منوعات

بيومها العالمي .. هذا حال اللغة العربية على فيسبوك

في يومها العالمي الذي يصادف اليوم 18 ديسمبر من كل عام، أصبحت اللغة العربية محل اهتمام كافة الجهات والمؤسسات في مصر، وتنافست هذه المؤسسات في وضع خطط للنهوض بها باعتبارها واجبا وطنيا وقوميا للحفاظ على الهوية.

لكن اللغة ومفرداتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا فيسبوك، أصبحت محل تندر ورثاء لما وصلت إليه، من انهيار وأحيانا استهتار، بل وصل الأمر في بعض الأحيان إلى استهزاء وسخرية منها وتحوير كلماتها ومصطلحاتها.

كانت مواقع التواصل في مصر وعلى رأسها فيسبوك جرس إنذار يدق ناقوس الخطر لما وصلت إليه اللغة العربية، فالكلمات مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية، إضافة لتجاهل الهمزات وكأنها غير موجودة تماما، وكتابة لفظ الجلالة بطريقة خاطئة وغير مقبولة.

الدكتور شوقي علام مفتي مصر، دعا إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية والنهوض بها باعتبارها ضرورة ملحَّة وواجبًا قوميًّا ووطنيًّا للحفاظ على هويتنا العربية والإسلامية، مشددًا على أهمية وقيمة اللغة العربية وتحقيق النهوض بها، باعتبارها الأداة الرئيسية للتواصل والتعبير الأصيل عن هويتنا وحضارتنا العريقة.

وقال في بيان له اليوم الثلاثاء: إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وتعد من أقدم اللغات على مستوى العالم، مستدلا بقول الله تعالى “وَلَقَدْ نَعلَمُ أنَهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ”، مشددا على أهمية اللغة في فهم آيات القرآن الكريم وتوضيح مقاصدها وتبيان معانيها.

وأوضح مفتي مصر أن وظيفة اللغة في المجتمعات لا تقتصر على التواصل فحسب، بل هي الأداة التي يفكر بها الإنسان والوعاء الذي يحفظ التراث الثقافي، وهي العامل الأول في انتشار الثقافة والتحضر، مضيفا أن اللُّغة العربيّة من أوعى اللغات على الإطلاق وأكثرها جزالةً في الألفاظ وقُدرةً على استيعاب المعاني.

في كتاب له صدر قبل أيام قليلة بعنوان “شغل فيس” كشف الكاتب محمد شعير عن تدهور اللغة العربية على فيسبوك، وأكد فيه أننا ما زلنا في حاجة إلى علامات إرشادية توضح معالم الطريق فيما نقرأه أو نشاهده، داعيا إلى تطوير الكتابة ذاتها وآلياتها، بما يتيح إمكانية ظهور جيل جديد من الكتَّاب، وأنماط جديدة من الكتابة، تجذب الشباب للقراءة، عبر تقديم مادة تحقق المعادلة الصعبة بين المحتوى الجيد والكتابة البسيطة الجاذبة وباللغة العربية السليمة في آن واحد.

ويقول شعير لـ”العربية.نت” إن اللغة العربية شهدت معاملة قاسية على فيسبوك، فهناك كلمات تكتب بطريقة خاطئة مثل لكن فيكتبها البعض على فيسبوك “لاكن” وأنه، فيكتبها البعض “أنهو”، وإن شاء الله فيكتبها البعض “إنشاء الله” حتى لفظ الجلالة يكتبه البعض بطريقة خاطئة لا تليق برب العزة جل جلاله.

الرموز أو ما يسمى الإيموجي أصبحت تستخدم كبديل للغة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس والتعبيرات الإنسانية المختلفة، وهو ما قد ينجم عنه مع مرور الوقت اندثار لمفردات اللغة العربية، وكلماتها المعبرة عن الحب والتسامح والحزن. ويقول الأديب المصري إنه ليس من الضروري أن نستخدم اللغة العربية الفصحى في الكتابة على فيسبوك، لكن العامية أيضا لها أصولها، فلا يمكن مثلا أن نستخدم الهمزة بدلا من القاف عندما نكتب: “قال لي”، ولا أن نضيف الياء إلى لفظ الجلالة عندما نكتب “والله”، مؤكدا أن لدينا أساتذة عظماء مثل صلاح جاهين وفؤاد حداد وسيد حجاب وجمعيهم كتب بالعامية، وكانت قوية.

ويطالب الروائي المصري الشباب في مصر والعالم العربي بالحرص على كتابة تغريداتهم وتدويناتهم على مواقع التواصل بلغة أرقى من المستخدمة حاليا، حفاظا على لغتهم وهويتهم وثقافتهم وتراثهم.

العربية نت