عادات غريبة للقراءة قديماً.. كيف تطورت؟
لم تكن القراءة يوماً نشاطاً هادئاً فردياً، كما هو متعارف عليه اليوم، فلآلاف السنين كانت تتم بشكل جماعي وبصوت جَهْوَرِي.
المخطوطات والنصوص التي كانت تكتب على أوراق البردي كانت تقرأ بصوت عال ورخيم وتتلى على الحضور.
وكانت “دار الكتب” و”مكتبات المساجد” و”بيوت الحكمة” مقار للقراءات ومراكز التقاء الباحثين عن المعرفة.
وهذا هو “الحكاواتي” يروي قصصه بصوته المرتفع المتلون في دور ومقاهي بلاد الشام ومصر.
أما أدباء الهند الأوائل فبقوا لعقود ينشدون أشعارهم بصوت مرتفع ويتناقلونها شفهياً.
وفي أوروبا الأمر سيان، فقدماء الإغريق قرأوا مخطوطاتهم جهراً، وإلى القرن التاسع عشر إذا كنت تقرأ بجانب بعض الأشخاص الآخرين، يجب عليك أن تقرأ بصوت مرتفع، وتشاركهم ما تقرأه.
وبدأت القراءة العلانية في أوروبا تتغير ملامحها بعد الخدمة التي قدمها مطور الطباعة الحديثة الألماني يوهان غوتنبرغ في العام 1447.
وقد انتشرت الكتب بشكل سريع وامتلأت مكتبات أوروبا بآلاف النسخ، فهذا هو اتجاه جديد في المجتمع الأوروبي وانتشار لسلوك القراءة الفردية الصامتة الذي بقي حكرا على الأثرياء والمتعلمين لسنوات.
العربية