هل سمعت بـ”سرطان القلب”؟
سرطان الرئة، والأورام الدماغية، وسرطان الثدي، وسرطان البروستات معروفة وشائعة. كلّ عضو من الجسم قابل لنمو خلايا سرطانية فيه تهاجم أنسجته السليمة، لكن، هناك عضو واحد لا يبدو أنّ السرطان يخالطه، والأصحّ أنّ معظم الناس لم يسمعوا بمثل ذلك. بالرغم من ذلك، فإنّ “سرطان القلب” مرض فعلي موجود، وإن بنسبة أقل بكثير من غيره، بحسب تقرير من موقع مجلة “ريدرز دايجست” تحدث إلى مختصين في هذا الشأن.
يقول الدكتور سليم حايك، طبيب القلب في “مركز فرانكل للقلب والأوعية الدموية” في جامعة “ميشيغين” الأميركية، المتخصص في أورام القلب، إنّ هذا النوع من السرطان يؤثر في 50 في المليون من الأشخاص، بينما ترتفع احتمالات سرطان الثدي، على سبيل المثال، إلى امرأة واحدة من كلّ ثماني نساء.
لفهم السبب في ندرة سرطان القلب، من المهم معرفة كيف ينمو السرطان وينتشر. يقول رئيس قسم جراحة القلب التابع لجامعة “كولومبيا” في “مركز جبل سيناء الطبي” ستيف زايداس، إنّ نمو الخلايا وانقسامها المعتاد يمكن أن تنتج منه خلايا متغيرة، أو طفرات، بسبب عوامل جينية أو بيئية، وهذه الخلايا تبدأ في النمو سريعاً والانقسام متجاهلة الإشارات المصممة على توجيه الأوامر لها بالموت. وفي النهاية يؤدي ذلك إلى ورم سرطاني.
يقول حايك: “من سخرية القدر أنّ العوامل التي تؤدي إلى أمراض القلب هي نفسها التي تجعل القلب أقل قابلية للسرطان. معظم الخلايا العضلية في القلب غير قادرة على الانقسام والنمو عددياً. هذه الخلايا منظمة وملتزمة بآلياتها التي لا تسمح لها بالتجدد. وفي غياب القابلية للتجدد بسرعة، من الصعب على القلب أن يصلح الضرر الناشئ فيه، لكنّه يعني في المقابل، أنّ قدرة الطفرات على التحول إلى سرطان، محدودة جداً”.
في الوقت نفسه، يقول زايداس، إنّ القلب محمي أكثر من بقية أعضاء الجسم من عوامل الخطر البيئي: “للقلب قابلية أضعف بكثير من بقية الأعضاء للتعرض للمواد الخارجية المسببة للسرطان، وليس على تماس مباشر مع أيّ منها، كما هي الحال مع استنشاق الرئتين الدخان مثلاً. وهكذا هناك عوامل قليلة يمكن أن تؤدي إلى سرطان القلب، لكنّ بعض الحالات، من قبيل متلازمة كارني (أورام مخاطية)، تزيد احتمالات ذلك”.
العربي الجديد