خروج حاتم ومجدي وبقاء حميدة وفضيلي أسماء بحكومة “الخرطوم”… سبر أغوار البقاء والمغادرة
لم يحفل تشكيل حكومة الخرطوم الجديد، بكثير مفاجآت تذكر، غير التي كانت متوقعة من قبل كإعفاء نائب الوالي محمد حاتم سليمان، للصراعات حول “حاتم” داخل الحزب، ووزير التربية والتعليم للمشاكل المتكررة في التعليم بالولاية بالنسبة لـ”فرح”.
في المقابل احتفظ وزير الصحة “البلدوزر”، ومعتمد أم بدة بمنصبيهما .
“الصيحة” تنقب في أسباب بقاء أبرز الأسماء ومغادرة آخرين من حكومة “الجنرال”.
وجوه متكررة
أعلن والي الخرطوم، الفريق أول شرطة، هاشم عثمان الحسين، “الثلاثاء” حكومة ولاية الخرطوم بعد إصداره قراراً بإعفاء حكومة الوالي السابق الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، وجاءت الحكومة بـ”9″ وزارات و”7″ محليات، و”5″ مجالس عليا ومستشارية للشؤون الإستراتيجية ومستشار للوالي، بين الوزارت التسع شمل التغيير “3” وزراء، فقط بينما عين ثلاثة آخرون في وزارات أخرى ليكتمل العدد بـ”3″ وزراء فقط جدد، ما يعني تكرار ذات الوجوه القديمة في مواقع جديدة وبالنسبة للمحليات كذلك.
صراعات “حاتم”
نائب الوالي السابق، محمد حاتم سليمان، مثل المفاجأة المتوقعة في حكومة الخرطوم الجديدة، إذ أنه منذ إعفاء الوالي عبد الرحيم محمد حسين بات في حكم المؤكد مغادرة حاتم لمنصبه، وسط صراع معلوم داخل الحزب بسبب محمد حاتم في أروقة حزب المؤتمر الوطني بالولاية.
وهنا يقول رئيس تحرير صحيفة “آخر لحظة” أسامة عبد الماجد لـ”الصيحة”، إن مغادرة حاتم لحكومة الخرطوم كانت أمراً طبيعياً. لأن وجود حاتم في حكومة عبد الرحيم مثل فاتورة سياسية عالية الكُلفة لحدوث صراعات وسط مجموعات شبابية وقيادات بالحزب، كما أن جل المبادرات والمشروعات التي نفذها لم تظهر على أرض الواقع كانت خصماً على حكومة الولاية.
خلافاً لهذه الرؤية يتساءل رئيس تحرير صحيفة “مصادر” عبد الماجد عبد الحميد عن دواعي إعادة كامل مصطفى نائباً لرئيس الحزب بديلاً لمحمد حاتم، بالرغم من أنه في عهد كامل حصل الحزب على أقل نسبة تصويت في انتخابات العام 2015، ما يعزي لضعف الأداء التنظيمي، مضيفاً بقوله: (إذاً ما هي معايير إعفاء حاتم وإعادة كامل؟)، لكن عبد الحميد قال في حديثه لـ”الصيحة”، إن التشكيل الحكومي الجديد بصورة عامة لم يُبن على تقييم موضوعي.
بقاء بفيتو رئاسي
خلال احتفالات الخرطوم بافتتاح مستشفى الراجحي بمحلية أمبدة، أثنى الرئيس عمر البشير على مجهودات معتمد المحلية عبد اللطيف فضيلي، كما نال وزير الصحة بروفسير مأمون حميدة نصيب الأسد من ثناء الرئيس عندما قال إنه أقنع حميده ليشغل منصب وزير الصحة بالولاية، “حميده دا جبتو أنا”. هذا الحديث يعتبر فيتو لبقاء الشخصين في أي تشكيل حكومي لأي والٍ كان، هذا ما يؤكده عبد الماجد عبد الحميد، عندما أشار إلى أن حميدة وفضيلي إعادة الثقة فيهما في الحكومة الجديدة وفقاً لفيتو رئاسي من خلال ثناء الرئيس عليهما، لذلك فإنه يصعب على أي والٍ تحريك أحدهما من موقعه، إلا بعد استئذان الرئيس البشير.
أسامة اتفق مع عبد الحميد، وتوقع أن يكون الوالي تعمد بقاءه لإرضاء المركز لأن حميدة “مرضي” عنه على مستوى المركز “في إشارة للرئيس البشير”.
