حوارات ولقاءات

محاولة لمعرفة ما يحدث الآن المخابز… الصفوف لا زالت مستمرة

في أقل من أسبوع من تأكيد الحكومة بمعالجة أزمة الدقيق، ومع انحسار الصفوف الطويلة أمام المخابز، حتى عادت الصفوف أدراجها مرة أخرى، تاركة عدة تساؤلات بشأن الانتكاس عقب العلاج..

اتحاد المخابز يجهل تماماً سبب عودة الصفوف، مؤكداً وفرة الدقيق والقمح بالمطاحن التي قال إنها تعمل بطاقتها القصوى، إلا أن الحصص لا تصل إلى المخابز كاملة، وفي المقابل حملت إدارة قطاع التجارة التعاون وشؤون المستهلك بوزارة التجارة والصناعة ولاية الخرطوم مسؤولية عودة الصفوف للمطاحن والتي قالت إنها فشلت المطاحن في الوفاء بالكمية المذكورة، حيث لم تسلم يوم الجمعة الماضية أي دقيق، متعللة بأسباب لوجستية، وقد تم نقل الخلل في الالتزام لوزارة المالية الاتحادية.

الأمين العام المكلف لاتحاد المخابز بدر الدين الجلال لـ(الصيحة)

جميع المخابز استلمت حصصها وما يحدث غير مفهوم

بالخرطوم (30,500 ) مخبز تعاني (ظروفاً صعبة).

*إلى ماذا تعزو استمرار أزمة الخبز بالرغم من تأكيدات الدولة القضاء عليها؟

– لا توجد أزمة، في أغلب المخابز المسألة بقت كويسة الشركات والمطاحن الخمس شغالة وتعطي بطاقتها الإنتاجية القصوى.

*هل هنالك مشكلة في التوزيع أدت إلى هذه الفجوة؟

– الدقيق يوزع تحت إشراف الأمن الاقتصادي، ولا يوجد تسريب للدقيق، هنالك مخابز تكون الخارطة الجغرافية فيها غير صحيحة، أي كمية من الدقيق خرجت من المطحن خصص لها فرد من الأمن الاقتصادي للرقابة على التوزيع.

*لكن هنالك صفوف طويلة أمام المخابز مما يؤكد استمرار الأزمة؟

– “حقيقة الحاصل شنو في الخبز ما قادر أفهم متأكد أن جميع المخابز وصلها دقيق يكفي احتياجها، لا أرى هل هنالك زيادة في الاستهلاك أم في ناس جو من برة ودخلوا البلد”.

*هنالك مناطق في الخرطوم توجد بها صفوف أمام المخابز؟

-بحسب التقارير التي وردت إلينا اليوم، لا توجد مشاكل في توفير الخبز في أم درمان والخرطوم وبحري، لكن هنالك مشكلة في الخبز في منطقة أم بدة سوف تحل خلال اليومين القادمين.

*هل جميع المخابز تعمل بطاقتها الإنتاجية؟

– جميع المخابز شغالة وأي مخبز يحرسه فرد من الأمن.

*هنالك شكوى من أصحاب المخابز باستلام حصصهم من بعض المطاحن بنسبة 50% فقط؟

– لا توجد شركات تسلم المخابز حصتها بنسبة 50% أو 60%، فالمطاحن الخمسة تغذي الخرطوم وملتزمة تماماً بالكمية التي حددتها لوزارة المالية بواقع 43 ألف جوال يومياً مما يعني أن الكمية المطلوبة تم الإيفاء بها تماماً للمخابز.

*كم عدد المخابز في ولاية الخرطوم؟

– يوجد 30,500 مخبز بالخرطوم.

*هنالك مخابز في الأحياء لا يصلها الدقيق؟

– “لا ما في كلام من ده” هنالك عربات تقوم بتوصيل الدقيق للمخابز بداخل الأحياء مثلها مثل موزع الغاز.

*ما حجم الحصص التي تسلم للمخابز؟

– يتوقف من مخبز لمخبز، هنالك مخابز كبيرة تأخذ كميات أكبر لكن المتوسط بين 10 -15 جوالاً يومياً.

*هنالك اتهام لأصحاب المخابز باستخدام الدقيق المدعوم لأغراض غير الخبز؟

أي صاحب مخبز يثبت ضده أنه يستخدم الدقيق المدعوم لأغراض أخرى غير الخبز يعاقب وتسحب منه حصته في الدقيق، وأيضاً هنالك معلومة غائبة عن الجميع أن دقيق الخبز لا يصلح لصناعة الحلويات والباسطة.

*الاحتياطات لتفادي حدوث أزمة أخرى في فصل الشتاء الذي يشهد زيادة في استهلاك السلعة؟

هذه إجراءات تتخدها وزارة المالية مع المطاحن وزيادة الحصة في فصل الشتاء حاجة طبيعية.

