أشهرها: )أبو مُرُوَة وأهل الفََزَع).. نداءات تُخاطب أصحاب القلوب الشجاعة..
صَاحَت العمّة (رحمة) بصوتٍ لم يعهده جميع سُكّان الحي الذين هرعوا ما أن سمعوها نحو منزلها ليجدوها مُمسكة برجلٍ تبيّن أنه أحد اللصوص الذين دخلوا إلى منزلها ليلاً لأجل السَّرقة، أحداث الواقعة تُؤكِّد أنّ اللصوص بعد انتهائهم من سرقة المنزل تأهُّبوا للخُرُوج لكن استيقاظ صاحبة المنزل في ذلك الوقت كان آخر تَوقُّعاتهم، وبعد استيعابها للأمر، ركضت خلفهم ولم تتمكّن سوى الإمساك بأحدهم، بينما فَـرّ الآخرون لكن عبارة (أبو مُرُوة) مَكّنت سكان الحي من اللحاق بهم وإنقاذ المَسروقات من بين أيديهم ثُمّ تسليمهم إلى أحد مراكز الشرطة.
(1)
الحاجة عوضية عمرين بدأت حديثها بعبارة: (البلد كل ما قلّوا ناس مُرُوّتها قلّ خيرها)، مُشيرةً إلى أنّ عبارة (أبو مُرُوَة) لها قصصٌ وأساطير كثيرة، لكن المعنى الذي ظلّت عليه هو طلب المُساعدة عند الحوجة وتُطلق على الشخص الذي يجده الغَير وقت الحاجة بمُختلف مُسَمّياتها، وتابعت: عبارة (الفزع) استخدمت كثيراً لأهل الخير أو أصحاب الكَرَامات، حيث يعتقد البعض أنّهم مُنقذون ولهم مَقدرات خارقةٌ يلحقون بهم أين ما كانوا ولو كانوا أمواتاً بحيث يُؤمنون بأنّهم لا تنقطع مُساعدتهم لمن يؤمن بقُوتهم حتى بعد موتهم.
(2)
الستيني حمد السنوسي تحدث حول الموضوع قائلاً: مصطلح (أبو مُرُوَة) هو نداءٌ أو استنجاد بأهل الشهامة والنخوة دُون تحديدٍ، لكن في كل مُجتمع شخصيات تقع عليها هذه الصفات، ودائماً ما تجد جميع من حوله يطلقون عليه لفظ (العشا) أو (عشاء البايتات) (الزول البتلقاهو وقت الضيق ووقت الفرح)، وتَابَع: طلب العون من الآخرين عادة قديمة، لكن الاستجابة لهذا الطلب لا يُبادر به إلا القليلون.
(3)
الشّاب سامي عمران قال في حديثه في ذات الموضوع: إنّ هذه الكلمة انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي مُؤخّراً، (في ناس كثيرة بترفع صور ناس وأوراق وبيطالبوا الناشطين مُساعدتهم وحالات كثيرة أهل المُرُوة ساعدتها ولقيت مقصودها)، والفكرة أنّ الميديا تضم الآف المُتابعين، وتابع: أشخاص كثيرون يتعرّضون للموت أو إلى خطر بالغ، لكن وجود أهل الفزع والمُرُوّة ينقذهم ويخرجهم من الحوادث بأقل الخسائر، لكن هناك شَخصيّاتٌ يجيدون اصطياد المواقف وعِوَضَاً عن المُساعدة يلجأون إلى توثيق الأحداث وهذه النوعية انتشرت كثيراً مُؤخّراً.