نجمة الرئيس “لم تشفع”
الجميع يذكر حديث الرئيس عن مامون حميدة في افتتاح مستشفى الراجحي بأمبدة وإعلانه بقاء حميدة في منصبه إلى إن يقرر هو، عندما قال “حميدة عينتو أنا وبشيلو أنا” الكلمات التي تجعل حميدة وزيراً إلى أن يقرر الرئيس
في المقابل، بالرغم من نجمة الإنجاز التي منحها الرئيس لوزير مالية الخرطوم عادل محمد عثمان في يناير الماضي خلال الاحتفال بافتتاح منشآت جديدة بمستشفى أحمد قاسم كدليل على إنجازه في العمل، إلا أن الإعفاء طاله دون التفات. وهنا يقول عبد الماجد عبد الحميد لـ”الصيحة”، إن إبعاد وزير المالية دليل بين أن التشكيل الجديد بصورة عامة لم يستند على معايير واضحة، وإلا لكانت نجمة الإنجاز شفيعاً لبقاء وزير المالية.
على خطى “الدولب”
على خطى وزيرة الضمان والتنمية الاجتماعية السابقة، وزيرة التربية والتعليم الحالية مشاعر الدولب التي احتفظت بموقعها وزيرة في حكومة الوفاق الوطني الثانية بعد إعادة تشكيلها، كذلك احتفظت وزيرة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم أمل البيلي بموقعها في ذات الوزارة، ما يفسر عدم مقدرة قطاع المرأة بالمؤتمر الوطني في تقديم وجوه جديدة، إذ احتفظت الدولب بالمنصب منذ سنوات وقبلها سامية أحمد محمد، والآن البيلي تسير في ذات الاتجاه، وهذا الأمر يؤكده أسامة عبد الماجد، وقال في حديثه لـ”الصيحة”، إن قراءات قطاع المرأة بالمؤتمر الوطني على المستوى الاتحاد دائماً ما يتسبب في بقاء الشخص المعني في موقعه، في الحكومة لوجود مشكلة في القطاع في تقديم وجوه جديدة، الأمر الذي جعل البيلي محتفظة بمنصبها، كما أنه توقع أن يكون السبب المباشر لبقائها نجاحها الكبير في البرامج الاجتماعية. بينما يرى عبد الماجد عبد الحميد أن سر بقاء البيلي يكمن في الجهد الذي بذلته في مجال العمل الإنساني والتأمين الصحي وتنشيط عمل الوزارة بصورة كبيرة جعلتها تستحق البقاء.
مغادرة متوقعة
وزير التربية والتعليم فرح مصطفى بالرغم من السنوات الطويلة التي تقارب العشرين عاماً في الحكم ولائياً واتحادياً إلا أن هذه السنوات لم تشفع له بالبقاء ربما لأن الخرطوم في السنوات الأخيرة ظلت تشهد مشاكل كبيرة في مجال التعليم من انهيار لمدارس ومشاكل في التعليم الخاص، لذلك فإن مغادرته كانت متوقعة، ويقول عبد الماجد أن في عهده شهد التعليم تدهوراً كبيراً، لذلك فإن إقالته كانت متوقعة لأن أداءه لم يشفع له، ويرى أسامة أن السبب المباشر لمغادرة فرح لقضائه سنوات طويلة في الحكم ولائياً واتحادياً، لذلك لم يعد لديه ما يقدمه، فضلاً عن أن التعليم شهد تعقيدات بالولاية وفرض رسوم كبيرة على المدارس الخاصة لم تستثمر في علو كعب المدارس الحكومية.
إعفاء مفاجئ
لم يتوقع كثيرون إعفاء معتمد أم درمان مجدي عبد العزيز الذي استبق الإعلان الحكومي، وأعلن عبر حسابه الرسمي بموقع “فيس بوك” عن خليفته بالمحلية، وهو معتمد الخرطوم الفريق ركن أحمد علي أبو شنب لمحلية أم درمان، ويقول أسامة عبد الماجد أن أبرز أسباب إعفاء مجدي تتلخص في أن أم درمان تحتاج لمشروع نظافة متكامل، فضلاً عن وجود مشكلات بالريف الشمالي تحتاج لرجل صارم لحلها..
مغادرة مفاجئة
بالرغم من وقوفه إلى جانب الباعة المتجولين وبائعات الشاي، إذ أنه منع “كشة” بائعات الشاي، دفع غرامة “2” ألف جنيه لبائع شاي متجول، الأمر الذي جعله قريباً إلى المواطنين، إلا أن هذا القرب لم يشفع له بالبقاء معتمداً لمحلية بحري ووجد اللواء ركن حسن محمد حسن نفسه خارج التشكيل، وهو ما يؤكده عبد الماجد عبد الحميد، مشيراً إلى أنه جعل لنفسه علاقة مع المواطنين، وبأقل تقدير حقق جزءًا من الرضى الشعبي، بينما يرى أسامة عبد الماجد أنه إلى حد كبير يعتقد البعض أن نشاطه كان إعلامياً أكثر من كونه على أرض الواقع..
الخرطوم: صابر حامد
صحيفة الصيحة