آيات أزهري… حكاية فتاة تُدافع عن الهوية الأفريقية بـ(ورق الجرائد)..
تراها واقفةً شامخةً وهي في كامل أناقتها، مع ابتسامة لا تُفارق وجهها الأسمر التي استطاعت أن تستفيد من ورق الجرائد في صناعة مُجسّمات أفريقية تحمل طابع القارة السمراء
في ملامح سُودانية للتعريف على الهوية الأفريقية التي ينكرها بعضنا.. آيات أزهري موسى خريجة العمارة والتخطيط من جامعة أمدرمان الإسلامية، تمكّنت أن تأخذ منه كيف تكون دقيقة في تصميماتها في بناء النماذج وعملها التي اتّخذته بعد التّخريج كهواية، إلا أنّه تَطَوّرت فيه حتى أصبح مَصدر رزقها وبعدها اتّخذت من مواقع التواصل الاجتماعي منبراً للتسويق عام 2017.
(1)
تقول آيات أزهري إنّ أول معرض شاركت فيه كان في العام الماضي في بازار الصنوبر، وبعدها توالت المُشاركات ومن ثمّ تمكّنت من إقامة معرضٍ في أرض المعارض بُبرِّي، مُضيفةً أنّه كان منفذاً ليتعرّف عليها أكبر قدرٍ من الناس والمُؤسّسات التي تَهتم بالفنون، لذلك كنت صديقة دائماً لجائزة أفرابيا التي تُقام برعاية من المجلس العربي الأفريقي، وَأَضَافَت آيات أنّ طبيعة عَملها تَعتمد على إعادة تدوير ورق الجرائد في تصميم مُجسّماتي تميل للطابع الأفريقي، إِضَافَةً إلى لوحات خشب التي استخدم فيها المسامير والخُيُوط حتى تَصبح بسيطة وخفيفة ليتمكّن الزبون من وضعها في مكانٍ مُناسبٍ لا تَحتاج إلى حَيِّزٍ كَبيرٍ.
(2)
أميرة قالت إنّها تستخدم ورق الجرائد الذي يُعتبر مُكوِّناً أساسياً في المُجسّمات الأفريقية، ولصمغ (الغراء) وألوان الإكريليك وأسلاك معدنية وأقمشة أفريقية، مُبيِّنةً أنّ أسعارها تتراوح حسب الحجم ما بين (400 – 600) جنيه، إضَافَةً إلى عَملها في الأناتيك الأفريقيّة وعلاقات مفاتيح بطابع أفريقي وشيّالات وطقوم مرايات ولوحات رسم ولوحات خَشب بالمَسامير والخُيُوط وطقوم مَكاتب، مُوضِّحةً أنّ الأسعار تكون حسب الحجم ونَوع العَمل والفترة الزّمنية التي تَستغرقها في عملها، بجانب أسعار المواد المُستخدمة التي تَزدَاد مع الوضع الاقتصادي الذي يَمر به البلاد، الأمر الذي يعكس الارتفاع في تَكلفتها، لذلك فإنّ المُجسّمات التي كانت بـ 150 حالياً بـ 300 جنيه.
(3)
وكشفت آيات أزهري أنّ أكثر زبائنها من النساء بحكم خبرتهن وتذوقهن للفنون بأشكالها، كما أوضحت أنّ الصعوبات التي تُواجهها في تَعاملها مع النّجّارين الذين في بعض الأوقات ينقضون عن وعدهم في تسليم المنتج في الزمن المطلوبة بالإضافة إلى عملها بجودةٍ أقل مما هي مطلوبة، الأمر الذي يضطرها إلى أن تُغيِّر من نجار إلى آخر، وقالت: كلما كانت جودة المُنتج عالية كلما كان غالياً.
تقرير: أميرة صالح
صحيفة السوداني.