* شكوى من المواطنين بالتلاعب في أوزان الخبز بصورة كبيرة؟

– المخابز تعمل بربح ضعيف جداً، ويكاد يكون معدوماً أقل من الربح القانوني الذي منحه القانون، لجهة أن جميع مدخلات إنتاج الخبز في زيادة عنيفة، حيث باتت كرتونة الخميرة تباع بـ 1500 جنيه بدلاً من 450 جنيهاً، وارتفع سعر كرتونة الزيت الى 1200 جنيه بدلا من 300 جنيه، فيما زاد أجر العامل بالمخبز إلى 80 جنيهاً بدلاً عن 20 جنيهاً، وزادت أسعار الكهرباء أيضاً فجميع مدخلات إنتاج الخبز ضربت نفسها في 10 أو 15 مرة.

مبرر طبعاً البيع بالخسارة أو التوقف عن العمل، المخابز تعاني من ظروف صعبة، نناشد الدولة بالنظر لمشكلاتهم وإيجاد حل آخر لهم يقلل سعر التكلفة عبر تخفيض مدخلات الإنتاج.

المطاحن ملتزمة بالحصة التي وعدت بها وزارة المالية، هنالك أفران جديدة كثيرة ظهرت هذا العام مقارنة بالعام الماضي، كان عدد الأفران 2600 مخبز، اليوم تجاوزت 3 آلاف مخبز وجميعها لم تنضو تحت راية إحدى شركات المطاحن المعروفة، لذلك تحدث الفجوة في الدقيق مما يؤثر على توفير الخبز.

مدير إدارة قطاع التجارة بمالية الخرطوم د. عادل عبد العزيز لـ(الصيحة)

المطاحن فشلت في الوفاء بالكمية المذكورة

نسعى حالياً لمعالجة خلل توزيع (الدقيق)

* بداية إلى ماذا تعزو استمرار أزمة الخبز؟

– أعزوه إلى فشل المطاحن في الوفاء بالكمية المذكورة، حيث لم تسلم يوم الجمعة الماضي أي دقيق، متعللة بأسباب لوجستية. وقد تم نقل الخلل في الالتزام لوزارة المالية الاتحادية.

* عادت الأزمة أسوأ من قبل؟

– لا أتفق معك.. بلا شك أن الوضع حالياً أفضل كثيراً من الوضع خلال الفترات السابقة، لأن ظاهرة الصفوف أمام المخابز انحصرت الآن في محليات محددة وفي أفران معينة موجودة في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة.

*ولكن هنالك صفوف طويلة أمام المخابز؟

– كنا نتوقع إزالة الاختناقات المتعلقة بتوزيع الدقيق بصورة نهائية خلال هذا الأسبوع، بعد أن التزمت وزارة المالية الاتحادية بدعم جوال الدقيق بمبلغ ٣٥٠ جنيهاً بجملة دعم هائل يبلغ ٣٥ مليون جنيه يومياً، والتزمت المطاحن بتسليم ٤٣ ألف جوال دقيق يومياً ولمدة سبعة أيام في الأسبوع لولاية الخرطوم .

*اتحاد المخابز يقول إنه لا يستطيع أن يعرف أين المشكلة في الأزمة؟

– يتم السعي حالياً لمعالجة هذا الخلل في برنامج التوزيع، مع التأكيد أن كميات القمح الموجودة داخل البلاد كافية جداً، وأن قدرة المطاحن على الطحن عالية جداً، فقط مطلوب من المطاحن تعديل برامج توزيعها لتشمل يوم الجمعة، وبهذا تزال الاختناقات تماماً بإذن الله تعالى.

*ما هي تداعيات بداية الأزمة؟

– الأزمة الأولى كانت بسبب بوجود نقص في الكميات الموزعة من الدقيق للمخابز بولاية الخرطوم، لعدم الاتفاق بين وزارة المالية الاتحادية والمطاحن فيما يلي مبلغ الدعم المطلوب للمطاحن، وتم تجاوز الأزمة بالوصول الى اتفاق بين الطرفين أفضى إلى زيادة مبلغ الدعم لدقيق الخبز من 250 إلى 300 جنيهاً بالتالي عادت نسبة التوزيع لمعدلاتها الطبيعية.

* وكيف يعود الاستقرار إلى المخابز؟

– يعود بعودة الاستقرار في توزيع الدقيق على المخابز بواقع 45 ألف جوال يومياً واختفاء ظاهرة الصفوف واستمرار التوزيع بصورة عادية بعد تأكيدات وزارة المالية بالتزامها بدعم دقيق الخبز، وتأكيدها بعدم وجود تغيير في الدعم المقدم للدقيق بالإضافة الى ثبات استقرار أسعار الخبز كما هي جنيه للقطعة عقب اكتمال وفرة الدقيق اعتباراً من أمس الأول الأحد

أجراها: مروة كمال
صحيفة الصيحة.