محمد حسن السيد: ونَستْنا السودانية ما سمحة!
من الصعب جداً يتقبل منك سوداني أو سودانية أصيلة؛ فكرة الطعن في (ونسَتهم) السودانية الممكن تشكّل أكتر من 90% من سودانيتهم،
ويمكن لأنو دي أجمل العادات البجتمعوا عليها، وعشان كده بتلقى منظومتنا الترفيهية – على خلاف بلاد الدنيا – بترتكز في الأساس على قعدات ونسة:
نسوان + جبنة = ونسة / سكارى + كبابي = ونسة / أطفال + حُجار في الشارع = ونسة / شباب + مسطبة = ونسة / أعمامنا الكبار + شاي لبن = ونسة / بنات + غرفة صديقتهم = ونسة، وهكذا …
في ناس ممكن يدافعوا ليك عن الواقع (المتونِّس) دا؛ كوننا لا نملك كبلد خيارات ترفيه، وبرامج واسعة زي ما موجود في العالم الخارجي؛ فمثلاً هم عندهم فعاليات يومية لكل أنواع الرياضة حتى النادر منها، وعندهم أشكال مختلفة من المهرجانات الشعبية الفرايحية، ومسارح، وسينمات، ومكتبات، ….. أوكي
هو المشكلة دي موجودة؛ ولا ينكرها إلا مكابر، وممكن أضيف ليك عليها إنو مشاكلنا الاقتصادية، وعلاقة (الجشع) البتجمع بعضنا البعض؛ ممكن تأثر على إمكانية الحصول بعدالة على تذاكر الفعاليات دي (إن وجدت). ودا موضوع نجيهو في وقتو إذا أمد الله في الآجال.( لكن أسأل نفسك هل انت ميّال فعلياً بشكل اختياري للونسة السودانية بكل عيوبها؟ أم مجبور عشان مافي برامج تانية)؟
مشكلتي هنا ما مع فكرة (الونسة) نفسها .. مالا الونسة؟ هي في ذاتا تواصل مطلوب بين البني آدمين؛ لكن هل ونستنا السودانية عندها قيمة إيجابية أو بتساعدك على النظر للأمور بعين جديدة أكثر تعقلاً وحكمة؟ أم هي عبارة عن حفل كبير لنهش لحوم الآخرين: دي طلقوها ليه؟ وديل ولدهم ما نجح (مع إنو أمهم أستاذة)، وفلان داك من أول سنة اغتراب كسّر بيت أهلو وبدا يبني، وخالتك فعلت، وعمك ترك، و….و…!
لو انت/ي ما من النوع البشارك في ونسة زي المذكورة أعلاه فعندك قائمة أخرى اختار منها نمط ونستك: تبادل مجموعة من النكات الجديدة أو القديمة ( البحكي متخيل إنها جديدة)/ التعليق على أحداث الأسبوع المحلية والعالمية (صف العيش، السعودية، دوري الأبطال، البت الكانت عايزه تنتحر، ….)/ حكايات الأبهات والأمهات مع أطفالهم (مودة كسرت الكباية، حمودي مدح لينا، ….)/ مواضيع شخصية (قدمت لوتري، كايسين بيت إيجار، قالوا محلات الآيسكريم بتجيب قروش زي الرُز، …) إلخ ..
السؤال 1:
هل بنتونّس عن عللنا الشخصية؟ ونفكّر في حلول ليها أثناء الونسة نفسها؟ /كيف ممكن أنا أقلل عصبيتي؟ كيف أمنا تعبانة وطوّلنا ما مرقناها تتفسّح وتغيّر جو؟ /كيف أشرح لأولادي عن اغتراب أبوهم وليه ما قادر يجينا أو نمشي ليهو؟/ كيف نقسّم واجبات البيت بيناتنا؟/ ليه أبوي بعيد من أصحابو ومكتئب؟/ ليه بنتديّن كتير عشان نجيب حاجات (ما أساسية) للمجاملات والمظاهر الما بتقيف؟ و … و….؟ هل النوع دا من الونسة موجود عندنا؟ الونسة الممكن تنعكس في شكل حلول ومتغيرات حميدة في حياتنا (ما كل الحاجات المنزلية مرتبطة بالقروش عشان تتحل) إن شاء الله بس نقرر نعمل رف أو علبة نخت فيها الحاجات البنروّحها طوالي، وما بنلقاها لمن نحتاج ليها (إبرة وخيط، ضفّارة،…)!
السؤال 2:
هل عندنا مساحة عُزلة وقعاد مع روحنا؟ للتأمل .. للمراجعة.. لتقييم ما مضى ..أم نحن من النوع الما بنعرف نعيش يومنا إلا وسط ناس؟ (قعدة شاي، رحلة، حفلة، …)!
الحياة دي مليانة بأمور وتفاصيل مفروض يعملها الواحد أو الواحدة (برااااه/ا) من غير حتى صديق أو رفيق .. (ما عندك من النوع دا)؟: تمشي تزور مكان قديم، تقري كتاب، ترسمي، تصيد سمك، تزرع شتلة في البيت، تخش المطبخ تقرر تعمل أكلة، و … و …!
في حاجات كتيرة ما بتستهلك ميزانية تذكر عشان ما تتحججوا بالفلس، وحاجات ما بتتعد ممكن يعيشا الزول مع نفسو (إن شاء الله مرتين تلاتة في الأسبوع) … المهم – إذا جربت – بتلقى الكون دا أوسع من قعدة شاي مكرر مع ناس مكررين مع نكت مكررة مع اجترار لحياة مكررة مع (فراغ) مكرر.
مودتي وتقديري
محمد حسن السيد
الزول دا بكتب كلام في المليان ,,,,
احييك ياود الحسن,,,
ياخ لك تقديري,,