مذكرة احتجاجية لأساتذة بجامعة الخرطوم لعدم قبول طلاب مكفوفين بأقسام اللغات
تقدم عدد من أساتذة كلية الآداب بجامعة الخرطوم بمذكرة احتجاجية على خلفية عدم قبول الطلاب المكفوفين بأقسام اللغات بكلية الآداب، وأعلن الأساتذة في المذكرة التي تحصلت (الجريدة) على نسخة منها رفضهم لما قامت به بعض أقسام اللغات بعدم استيعابها للطلاب المكفوفين بالرغم من استيفائهم لشروط القبول في تلك الأقسام و(تابعت) المذكرة ليت الأمر توقف عند ذلك، بل تعداه إلى تجريح هؤلاء الطلاب وكسر خواطرهم أمام زملائهم وأسرهم واعتبرت أن ذلك سلوك يتنافى مع دستور السودان والاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وقانون جامعة الخرطوم التي تمنع كافة أشكال التمييز على أساس الإعاقة، بل تلزم الجهات المعنية بتوفير كل الآليات والتدابيرالتي تيسر ما يحتاج له الأشخاص ذوو الإعاقة ومن ذلك حق التعليم.
ورأت المذكرة أن ما قامت به أقسام اللغات لا يشبه أدبيات جامعة الخرطوم ولا كلية الآداب الراسخة التي استوعبت عدداً من الطلاب والأساتذة المكفوفين في أقسام اللغات وطالبت إدارة الجامعة إجراء تحقيق فيما حدث باإاضافة إلى إلزام أقسام اللغات بكلية الآداب بقبول الطلاب المكفوفين وتوفير البيئة وكافة المعينات لتيسير العملية التعليمية لهم على قدم المساواة بالطلاب من غير ذوي الإعاقة.
وأوردت المذكرة نماذج من الإساءة والتجريح الذي تعرض له الطلاب المكفوفين من بعض الأساتذة وذكرت أن إحدى الأستاذات بأقسام اللغات قالت لطالبة كفيفة: (ما عندنا أساتذة بكفوا ولو عندهم زمن يكتبوا ليكم فيهو أحسن يضيعوه مع أولادهم)، الأستاذة نفسها قالت للطالبة نفسها أمام والدتها: (لو عندي زمن أفتش ليكم فيهو أحسن أضيعو مع أولادي) الأستاذة نفسها قالت لطالب كفيف: (أنا ما عندي اسطاف كافٍ، ونحن في القسم متفقين إنو ما نقبل طالباً كفيفاً)، الأستاذة نفسها قالت لذات الطالب أمام عمته التي ترافقه: (كرهتوني حياتي)، بالإضافة الى أن أستاذاً في قسم آخر من أقسام اللغات قال لطالبة كفيفة: (نحن ما عندنا استعداد نخوض تجربة زي دي)، الأستاذ نفسه قال لطالبة كفيفة أخرى: (ما دايرين نخوض تجربة زي دي).
ومسؤولة بكلية الآداب طالبت مقابلة منفردة مع عمة أحد الطلاب المكفوفين وقالت لها: (كلامي حيؤثر على نفسياتو) وعندما قابلها الطالب الكفيف قالت له: (اللائحة ما بتسمح بقبول الطلاب المكفوفين)، فقال لها الطالب: (طيب ورينا اللائحة)، فقالت له المسؤولة: (ما من حقي أوريكم اللائحة). ونفس المسؤولة قالت للطالب الكفيف نفسه: (حأقنع ليك أحد أقسام اللغات يقبلوك لكن لازم تكتب تعهد إنك في سنة تانية ما تشيل اللغة دي تشيل لغة عربية وإنو يصححوا ليك من خمسين لأنك بتفتقد لمهارتين أساسيتين الكتابة والقراءة)، والد أحد الطلاب المكفوفين قال لمسؤولة: (إذا ما قبلتوه لغات إحنا حنشتكيكم)، فردت المسؤولة: (طيب لو اشتكيتو وقبلوه في القسم شكل العلاقة بينو وبين رئيسة القسم تكون كيف) وإحدى الأستاذات بكلية الآداب قالت لطالب كفيف: (أثبتت التجارب إنو اللغات ما بتنفع مع المكفوفين).
الخرطوم: سعاد الخضر
صحيفة الجريدة