زيارة دمشق تسيّدت المشهد البشير.. زيارات أربكت المشهد الدولي
مساء الأحد انتشرت رسالة فورية على تطبيق التراسل الفوري (واتساب) فحواها أن الرئيس عمر البشير سيعود من إحدى الدول بعد زيارة سرية، وستكون هنالك تصريحات بمطار الخرطوم ورويداً تكشف للصحافيين أن الزيارة كانت لسوريا وبعد هبوط طائرة البشير، تحدث وزير الدولة بالخارجية أسامة فيصل عن الهدف من الزيارة وكان حديثه مقتضباً لم يتجاوز الدقيقة الواحدة.
هل كانت سرية؟
بعد التأكيد على الرئيس البشير في زيارة سرية لأحد الدول بدأ البعض يتساءل عن المغزى من التعتيم على الزيارة، ولماذا لم يعلن عنها إلا بعد أن انتهت، وهنالك يقول مصدر عليم (للصيحة) إن الزيارة كانت خاطفة ولم تكن سرية بدليل الإفصاح عنها في نفس اليوم وعدم وضعها في دفاتر السرية المخطوطة بالحبر السري، وأشار المصدر أن الرئيس البشير تحرك الى سوريا بطائرة خاصة بمعية وفد مختصر يضم وزير رئاسة الجمهورية فضل عبد الله ووزير الدولة بالخارجية أسامة فيصل، ويقول اللواء أمن(م) حسب الله عمر إن الزيارة لم تكن سرية مستشهداً بنقل وسائل الإعلام السورية للزيارة منذ وصول الرئيس البشير لمطار دمشق وحتى مغادرته، ونقل كل تفاصيل الجلسات، وأضاف حسب الله (للصيحة): إذا كانت الزيارة سرية لماذا تحدثت الحكومة السودانية عن تفاصيلها بمطار الخرطوم، وأردف: لا أعتقد أن الحكومة سمتها زيارة سرية، ولكن وسائل الإعلام هي التي صبغتها بالسرية.
في السياق ذاته، قال حسب الله عمر، إن بعض الرؤساء في بعض بلدان العالم يعقدون لقاءات سرية لا يفصح عنها مهما تقدم الزمن.
صخب الميديا
عقب انتشار الرسالة الفورية التي أشارت لعودة الرئيس البشير من إحدى الدول لم يفصح عنها شرعت وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتساب، باب التكهنات لمعرفة الدولة التي زارها البشير، لم تفصح عنها معظم التكهنات ذهبت نحو قطر وتركيا وآخرون قالوا روسيا والبعض قال المملكة العربية السعودية إلا قلة قليلة قالت سوريا بعد تسرب الخبر من أحد العاملين بالقصر في وقت سابق، أيضا أبرز التكهنات كانت تتحدث عن وديعة دولارية لحل الضائقة الاقتصادية من إحدى الدول الصديقة.
ردود الإعلام الخارجي
قبل أن تقلع طائرة الرئيس البشير من مطار دمشق بدأ عدد من وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية في نقل تفاصيل الزيارة وتناولها بالتحليل والتفصيل من خلال استضافة الخبراء والمختصين في شؤون الدولتين، حيث أفردت قنوات “العربية، الحدث، اسكاي نيوز، وسي إن إن” مساحة واسعة لمتابعة الزيارة بيد أنه غابت الجزيرة الإخبارية عن تغطية الزيارة التي نُقل جزء من تفاصيلها عبر قناة الجزيرة مباشر، حول الاهتمام الإعلامي بالزيارة من قبل المحيط الإقليمي يقول الكاتب الصحافي ورئيس تحرير صيحفة الأهرام اليوم محمد الفاتح، إن الاهتمام بالزيارة يعود لكون أن البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع الحرب بها، مضيفًا (للصيحة) إن الزيارة حوت رسائل مختلفه بالتالي وجدت هذا الاهتمام الإعلامي، وقال إن أبرز الرسائل من الزيارة هو التأكيد على أن السودان يملك قراره ولا يوجد عليه فيتو من أي دولة وينشئ علاقاته مع الدول دون كوابح.
لماذا غابت الجزيرة
تساءل البعض عن سر عدم تغطية قناة الجزيرة القطرية للحدث في لحظتها خاصة أنها عرفت بالقناة الأسرع في نقل أخبار الفضاء المحيط في السنوات الأخيرة مما حدا بالبعض أن يقول إن الزيارة ربما تتقاطع مع مصالح دولة قطر وسياساتها الخارجية، بالمقابل قال مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم المسلمي الكباشي إنه لا يعلم بأي تفاصيل حالت دون تغطية الزيارة، مبيناً أنه كان في رحلة إجازة خارج الخرطوم.
