رأي ومقالات

الهندي عزالدين: هل عند “الأسد” ما يعطيه ؟!

زيارة (المقاربات) .. هل هي قريبة من همومنا ؟!
موقف السودان المؤيد لشرعية نظام الرئيس السوري “بشار الأسد” ليس جديداً ، وفي ذات الوقت ليس جديداً فتح حكومتنا أبواب بلادنا الكريمة المضيافة للمهاجرين من سوريا الشقيقة بمختلف انتماءاتهم السياسية والعقدية ، مواطنين أعزاء في بلدهم الثاني ، يدخلون بدون تأشيرة ، ويقيمون أينما شاءوا ويعملون كيفما شاءوا ، دون قيد أو شرط أو مضايقة ، وهذا ما يحسب من حسنات الرئيس “البشير” الذي بادر – دون غيره من الرؤساء والملوك والأمراء العرب – بهذا القرار التاريخي العظيم ، فكان السودان قبلة الآلاف من أخواننا وأخواتنا من سوريا العظيمة .

غير أن زيارة الرئيس “البشير” السرية المفاجئة لدمشق أمس الأول ، فتحت على الأفق الكثير جداً من علامات الاستفهام ، حول أسباب الزيارة ، أجندتها ، غاياتها ومخرجاتها ، في ما يصب في مصلحة الشعب السوداني وحكومته ويخرجها من أزماتها الاقتصادية الراهنة .

لقد كنت أول من كتب في صحافتنا خلال السنوات الأخيرة عن ضرورة الاتجاه (شرقاً) .. نحو “روسيا” العظمى ، حتى ولو في إطار السعي للتطبيع مع (الغرب) الأمريكي والأوربي عن طريق المناورة ، لكننا تأخرنا كثيراً في الالتحاق بهذا المحور ، وأضعنا سنوات طوال في التبتل جوار المحراب الأمريكي دون طائل !! وفقدت دولتنا (ربع) أرضها و(ربع) شعبها و(ثلاثة أرباع) ثروتها النفطية ، بانفصال جنوب السودان في العام 2011 ، بموجب اتفاق سلام رعته أمريكا وبريطانيا والنرويج .

وقبل ثلاث سنوات انضم السودان للتحالف العسكري الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية في حملة (عاصفة الحزم) لدعم الشرعية في “اليمن” ، شاركنا بالجند والعتاد ، واحتسبنا الشهداء في تخوم جبال اليمن الحزين ، كنا نقاتل هناك ضد “الحوثيين” المدعومين من إيران وسوريا وحزب الله .

وقبلها قطعنا العلاقات الدبلوماسية مع “إيران” وطردنا سفيرها في الخرطوم ، في قرار كان مفاجئاً أيضاً للجميع ، أعلنه يومها مدير مكاتب الرئيس الفريق “طه عثمان” ، ولم يكن وزير الخارجية يومها البروفيسور “إبراهيم غندور” طرفاً فيه !!

اليوم تتكرر علينا المفاجأة .. بزيارة الرئيس لسوريا ، وليس في الإمكان حاليا قراءة تأثيراتها (الإيجابية) وتداعياتها على الداخل السوداني ، فرغم أن الخبر مثير ومدهش ولذا اهتمت به كل وكالات الأنباء والفضائيات والإذاعات الدولية ، إلا أن الأهم من إثارته .. تأثيراته الموجبة على شعبنا .

فهل لهذه الزيارة تأثيرات على وفرة إمدادات خبزنا ووقودنا واستقرار دولارنا ؟!
هل عند “الأسد” ما يعطيه ؟! .. بل هل عند “روسيا” نفسها – حالياً وفي ظل العقوبات الأمريكية الواقعة عليها – فوائض مالية لدعم دول تتلمس طريقها من جديد نحو حلف “الكرملين” ؟!

أسئلة .. وأسئلة .. إجاباتها ليست في ما قاله وزير الدولة للخارجية “أسامة فيصل” بأن الزيارة تأتي في إطار (المقاربات العربية) !!

الهندي عزالدين
المجهر