هل يفضل الروس “الموت فقط، أو دخول الجنة شهداء”؟
خرج ممثل الموت إلى الشوارع في إحدى المدن الروسية ليسأل المارة إن كانوا يريدون “دخول الجنة شهداء”، أو “أن يسقطوا موتى” فقط،
استجابة لخطاب ألقاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
فقد ألبس مجموعة من النشطاء في مدينة كورغان، في سيبيريا، أحد أعضائها عباءة سوداء، وأخرجوه وهو يمسك في يده منجل حصاد (الأرواح) القاتم، ووضعوا حول عنقه لافتة كُتب عليها سؤال بوتين المصيري، ودعوا الناس إلى الإفصاح عن خياراتهم.
الروس “سيدخلون الجنة شهداء”
وكان الرئيس بوتين قد هدد الأسبوع الماضي أي “معتد” بحرب نووية، محذرا من أن الروس سيقبلون بالموت المحتوم، و”دخول الجنة شهداء”، بينما سيكون مصير أعدائهم “السقوط موتى فقط، حتى دون أن يتاح لهم وقت للتوبة”.
وهذا هو ما دفع مجموعة النشطاء، الذين أطلقوا على أنفسهم “الموت فعلا. أخبار من جهنم”، إلى الخروج لمقابلة الناس في الشوارع ودعوتهم إلى أن يكتبوا خياراتهم في كتاب محلي للموتي.
وكانت النتيجة هي أن أغلبية الناس فضلوا الموت ببساطة، بحسب ما قالته المجموعة، غير أن الصحفي الذي تابعها يضيف أن بعض المارة من المؤثرين للجنة عبروا عن رغبة غريبة في أن تضاف أسماء أقاربهم، وزوجاتهم السابقة، وزملائهم في العمل إلى قائمة “الموتى” فقط، حتى لا يدخلوا الجنة ولا يلاقوهم.
للموت رسالة إيجابية
وليست هذه هي المرة الأولى التي تُخرج فيها جماعة النشطاء “الموت” إلى شوارع كورغان لإثارة وعي السكان بالمشكلات المحلية.
فقد زار حامل منجل حصاد الأرواح هذا الصيف سلسلة من محال بيع الخمور، لتنبيه الناس إلى إدمان الكحول، وزار شاطئا للفت أنظارهم إلى السباحة في المياه الخطرة، ووقف عند حفرة كبيرة في الطريق لتنبيههم إلى مخاطر الطرق السريعة التي تغفل عن إصلاحها السلطات.
بالصور: “يوم الموتى” في المكسيك
بل بث “الموت” أيضا فيديو، مصورا نفسه وهو يخرج من حفرة وبالون أحمر مربوط بمنجله، في إشارة إلى شخصية “مهرج البالون” في رواية (إيت – It) للكاتب الأمريكي ستيفين كينغ، مؤلف قصص الرعب.
وسارعت بعض وسائل الإعلام الروسية عند ظهور “الموت” إلى إجراء حوار معه، ولخصت محطة تلفزيونية حملته بالقول: “مرة أخرى اتخذ القرار من أجلنا. فلندع الروس على الأقل يختاروا الطريقة التي يريدون أن يموتوا بها”.
لكن لدى حامل منجل حصاد الأرواح رسالة إيجابية لجيرانه. تقول – بحسب وكالة كورغان رو-نيوز للأنباء -: “الموت ليس شريرا، ولا يريد عملا إضافيا. ولذلك فمن المهم أن يقدّر الناس في كورغان الحياة، بالرغم مما يجري حولهم”.
BBC