زيارات مشابهة
لم تكن هذه الزيارة الأولى للرئيس البشير التي خلقت زخماً إعلامياً وردود أفعال واسعة في السنوات الأخيرة حيث زار البشير عدداً من المحطات الخارجية، وخلقت زياراته لتلك البلدان أصداء واسعة أبرزها زيارة الصين وروسيا وجنوب افريقيا وأخيراً سوريا.
الصين أخطر المحطات
حينما كان صوت ما عرف بالمحكمة الجنائية عالياً ويسيطر على وسائل الإعلام بعد قراراتها القاضية بمنع الرئيس البشير من السفر إلى الخارج ومطالبة الدول بتسليمه حال زيارته لها تحدى البشير تلك القرارات وغادر لدولة الصين وتحديداً في العام 2011م حيث زار البشير العاصمة الإيرانية طهران ومنها غادر الى الصين في رحلة كانت محفوفة بالمخاطر وازدادت المخاوف بعد الغموض الذي صاحب مصير الطائرة في تلك الرحلة حيث أشيع على نطاق واسع أن الطائرة اختفت، بيد أن وزارة الخارجية في ذلك الوقت سارعت بإخراج بيان قالت إن إحدى الدول رفضت أن تمر الطائرة بأجوائها وتم تغيير مسار الرحلة بعدها وصل الرئيس للصين بعد أن حبس السودانيون أنفاسهم خاصة أن تحذيرات صدرت من بعض الكتاب الإسلاميين وقيادات نافذة بالمؤتمر الوطني حذرت البشير من مغبة السفر إلى الصين، بيد أن الرئيس البشير لم يأبه لتلك الأصوات.
جنوب أفريقيا
في العام 2015م، غادر الرئيس البشير لجنوب أفريقيا مشاركاً في أحد المؤاتمرات الأفريقية وأثناء تواجده أصدر أحد القضاة بجنوب أفريقيا قراراً بتوقيف الرئيس البشير ومنعه من مغادرة جنوب افريقيا، وجاء قراره القاضي بعد طلب تقدمت به ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية، وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية القرار القضائي الجنوب أفريقي الأمر الذي زاد من القلق داخل الأوساط الشعبية السودانية، بيد أن الرئيس البشير عاد لمطار الخرطوم بعد ساعات من القلق والخوف الذي دب في نفوس كثير من قيادات الدولة، ووجد البشير جموعاً غفيرة في انتظاره تقدمهم النائب الأول الفريق أول ركن بكري حسن صالح وعلي عثمان محمد طه، وسعاد الفاتح البدوي، وتعد تلك الزيارة من أبرز الزيارات التي وجدت ردود فعل بالداخل والخارج.
زيارة روسيا
في خواتيم العام 2017م سجل الرئيس البشير زيارة خاطفه لدولة روسيا، الزيارة صاحبت رود أفعال كبيرة خاصة أن الرئيس البشير طلب من نظيره الروسي فلادمير بوتين توفير حماية للسودان من التدخلات الأمريكية في الشأن السوداني، المحطات الإعلامية الداخلية والخارجية اهتمت بالزيارة وبطلب البشير من بوتين حماية السودان، أيضاً من الأشياء اللافتة في تلك الزيارة هو وضوح اتجاه السودان صوب المحور الروسي لذا صاحبت الزيارة ردود أفعال واضحة، أيضاً الزيارة الثانية لروسيا في بحر هذا العام، وجدت صدى واسعاً خاصة أنها كانت ذات طابع غير رسمي وشارك من خلالها البشير في حضور مباراة لكأس العالم.
زيارة سوريا
أمس الأول ضجت وسائل الإعلام داخلياً وإقليمياً ودولياً بزيارة الرئيس البشير لسوريا وهي زيارة كانت مصدر مفاجأة لكثير من المراقبين خاصة في ظل انعدام المؤشرات لإمكانية حدوث الزيارة ، التي أتت مباغتة وصعب تفسيرها من قبل مراقبين ما معزز صعوبة التفسير، هو أن البشير يعتبر أول رئيس عربي يزور سوريا بعد اندلاع الثورة بها في العام 2011م، عطفًا على المغادرة السرية التي لم تتعرف عليها وسائل الإعلام الداخلية إلا بعد انتهاء الرحلة الأمر الذي جعله محض اهتمام إقليمي ودولي سياسياً وإعلامياً.
الخرطوم.. عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.
المهم
بعد الزيارات دي كلها الفائده شنو
هل عم الرخاء البلاد
اذا زيارات لاهداف شخصيه وحزبيه ضيقه لا جمل ولا ناقه للشعب فيها