تحقيقات وتقارير

التأمين الصحي.. بين احتجاج المُشتركين ودُفوع الصندوق!!

الحادي والثلاثون من شهر أكتوبر الجاري آخر موعد لتقديم خدمات العلاج المجاني للأطفال دُون الخمس سنوات بحسب ما أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم الشهر الماضي..

وأضافت أنّه سيتم إلزامهم بالإدخال تحت مظلة التأمين الصحي بغرض تحسين الخدمات المُقدّمة لهم، هذا القرار أثار كثيراً من التداعيات لا سيما وأنّ ثمة شكاوى ظَلّت ترد حول عدم توفُّر بعض الأدوية والفحوصات لأصحاب بطاقات التأمين الصحي والذين يُعانون في سبيل الحصول على الخدمة.

غاية في الصعوبة
“ننتظر من أوقاتٍ مُبكِّرة في صُفُوف طَويلةٍ لمُقابلة الطبيب المُتخَصِّص وفي النهاية مَرّة يحضر أو يعتذر”، بهذه العبارة تَسرد الحاجة “زينة الحاج” مُلخَّص العلاقة بين مُتلقِّي الخدمة والمراكز الصحية التّابعة للتأمين الصحي، مُضيفةً في حديثها لـ(السوداني) أنّ مركز الشهيدة ندى بشرق النيل أمره عَجَبٌ، فالمَرضى يَتَدَافَعُون حَوله من مَناطق بعيدة ورغم الاكتظاظ الشديد، إلا أنّ المركز يُعاني من نقصٍ في الأطباء، وقالت إنّه يفتح في الثامنة ويغلق منذ الثانية عشرة ويأخذ عَدَدَاً مُحَدّدَاً من المَرضى في اليوم، مَا يَضطر كَثيرين لأن يأتوا إليه ثم يعودوا “بخُفي حُنين” أو أن يقصدوا مرفقاً صحياً آخر.
البحث عَن عَقارٍ
وبالانتقال إلى خدمة تَقديم الدواء والتي يدفع مُقابلها المُؤمَّن عليه؛ (رُبع القيمة).. يقول حازم عبد الرحمن إنّه قَبل نحو أسبوعٍ قصد جميع صيدليات التأمين الصحي بولاية الخرطوم بحثاً عن عقار “فانتولين” لشقيقته المريضة بداء الأزمة المُزمن، لكنه ظَلّ على مَدَى ثلاثة أيّامٍ يذهب ويعود دُون فائدةٍ، وأكّد عبد الرحمن في حديثه لـ( السوداني) أنّ هذا الدواء حتى في الصيدليات التِّجارية يُوجد في واحدةٍ من 20 صيدلية وأسعاره مُتباينة تتراوح ما بين (300 – 700) جنيه.
غير موجودة
المُواطن (م. ع) قال إنّه يَدفع 80 جنيهاً شهرياً للجنة الشعبية بالحي لتسيير بطاقات التأمين الصحي الخَاصّة بأسرته المُكوّنة من والده وزوجته وأطفاله الثلاثة، مُشيراً إلى أنّه ظَلّ يُعاني كثيراً في سبيل الحُصول على دواء عبر بطاقة التأمين، مُؤكِّداً أنّ الدواء دائماً يَكون بين منزلتين، فهو إمّا خارج مَظَلّة التأمين أصلاً أو أنّه داخل المَظلّة، لكنّه غَير مَوجودٍ بأرفُف الصيدلية، مِمّا يجعل المُشترِك يضطر لشرائه من الصيدليات التجارية بثمنه كاملاً، وقال إنَّ المُحيِّر حقاً في الموضوع هو عدم وجود أدوية بسيطة جداً وموجودة حتى في أصغر الصيدليات التجارية مثل علاج الملاريا والمُضادات الحيوية لكنها مع ذلك لا تتوفّر في صيدليات التأمين الصحي.
دائرة الفقر
مِن جِهته، قال مدير إدارة التّغطية السُّكّانية د. بشير مُحمّد إنّه وفقاً لدراسات عالمية، فإنَّ 12% من المُواطنين يتعرَّضون لظَرفٍ كَارثي و5% يدخلون دائرة الفقر سنوياً بسبب الصرف على العلاج، مُوضِّحاً أنّ تَغطية القطاع الخَاص بلغت 8%، وأقَرّ د. بشير مُحمّد خلال حديثه في اللقاء التنويري بمقر اتحاد الصحفيين؛ بعدم وجود عدد من الخدمات منها العلاج بالخارج وعمليات القسطرة القلبية والتشخيصية وعمليات التجميل.

الخرطوم: تسنيم عبد السيد
صحيفة السوداني.