تحقيقات وتقارير

عن فوضى بيع السلع الاستهلاكية نحكي… أصحاب الدكاكين: (نحنا ما قاعدين نبيع بمزاجنا.. وقفزات الأسعار ليست مسؤوليتنا)!!

غَضِبَ العم (حامد) غضباً شديداً حتى أصبح يرغي ويزبد، وذلك عندما احتد النقاش بينه وصاحب المتجر ليترك الأشياء التي قام بشرائها على منضدة صاحب المتجر..

رافضاً أن يُحاسبه بالأسعار التي طَلبها وهو يُردِّد: (يَا جماعة نَعمل شُنو مع فوضى الأسعار دي؟ كل يوم سعر جديد؟)، ليرد عليه التاجر قائلاً: (نحن ذَاتنا مَا عندنا ذَنب لأنّنا ضحايا للتجار الكبار).

(1)
القصة أعلاها باتت تَتَردّد بصُورةٍ يوميةٍ وهي شَكوى المُواطنين من الارتفاع اليومي والجنوني لأسعار السلع حتى ضَاقَ المُواطن ذرعاً وبات مُهدّداً بالظروف الاقتصادية الصّعبة التي كادت أن تقصم ظهره، والمُلاحظ في السوق اختلاف أسعار السلع من تاجرٍ لآخر بصُورةٍ عشوائيةٍ دُون ضبطٍ أو ربطٍ من الجهات المعنية بالأمر حتى تنازل الغالبية العُظمى من المُواطنين عن شِرَاء كَثيرٍ من السِّلع التي تتعلّق بمأكلهم ومَشربهم بعد أن تَضاعفت أسعار المُنصرفات اليومية لتكون أعلى من الدخل الذي بات لا يُغطِّي.
(2)
(كوكتيل) أجرت استطلاعاً ميدانياً مع عَدَدٍ من التُّجّار لِمَعرفة أسباب الارتفاع الجُنُوني للأسعار، وابتدر الحديث تاجر الإجمالي مُحَمّد أحمد قائلاً: (الأسعار لدينا نحن تُجّار الجُملة مُناسبة جداً ولا نقوم بزيادةٍ كبيرةٍ على سلعنا رغم الفَوضى المَوجودة في السُّوق لأنّه في رأيي أنّ تلك الزيادة دُون وجه حقٍ)، مُضيفاً: (نحن ندرك حجم المُعاناة اليومية بالنسبة للمُواطن، والحل الوحيد هو أن تَسعى الحكومة جَادّةً لضبط بعض التُّجّار المُتفلتين الذين يَحتكرون السِّلع ويفصلون الأسعار حسب مزاجهم).
(3)
مِن دَاخل متجر (المزن ماركت) تحدث لـ(كوكتيل) التاجر جمعة قاضي قائلاً: (صحيحٌ أنّ أسعارنا أصبحت لا تُناسب المُواطن الضعيف ولكننا نحن أيضاً ضحايا للسوق، لأنني مثلاً عندما أقوم بشراء أطباق البيض من الشركة أتفاجأ بأنّ سعر الطبق 85 جنيهاً وأحياناً 75 جنيهاً من الشركة نفسها.. إذاً لا بُدّ من وضع زيادةٍ بسيطةٍ من أجل الربح ولا يُمكن أن أبيعه بالخسارة بالطبع وهنا يشتكي المواطن)، مُواصلاً: (كذلك مع اللبن الذي قفز سعره عالياً والبسكويت الذي أصبح بـ 5 جنيهات بعد أن كان في الماضي بجنيهين، كذلك بقية المُنتجات الأُخرى التي طَرَأت عليها نَفس الزِّيادة وخَاصّةً الزَّيت الذي طَارت أسعاره السّماء ويُعتبر من المُستهلكات اليوميّة)، مُختتماً: (نحن أيضاً نُطالب بضبط السُّوق والأسعار لأنّنا نتضرّر أيضاً بفقدان زبائننا).
(4)
من جانبهم، شكا عددٌ كبيرٌ من المُواطنين لـ (كوكتيل) بأنّهم يُعانون كثيراً من زيادة الأسعار العشوائية، خَاصّةً أنّ لهم أسراً كبيرة لها مُتطلبات يَوميّة من مَأكلٍ ومَشربٍ، مُشيرين إلى جُرأة بعض التُّجّار في زياة الأسعار وَعَدَم ترك خيارٍ آخر للمُواطن غير أن يشتري أو يُغادر دُون احتجاج، مُطالبين الجهات المَعنية بالأمر أن تَضبط فَوضى السُّوق والأسعار لأنّ الأمر يتعلّق بمعيشتهم اليومية بعد أن أرهق كَاهلهم الصّرف اليَومي الذي وصفوه بأنّه أعلى من دخلهم اليومي، الأمر الذي يجعلهم مديونين على الدوام.

تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني.