مقالات متنوعة

قطر متى تمنحنا (الجائزة)؟


رأينا الصداقة الحقيقية بتسليم مليار دولار كمنحة قطرية ..انطلقت الشائعات على إثرها ..لكن السؤال هو لماذا فقط الاكتفاء بانتظار المنح دون مراجعة نهج الاستثمارات الأجنبية الذي يهدر العملة الصعبة فيسهم في الغلاء فتنطلق الاحتجاجات السلمية ..فتخترقها الأجندة التخريبية ..فتموت التظاهرات السلمية بسم التخريب الزعاف؟.

> والصديق وقت ضيقك أنت حينما تكون أنت المواطن السوداني.. لا ضيقه هو وهو من الأغنياء جداً .. ودولة مثل قطر لو كانت ترى انتهاكات لحقوق الإنسان وحرية التعبير تجاه تظاهرات في شقها السلمي.. وفشل حماية مصالح البلاد من استغلال التظاهرات في شق تخريبي حرائقي.. لما وسعها أن تقدم المنحة للحكومة.. وقطر هي صاحبة منح جائزة مكافحة الفساد.. وقد نالتها الحكومة الماليزية مؤخراً.. فمتى ستنالها الحكومة السودانية.. وقد أنشأ جهاز أمنها ومخابراتها وحدة لمكافحة الفساد..؟ فمنح الجائزة منها أهم من منح الوديعة التي لا ترد.. حتى لا تزيد الأسعار يومياً بفساد السياسات النقدية.
> قطر.. ومالبزيا.. نعلم أن لهما استثمارات في السودان إيجابية لا تأخذ من النقد الأجنبي أكثر مما توفره من خلال إمكان تصدير منتجاتها ..فاستثماراتها ليست خدمية سالبة.. فهي إنتاجية إيجابية .. سواء المنفذة أو التي ستنفذ مستقبلاً بعد نقلها من مرحلة الفكرة والمصادقة ..

> وإدارة الحكومة لملف العلاقات الدبلوماسية منذ فجر الألفية الثالثة.. العام 2001م بشكل مختلف عما كان في مرحلة سابقة لذلك.. جعل السودان يستفيد من الودائع استفادة قصوى كتعويض عما يسببه ضغط تحويلات العاملين الأجانب والمستثمرين السلبيين(أي.. المستثمرون في الخدمات )
> والآن في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، فإن الحكومة جنت ثمرة من ثمار العلاقات الدبلوماسية مع الدول الصديقة حقاً.. فقد صادقت دولة قطر المحترمة جداً على إرسال منحة قدرها مليار دولار.. ونفذت ذلك فعلاً.

> ومليار دولار هل تحتاج إليها الحكومة دون الشعب..؟ كلا طبعاً.. فإن العكس هو الصحيح.. فإن المواطنين هم المحتاجون دون الحكومة.. إذن.. قطر تشارك المواطن السوداني في الشق السلمي المعافى من زيادة الطين بلة في التظاهرات السلمية التي أجهضتها أعمال التخريب الكيدية التي يعلم أصحابها علم اليقين أن أبواب السلطة مغلقة أمامهم.. سواء عن طريق الانتخابات أم غيرها ..
> ودولة مثل السودان لابد أن تنطلق فيها تظاهرات سلمية تحميها القوات الحكومية.. لو كانت بالفعل ديمقراطية.. لكن تخيل أن من خرجوا متظاهرين سلمياً في الأيام الفائتة.. قد خرجوا في دول أخرى لا تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير.. ترى ماذا كان سيحدث لهم؟..

> هنا ..لا صعق كهربائي.. ولا تحرش.. لا تهديد بالقتل.. هنا فقط حماية المرافق والممتلكات العامة والخاصة.. مثل فرنسا الديمقراطية تماماً.. ولو كان المتظاهرون السلميون قد خرجوا بما يميزهم عن التخريبيين مثل الفرنسيين بستراتهم الصفراء.. لاستمرت التظاهرات حتى الآن وحتى الغد.. إلى أن يتبنى البرلمان القضية على الأقل إعلامياً.

> فالرهان يكون على الضغط عبر الآليات السلمية.. وهذا ما سيأتي حتماً بنتائج.. بخلاف التخريب الذي حتماً يقصر عمر التظاهرات وفترتها.. فتحسم تماماً باعتبار إنها جاءت وبالاً على الفقراء.. وكارثة أكبر من مشكلة غلاء المعيشة نفسها.
> وقطر وحدها .. ترسل المنحة المليارية الدولارية.. والخوف الأعظم من أن تفترسها التحويلات.. تحويلات المستثمرين في الخدمات.. وتحويلات العاملين الأجانب الذين تتوفر لهم العملة الصعبة في الصرافات بواسطة شركات ومؤسسات المضاربات.. وهي تفعل بالأسعار ما لم يفعله الفساد.
> أي بعد أن تلبن بالمنح يأكلها طير التحويلات.. فلتكن هذه المنحة القطرية هي أول عملة صعبة توفرها الحكومة دون أن تطرحها بالسعر الرسمي للمؤسسات المسجلة باسم الحكومة.. فتخرج كما دخلت.. تخرج لكن بابواب متفرقة.. كتحويلات مستثمرين في الخدمات مثل الاتصالات والتعليم والعلاج .. وتحويلات عاملين أجانب بسعر آخر.. وبذلك تستمر قيمة العملة في التراجع.. والاسعار تزيد حالياً بهذا السبب يومياً أو مرتين في اليوم.

غداً نلتقي بإذن الله …

 

 

 

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة


‫2 تعليقات

  1. كدي ورينا استثمارات ماليزيا الإيجابية البعرفه انه بتروناس حتى طلمباته باعته و تخلصت من كل الأصول بمجرد انتهاء فقاعة النفط هو انت فاكر البلاد الاخرى شغالة بفهم الكيزان الساذج مال الشعب للأجانب سايب اما قطر حبيبة الكيزان لو دفعت 100 مليار برضه ما حتمعل شيء متى تفهم انه مشكلتك ضمير و سوء إدارة مش أموال لكن الكيزان كالانعام بل أضل سبيلا لا تثريب عليك يا خالد كسلا

  2. > ودولة مثل السودان لابد أن تنطلق فيها تظاهرات سلمية تحميها القوات الحكومية.. لو كانت بالفعل ديمقراطية.. لكن تخيل أن من خرجوا متظاهرين سلمياً في الأيام الفائتة.. قد خرجوا في دول أخرى لا تحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير.. ترى ماذا كان سيحدث لهم؟ انشري يا راكوبه لو تفضلتم