العكليت
منذ ان كان صغيرا ، كان معتدا برايه واثقا من نفسه, قوي الارادة و مطمئن البال، حتى و لو ضربوه ووصفوه بأنه( ما بيسمع الكلام).
كما كان زملاءه في الصف يصفونه بأنه( عوير) لالتزامه التام بتعليمات الاساتذة و المعلمات ، في مظهره و سلوكه و انضباطه.و حضوره باكرا و نظافته الشديدة.
تحدث البعض عن ان انه ايام دراسته الجامعية كان يلتزم بتعليمات اللافتات من عدم مشي على الحشائش و عدم اطعام الحيوانات في الحدائق و غيرها ، و كان جزاءه او وصفوه بأنه( زول ما طبيعي).
عمل موظفا بعد التخرج ، ليحضر في السابعة و ينصرف عند الثالثة و لم يتغيب و لم ياخذ اذنا او اجازة، و كالعادة وصله ان زملاءه ينعتونه بانه( زول ما نصيح).لانه لم يختلس و لم يقبل الرشوة و لم يتحرش باحد.
عندما تغيرت االاوضاع , و بدل الله قوما مكان اخرين، نصحه الجميع و بدون استثناء ان يركب الموجة بدل ركوب راسه و ان يقوم ببعض التغييرات المورفولوجية على شكله، ليترك ما يشاء ينقص و ما نشاء ينمو و يلحق بركب القوم الجدد و لكنه كان عكليتا من الطراز الاول اذ ظل على حاله و مبادئه لم يغيرها و لم يبدلها كطود شامخ و بناء راسخ، مصرا على مقولته، و التي قالوا له عنها انها بلهاء:
صلابة المداومة
مع جسارة المقاومة
بلا مساومة
نتج عن ذلك ان احالوه للمعاش و هو لم يبلغ الاربعين بعد.و اضاعوا الفايل الخاص به و لم يعطوه حقوقه حتى، لكونه لم يقدم القرابين لنسيبة السلطان و التى ولوها المناصب ظلما و جورا.
رغم ذلك اصر على عدم احضار معلم خصوصي لابنه او اشراكه في درس المساء، مصرا على ان ابنه ما محتاج، و حاول البعض افهامه انه ان كان ابنه غير محتاج ، فالاخرون محتاجين و لم يستمع لهم ، قبل ان يرسب ابنه رغم اجتهاده و يصاب بانهيار عصبي تطور لمرض نفسي مزمن.
بعدها و في طريقه لاجراءاءت حكوميه نصحه اهل الحي ان يجامل من يجده من مقدمي الخدمات و لو بالقليل, و كعادته رفض رفضا باتا ذلك الامر و خسر بذلك فرصة الارض و المنزل و العلاج و السفر و حتى الحج كذلك.
في اواخر ايامه و السماء تنهمر مطرا مدرارا و كانها دموع بلادنا و هي تبكي على المستقبل في هذه الايام النحسات, ظل واقفا منتظرا حافلة تقله لبيت الايجار الذي انذره صاحبه باخلائه، و حضرت حافلة اخيرا ينادي كمساريها بان الراكب بضعف القيمة ،و ركب الناس ما عدا صاحبنا ذو الراس القوي و الذي اصر على ان التعريفة هي جنيهان فقط ( المعتمد ذاتوا قال كده) و هنا قهقهه القوم وهم يقولون له( معتمد شنو! هو ذاتوا عمروا ما ركب ليهو مواصلات ، اركب مشي حالك) و لكن و هم يتحركون ظل صاحبنا واقفا و الماء يقطر من فوقه، و ظل عل تلك الحال حتى الصباح حيث دفع جنيهان كما اراد و عاد للمنزل بالتهاب رئوي حاد، ادت مضاعفاته اللاحقة و ضيق ذات اليد الى وفاته حسرة و الما.و لم يحضر جنازته الكمساري و لا المعتمد الذي تعلو كتفه النياشين و قالوا انهم توجوه بنجمة سموها الانجاز و لربما قصدوا انها الاجهاز على مواطني محليته سئية الحظ.
لاحظ من يقرأون الصحف وجود نعي اليم به كلمات النعي المعروفة و لكن بها جملة( كان رحمه الله عكليتا) و نحن نسال الله له الرحمة و ان يبعثه في زمرة العكاليت.
خواطر طبيب – علي بلدو
صحيفة الجريدة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة
سبحان الله ،،، تعبير دقيق عن حالنا، نسأل الله اللطف والتيسير ………