النيل
حلايب حاضرة .. والتبادل التجاري بين البلدين أقل من مليار دولار

ملف (المنتجات المصرية) قضية فنية لا ينبغى تسييسها
القمة ستشهد توقيع (10) اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين

للمرة السادسة، منذ توليه مقاليد الحكم في جمهورية مصر، تحط طائرته بمطار الخرطوم الخميس المقبل لتكون القمة المرتقبة التي يعقدها مع رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، الاجتماع رقم 24 بينهما… ومنذ اللقاء الأخير الذي جاء خلال زيارة السيسي الأخيرة للخرطوم في يونيو الماضي، سارت العلاقات بين البلدين إلى تحسن كبير انتهت معه المشاكسات وتباين المواقف والتراشق الإعلامي بين البلدين، لدرجة أن كثيرين يصفون الفترة الحالية بأنها أكثر الفترات استقراراً في العلاقة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود..

أجندة ودواعي الزيارة وما يؤمل أن يخرج عنها سيفصح عنها الحوار التالي مع سفير السودان لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم.

*بداية سعادة السفير، كيف تقرأ القمة المرتقبة للرئيسين البشير والسيسي بالخرطوم الخميس المقبل؟

– ستحمل القمة السودانية المصرية التي ستعقد بالخرطوم الخميس المقبل أخباراً سارة لشطري وادي النيل، وتعد حدثاً بالغ الأهمية في مسيرة العلاقات بين البلدين، كما تتميز بأهميتها القصوى توقيتاً ومضموناً.

*كيف ذلك؟

– يأتي لقاء الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي، والعلاقات السودانية المصرية في أفضل حالاتها، حيث ستستعرض القمة سبل ووسائل تعزيز علاقات البلدين في كافة المجالات وجعلها نموذجاً للتعاون والتكامل في العالمين العربي والإفريقي.

*إذن ستتعدى القمة حدود البلدين لما يهم الإقليم أيضاً؟

– القمة ستشهد تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع في الإقليم ودول الجوار، والتعاون في القضايا التي تهم البلدين.

* ولكن على ماذا سيتم التركيز؟

– ستركز القمة على كافة القضايا والشواغل ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن قيام مشروعات كبرى بين البلدين.

*مثل ماذا؟

– القمة ستبحث مجالات الربط الكهربائي والحديدي والربط عبر وسائط النقل الأخرى، إلى جانب مشروعات الأمن الغذائي والبنيات الأساسية والصناعات والتجارة والاستثمار، ومجالات الثقافة والتعليم وغيرها.

*دائماً ما تتم مناقشة مثل هذه الأمور دون نتائج ملموسة؟

– من المتوقع أن يتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في هذه الأوجه، وبالتحديد سيتم توقيع أكثر من 10 مذكرات تفاهم بين الجانبين في مجالات الكهرباء، السكك الحديدية، الطرق البرية، والأمن الغذائي، وصولاً للتكامل المنشود بين البلدين.

*هل ستسبقها أي اجتماعات تمهيدية أو انعقاد للجنة الوزارية؟

– اللجنة العليا الرئاسية ستبدأ أعمالها غداً الثلاثاء، وتنتهي يوم الخميس نفسه، وتنقسم أعمالها لثلاثة مستويات، المستوى الأول فيها ينعقد الثلاثاء بكبار المسؤولين بالبلدين برئاسة وكيل وزارة الخارجية السودانية، ومساعد وزير الخارجية المصري مدير إدارة السودان وجنوب السودان، وتستمر أعمالها حتى بعد غدٍ، والمستوى الثاني تنعقد خلاله لجنة وزارية مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين، الدرديري محمد أحمد، سامح شكري، ثم تنعقد القمة الرئاسية يوم الخميس.

*من أي الوزارات تتكون اللجنة الوزارية بين البلدين؟

– اللجنة الوزارية بين البلدين تضم أكثر من 10 وزراء أبرزهم “الزراعة، الري، الكهرباء، الشباب والرياضة، والتعليم العالي”.

*هل تستطيع هذه اللجنة تحضير كل الاتفاقات خلال يومين؟

– لا، هي لا تبدأ من جديد، لأن اجتماعات كبار المسؤولين واللجنة الوزارية، تكميلية للاجتماعات التي عُقدت في أغسطس الماضي بالقاهرة، كما أن القمة الدورة الثانية للجنة الرئاسية المشتركة، حيث عُقدت الدورة الأولى في الفترة أكتوبر 2016، وتعقد بالتناوب كل عامين.

* هل ستتناول القمة المرتقبة قضية حلايب المحتلة؟

– كما صرح فخامة السيد الرئيس المشير عمر البشير مؤخراً، فإن حلايب حاضرة فى كافة اللقاءات رفيعة المستوى بين السودان ومصر.

* هل ستكون هناك أي فعاليات أخرى تصاحب زيارة الرئيس السيسي للخرطوم؟

– هنالك فعاليات أخرى على هامش الزيارة، من بينها اجتماع المجلس المشترك لرجال الأعمال، فضلاً عن معرض للمنتجات الطبية، والذي يمثل خطوة جديدة على طريق التبادل التجاري بين البلدين، ودعماً للشراكة التجارية والاستثمارية والاقتصادية بينهما.

* كثيرون يرون أن التبادل التجاري بين البلدين لا يحقق الفائدة المرجوة لهما؟

– بالفعل، ربما يكون ذلك حقيقياً، لأن التبادل التجاري بين مصر والسودان يقل عن مليار دولار، وهو رقم متواضع لا ينسجم مع طموحات البلدين وإمكاناتهما، ولهذا يتم العمل على تحفيز ما يمكن أن يرفع ذلك الرقم إلى أضعاف المبلغ الحالي لتتحقق الفوائد للبلدين.

* إذن ستبحث القمة قضية المنتجات المصرية الموقوفة؟

– موضوع المنتجات قضية فنية، ولا ينبغى تسييسها، فهي خاضعة للرؤى الفنية المتعلقة بالمنتجات نفسها ولا تدخل في أي شأن سياسي.

*ولكن ربما يضعها البعض في خانة المعوقات في سبيل انطلاقة العلاقة بين البلدين؟

– العلاقات بين السودان ومصر في أفضل حالاتها في الوقت الراهن ومرشحة للارتقاء.

*لا زالت هناك بهض الهنات خاصة في المجال الإعلامي؟

– هنالك انحسار كبير للتراشق الإعلامي، والآن نشعر بأن هناك تحسناً كبيراً في الأداء الإعلامي عن الفترات السابقة.

*تنعقد القمة متزامنة مع تبديل السفير المصري بالخرطوم هل يمكن أن يؤثر ذلك عليها؟

– مصر رشحت بالفعل السفير حسام عيسى مساعد الوزير لشؤون السودان وجنوب السودان سفيراً للقاهرة لدى الخرطوم، وهو عالي المهنية مثل السفير شلتوت، ونأمل أن يتم على يديه دفع العلاقات إلى الأمام، وهو سيكون امتداداً لما تم خاصة وأنه على دراية كاملة بملف العلاقات السودانية المصرية من واقع موقعه السابق في الخارجية المصرية.

حوار: محجوب عثمان
صحيفة الصيحة.