تحقيقات وتقارير

طالب بتنفيذ مخرجات وتوصيات الحوار الوطني السياسات الاقتصادية… آفاق الحل على طاولة تشريح تحالف 2020

الواضح أن الاهتمام بالشأن الاقتصادي، أصبح يشغل بال كثير من المواطنين والمتابعين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد الآن، من ارتفاع مستمر في الأسعار وغلاء المعيشىة.

ولهذا ضاقت دار حركة الإصلاح الآن بالحضور الكثيف لمتابعة الندوة التي أعلن عنها تحالف 2020 والتي شهدت مداخلات ساخنة من الحضور.

إسلامي أم اشتراكيّ؟

دعا تحالف قوى 2020 إلى ضرورة تنفيذ مخرجات وتوصيات الحوار الوطني، خاصة المتعلقة بالشأن الاقتصادي لمعالجة الاختلالات والتحديات التي تواجه الاقتصاد، وطالب بتحديد هوية الاقتصاد “إسلامي أم اشتراكيّ أم رأسمالي “. وقال نائب رئيس التحالف للشؤون الاقتصادية، المهندس إبراهيم مادبو، خلال مخاطبته الندوة التي نظمها التحالف بدار حركة” الإصلاح الآن بالخرطوم بعنوان “السياسات الاقتصادية مسارات النجاح والفشل” أمس، قال إن موقف التحالف وتوجهه الجهر برأيه تجاه كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن وتقديم رؤية للحل.

وشدد على أهمية تنفيذ مخرجات الحوار لمعالجة الاختلال الاقتصادي وفض الاشتباك بين وزارة المالية والتخطيط مع التركيز على تنشيط وتفعيل دور الولايات اقتصاديًّا على أن تُسهم في الناتج القومي، وشدد مادبو على أهمية المحافظة على المال العام واستغلاله بأسلوب أمثل له، ويكون عبر التخطيط الاقتصادي، وقال: سنقدم رؤيتنا للجهات المختصة للإسهام في إيجاد حلول للمعضلات الاقتصادية التي تواجه البلاد.

تحديات اقتصادية

وأكد مادبو بأن التحديات التي تواجه الاقتصاد تتمثل في الاستيراد أكثر من التصدير في فجوة قدرها سبعة ملايين دولار في العام الحالي، وهي في ازدياد. وقال: علاج هذه الأزمة لا يكون إلا عبر طفرة في الإنتاج، ومنح الأولوية في الصرف عليه، وإحلال الوارادات، وترشيد الاستهلاك وتنويع السلع الصادرة ومعالجة التهريب والاهتمام بتصنيع المواد الخام وتصديرها بإضافة القيمة المضافة وإدخال الولايات في دورة الإنتاج. وأضاف: التحدي الآخر الذي يواجه الاقتصاد هو في تردد الدولة في تحديد هوية الاقتصاد بشكل قاطع حتى الآن، وهل هو اقتصاد إسلامي أم اشتراكي أم رأسمالي، لأن هنالك من يقول هذا قرض حسن، وآخر يقول قرض ربوي، وأشار إلى تحدٍّ آخر مهم يتمثل في الموارد المعدنية خاصة الذهب والذي يبلغ إنتاجه 100 طن في العام، و80% منه يتم تهريبه خارج البلاد، ولدينا أيضاً 800 مليون فدان أراضٍ زراعية لا نزرع منها سوى 80 مليون فدان، والباقي يتم عرضه لمستثمرين وتأجير الأراضي الزراعية لفترات تصل إلى مئة عام، كما أننا نملك 150 مليون رأس من الأنعام على حسب تقديرات وزارة الثروة الحيوانية، وبدأنا نصدر إناثها للخارج.

ثروة مائية

وأضاف مادبو قائلاً: (إذا استمررنا بهذه السياسة لن يكون لدينا شيء من الثروة الحيوانية لكي نقوم بتصديره هذه غير الثروة المائية الهائلة التي نمتلكها، ورغم ذلك نحن دولة قائمة على الإتاوات والضرائب. وأشار إلى التصاعد غير المسبوق في معدلات التضخم. وتحدٍّ آخر يتمثل فى ركود اقتصادي بسبب فشل برامج التنمية السابقة واللاحقة، أيضاً من التحديات التي تواجه الاقتصاد فشل سياسات تحرير الاقتصاد والعجز التام عن مواجهة تدهور العملة الوطنية، والخلل الكبير في التوظيف غير مرشد أيضاً من التحديات هي زيادة معدلات نسبة البطالة في البلاد وتحدي الفساد المالي والإداري.

