حوارات ولقاءات

القيادية الإسلامية سعاد الفاتح:إسرائيل تحاول جس نبض السودان..وهنالك عابثون داخل الدولة يسعون لإحراجها

في هذه الحالة سيجد الساعون لإسقاط الحكومة موطئ قدم

أموال الدورة المدرسية كان من الممكن أن تحل كثيراً من المشاكل!!

أنا أدافع عن فكرة ومشروع، وليس عن أشخاص، وأنتقد كل فعل خطأ أو فساد

ظلت القيادية الإسلامية، وعضو مجلس الولايات، البروفيسور سعاد الفاتح البدوي عالية الصوت عبر منابر الهيئة التشريعية، المجلس الوطني ومجلس الولايات، ولم تتوان في إرسال براكين غضبها نحو الحكومة التي تنتمي إليها متى ما رأت ذلك ضرورياً، وتعرف سعاد الفاتح بالجانب الإنساني عبر المنظمات الكثيرة التي أسستها، لذلك تجدها قريبة من قضايا البسطاء المعيشية، وزادت نبرات البروف سعاد عقب الحديث عن اتجاه لإقامة علاقة دبلوماسية بين السودان وإسرائيل.

في هذه المساحة القصيرة طرحت (الصيحة) بعض الأسئلة على سعاد الفاتح، فكانت إجاباتها واضحة ومباشرة كعادتها، فإلى مضابط الحوار القصير.

*لك رأي وضح فيما يثار حول إقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل؟

– إقامة علاقة مع إسرائيل دي فتنة داخلية وخارجية، وإسرائيل أرادت جس نبض السودان في إقامة علاقة معها ويجب أن لا تجد مرادها في ذلك.

* هل أسباب رفض العلاقة مع الكيان الصهيوني مبرر وعملي؟

– دا كلام غريب، السودان هو أرض الحضارة والبعث الإسلامي وهل يجوز أن يكون موقفه غير الممانعة والرفض، وأنا استغربت جداً قبل أيام عندما سمعت قيادياً برلمانياً قال أنا مع التطبيع مع إسرائيل بلا تحفظ، حتى إنني ظننت بأنني لست في السودان الذي أعرف.

* كيف تقيمين تفاعل الدولة مع ما يثار حول إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل؟

– على الدولة الرسمية أن توضح وأن لا تكتفي بقول إن نتنياهو لن يزور السودان، هذا ليس رداً كافياً.

*باعتبارك ناشطة وفاعلة في العمل الطوعي والإنساني، كيف تنظرين للأوضاع المعيشية التي يعيشها السودانيون؟

– الأوضاع صعبة ونحن قريبون منها جداً، لكني متفائلة بالأفضل إن شاء الله، ورئيس الوزراء معتز موسى شخص جاد وعملي ومجتهد، ويجب على الجميع دعمه ومساندته لنخرج من هذه الأزمة، وأخشى عليه من المتربصين والهادمين، وأنا ذهبت لمعتز وطالبته بدعم مشروعاتنا لخفض تكاليف المعيشة (البديل الأفضل) ووعدنا خيراً، ولم يحدث جديد حتى الآن.

* هل استطعتم توفير الدعم لمشروع البديل الأفضل لتحقيق أهدافكم في توفير الغذاء للأسر؟

– للأسف لم نجد الاستجابة والتفاعل الكافي، ونحن منظمات مجتمع مدني لا حول لنا ولا قوة، وللأسف القصر وديوان الزكاة بيقدموا الدعم لبعض المنظمات، ونحن لا نجد الدعم، وأنا لست امرأة غنية ولا ثرية، وبرامجنا ومشروعاتنا لا تجد الدعم.

* ما هي خياراتكم الأخرى لتنفيذ المشروع في ظل وقف الدعم الحكومي؟

– لجأنا للتمويل الأصغر، ولم نجد استجابة أيضاً، بالرغم من أن مشروع البديل الأفضل يستهدف الفقراء لإيجاد البدائل لهم في ظل الفقر والغلاء، ولكن هنالك أيادٍ تعبث بكل ما هو مفيد في الدولة السودانية.

* هل هنالك تآمر على الحكومة من داخلها؟

– نعم، هنالك أيادٍ عابثة، وبسببها سيجد الساعون لإسقاط الحكومة موطئ قدم عبرهم.

* ما السبب لوجود متآمرين في دولة هم جزء منها؟

– توجد أسباب عديدة، نحن فتحنا الإنقاذ للمتردية والنطيحة، والمشكلة الأكبر هي عدم الكشف عن الفاسدين وتقديمهم للمحاكمات العلنية.

* الفساد استشرى بصورة غير مسبوقة في السودان؟

– الفساد موجود في كل مكان في العالم، المختلف أننا لا نقدم الفاسدين ونكشفهم ونحاكمهم حتى نردعهم، وبسبب ذلك يكثر الكلام والأقاويل، وأنا المرأة التي تعرف بواطن الإنقاذ منذ بدايتها، والرئيس البشير رجل نظيف ووطني مخلص يريد خدمة البلد، وأدعو الله أن يصلح له بطانته، البطانة هي دائماً المشكلة.

* إذن، ما الذي يمنع كشف الفساد، وقيادة الإصلاح في السودان؟

– عدم الرقابة والمحاسبة والعقاب، وللأسف التهريب سلب مواردنا، وهنالك من ينظر للسارق ويتركه، وحتى نواب الهيئة التشريعية المرجو منهم التغيير، والتعبير عن الشعب، هم في وادٍ والشعب في وادٍ، ويصلح أن أقول عليهم النوام وليس النواب.

* هل المعالجة المطلوبة لحل الضائقة الاقتصادية، تكمن في محاربة الفساد فقط، أم هنالك مطلوبات أخرى؟

– محاربة الفساد أساس كل شيء، ولكن هنالك مطلوبات أخرى كثيرة، منها العمل على الضروريات والأولويات، لا يمكن أن نصرف مليارات كبيرة على الدورة المدرسية في نيالا والبلاد في أسوأ أحوالها الاقتصادية، هذه الأموال كان من الممكن أن تجلس كل طلاب السودان فاقدي الإجلاس، وكانت ستأوي الأطفال المشردين، كان يجب تجميد الدورة المدرسية هذا العام مراعاة لظروف البلد، ومبررات جمع الطلاب وإرساء السلام عبر الدورة المدرسية ليس دقيقاً، السلام يجلبه إشباع البطون الجائعة وعلاج المرضى، وتخفيف حدة الفقر، وخفض الأسعار، وتسهيل المعيشة، وليس بالكرنفالات.

*ظللتِ تدافعين عن الإنقاذ بثبات شديد رغم هجوم الكثيرون عليها؟

أنا أدافع عن فكرة ومشروع، وليس عن أشخاص، وأنتقد كل فعل خطأ أو فساد، الإنقاذ فتحت أبوابها كثيراً، وأصابها ما أصابها من وهن وضعف، أنا أعرف رجال الإنقاذ الذين لا يشكك أحد في نظافة أيديهم، وهم الرئيس البشير، والشيخ حسن الترابي، وعلي عثمان، وعلي الحاج، وحاج نور، ويس عمر الإمام، وإبراهيم السنوسي، وغازي صلاح الدين، وأحمد علي الإمام،مهدي ابراهيم،ابراهيم غندور، وآخرون، المهم هم 12 قيادياً جاءوا بالإنقاذ، ولو أستطاع أحد أن يثبت عليهم فساداً فلينشره، أنا أدافع عن هؤلاء وليس عن أشخاص آخرين.

حوار: محمد أبوزيد كروم
صحيفة الصيحة.