مراجعة شركات

فيما طالب القيادي بالتحالف، حسن عثمان رزق، بضرورة تغيير الطاقم الاقتصادي بعد أن فشل في إدارة الاقتصاد، وشدد على أهمية مراجعة ميزانيات الشركات الحكومية، ودعا إلى التفكير والرجوع لنظام الأقاليم للإسهام في معالجة الاختلالات الاقتصادية ومراجعة مسألة دعم الحزب الحاكم من موارد الدولة. وتساءل عن إيرادات الشركات الحكومية، وأين تذهب أموالها، هذا غير الأجهزة النظامية التي لديها شركات عاملة وتقوم بتجنيب أموالها، وقال خلال مخاطبته الندوة أن واحدة من توصيات الحوار الوطني هي في خروج الدولة من العمل التجاري، وخروج كل هذه الشركات الحكومية وتصفيتها لصالح القطاع الخاص، إلا ما هو متخصص خالص في صناعة المعدات العسكرية، وأكد أن المشاكل الكبيرة التي تواجه الاقتصاد هي في النزيف الذي يواجه الاقتصاد والمتمثل في قيام المؤتمرات والسفريات الخارجية والاحتفالات والمهرجانات والورش والترهل في الإنفاق الحكومي.

فشل سياسات

فيما أكد الخبير الاقتصادي د. محمد الناير بأن موازنة العام 2018 جعلت الاقتصاد يعاني من مشكلة معقدة في الميزان الداخلي، وقال: أحمل السلطات التنفيذية والتشريعية عدم إجازة الموازنة بصورة صحيحة ومدروسة، مؤكدًا أن الدولة تهاونت في إجازة موازنة 2018 وفي إجازة السياسات المصاحبة للموازنة، ووافقت على رفع الدولار الجمركي الذي أثر على أشياء كثيرة في الاقتصاد، أهمها معيشة المواطن. وأضاف: أقولها صراحة لم تتحقق الإيرادات المرجوة من رفع الدولار الجمركي، كما واجهنا مشكلة أخرى في ارتفاع أسعار السلع بصورة غير مسبوقة. وأشار إلى وجود تذبذب في السياسات، وقال: لأول مرة نشهد سياسات مضطربة وسياسات مالية لا تتوافق مع السياسات النقدية والعكس صحيح. وحذّر من سياسة التحرير الكامل وتعويم الجنيه دون وجود احتياطي من العملات الأجنبية، وقلل من أثر رفع الحصار الأمريكي، وقال “حتى الآن يعتبر رفع الحصار مجرد شعار وحبر على ورق، ولا أثر له على أرض الواقع، خاصة في مسألة التحويلات المالية وإن كل بنوك العالم لا تتعامل مع البنوك السودانية حتى هذه اللحظة “. وأكد أن التنمية لا تجد حظها من الاهتمام مؤكداً أن الصرف على التنمية في موازنة العام 2017 كان 6%. وقال: هذه من التعقيدات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد في أن الأولويات أصبحت الصرف على العاملين والسلع والخدمات، والتنمية أصبحت لا تجد حظها .

مطلوبات

وفي السياق، أكد المنسق الإعلامي للتحالف د. محمد علي الجزولي بأن هنالك مطلوبات لا بد من توفرها حتى تستطيع الإجراءات الاقتصادية الأخيرة معالجة هذه الاختلالات تتمثل في وجود سلطة رقابية حرة ومنتخبة تستطيع مراقبة الجهاز التنفيذي مع وجود إعلام وصحافة حرة تصنع رأياً عاماً واعياً ومستنيراً وخدمة مدنية غير مسيسة وقوات نظامية قومية مستقلة.

الخرطوم: عبد الهادي عيسى
صحيفة الصيحة.