حوارات ولقاءات

بعد قرار انسحاب الإصلاح الآن وأحزاب أخرى (الوطني) والمنسحبون … تشاكس خارج إطار (الشراكة)

على نحو متسارع، أعلنت أحزاب سياسية كانت ضمن قوى الحوار الوطني مغادرتها للحوار، وآخرون أعلنوا انسحابهم من المشاركة التي تلت الحوار أبرزهم حركة الإصلاح الآن التي نفضت يدها عن المشاركة التشريعية، الخطوة وجدت استهجاناً من قبل المؤتمر الوطني وهاجم المنسحبين ودمغهم بالانتهازية..

(الصيحة) أجرت مواجهة في هذا الصدد فخرجت بالتالي:

نائب رئيس القطاع السياسي بـ(الوطني) د. محمد مصطفى الضو لـ(الصيحة)

انسحابهم (انتهازية) واضحة وبشهادة الجميع

لا تأثير لخروج “الإصلاح الآن” والآخرين على الحكومة

خروج مبارك الفاضل من الحكومة وجد ارتياحاً من عضوية الوطني

*كيف تنظر لموقف حركة الإصلاح الآن المتمثلة في مغادرة الجهاز التشريعي وهو ذات الموقف الذي نفذ في 2013؟

– قوى الحوار الوطني قالت كلمتها في مؤتمر صحافي واعتبرت ما تم شيئاً من الانتهازية، وفي تقديري كلما حدثت أزمة يظنون أن المركب أوشكت على الغرق، لذا فإنهم يقفزون منها والمركب لا تزال تسير، وتم القفز للمرة الثانية ولا اعتقد أنهم سيكونون شيئاً مغايراً، وهذه تعتبر انتهازية واضحة وبشهادة كثير من المراقبين السياسيين.

*تقصد أن حركة الإصلاح الآن تمارس نوعاً من الانتهازية؟

– الأمر ليس المقصود به حركة الإصلاح الآن فحسب، بل جميع الذين غادروا خاصة ما يسمى بحزب الأمة.

* ما يسمى بحزب الأمة عبارة تدل على الاستخفاف بالآخرين؟

– لا يوجد حزب بهذا الاسم مسجل لدى مجلس الأحزاب السياسية، بل مبارك الفاضل يمثل نفسه فقط ومواقفه ظلت متأرحجة طوال تاريخه منذ أحداث مصنع الشفاء، خروج مبارك الفاضل وجد ارتياحاً كبيراً داخل عضوية المؤتمر الوطني، خاصة وأن كثيرين كانوا يمتعضون من وجوده داخل الحكومة.

*حزب الأمة الذي قلت إنه غير مسجل يملك عدداً من المقاعد البرلمانية تم منحها له من قبل حكومتكم؟

– لا نريد أن نقول إننا كنا على خطأ في منحهم مقاعد برلمانية، لكن نقول رغبتنا الجامحه في تحقيق الوفاق الوطني وتوزيع مقاعد السلطة من أجل التوافق قدرت أن نخلق الرضا السياسي، وكانت هي الدافع الأساسي في منحهم مقاعد السلطة، ولم ننظر لأوزان القوى السياسية، بل كنا نقدر الأحزاب من أجل التوافق السياسي، وهذا لا يعني أننا كنا نجهل أوزانهم، لكن رغبتنا في تحقيق الرضا السياسي ومشاركة الآخرين هي التي دعتنا للتنازل.

* ماذا لو تراجعت الأحزاب المنسحبة عن مواقفها؟

– هم قصدوا بالانسحاب إيصال رسالة سالبة للخارج، الخطوة لم يكن مخاطباً بها الشعب السوداني، بل هي رسالة سالبة أرسلت للخارج، الشعب السوداني لا يقبل بالانتهازية ولا بالمواقف التي لا تتسق مع أخلاقه، الإدانة الآن جاءت من الشعب السوداني، بل من الذين احتجوا في الأيام الماضية وقاموا بوصف المجموعة الخارجة عن الحوار الوطني بالانتهازيين، والبعض وصفهم بسلة مهملات المؤتمر الوطني، ولم يقبلوا منهم مثل هذا العمل، نحن قلنا إن قوى سياسية تريد أن تمتطي ظهر المتحجين، وها هي الأيام أثبتت صحة أقوالنا وبالتالي لن نقبل بتراجعهم.

*هل خروجهم سيؤثر على الموقف الحكومي خاصة إنفاذ مخرجات الحوار الوطني؟

– الحوار الوطني مسيرة ماضية ومخرجات الحوار ملك الشعب السوداني، والقوى السياسية متمسكة بالمخرجات كمشروع وطني من أجل التوافق السياسي، وستمضي هذه القوى السياسية في إنفاذ المخرجات، وخروج البعض لن يؤثر في تنفيذ المخرجات، وهنالك كثيرون يمكن أن يشاركوا في الحوار الوطني، والكل يعلم أن القوى المغادرة لن تؤثر على إنفاذ مخرجات الحوار الوطني.

القيادي بحركة “الإصلاح الآن” د. أسامة توفيق لـ(الصيحة)

قفزنا ليس خوفاً من الغرق ولكن (….)

خروجنا مؤثر وسيؤثر على الحكومة

*هنالك اتهام يقول دائماً ما تغادر حركة الإصلاح الآن السلطة أثناء الأحداث الكبيرة خوفاً من غرق المركب؟

– خرجنا في 2013م ولم تغرق المركب، نحن كنا نعلم ذلك، بالتالي نحن لا نقفز خوفاً من غرق المركب.

*إذن لماذا تخرجون؟

– نحن قضيتنا قضية دم، هذه القضية تجعلنا نقفز مليون مرة، في 2013م مذكرتنا انبنت على رفض استخدام العنف وتساقط الضحايا من المواطنين، ذات الأمر تكرر في العام الحالي، لذا جاء انسحابنا من الحوار الوطني بسبب وجود دماء في المظاهرات الأخيرة.

*كانت أمام حزبكم فرصة للمطالبة بمحاكمات عادلة من داخل البرلمان بدلاً من الخروج؟

– منذ العام 2013م، ظللنا نُطالب بمحاكمات عادلة، هذا النظام غير ملتزم بأي تعديل، مثلاً قانون الانتخابات تم تجاوزه دون تعديلات، والدستور سيعدل، وطالما هنالك دماء، فإننا لن نبقى داخل الحكومة لأن الحساب شخصي.

*هل نتوقع عودة الإصلاح الآن للحكومة مرة أخرى؟

– إذا تم تقديم أشخاص للمحاكم سنتابع ونقرر، نحن قضيتنا قضية إصلاح منطقي ونرغب في محاكمات عادلة لكل من أخطأ، ويوم القيامة ربنا سيحاسبنا على أي قطرة دم سالت.

* الشاهد أن الإصلاح الآن هو الحزب الوحيد الذي غادر، بينما تمسك حليفكم مبارك الفاضل بالبقاء داخل الجهاز التشريعي؟

– نحن في الجبهة الوطنية للتغيير درسنا فكرة الانسحاب من الحكومة، وقلنا هذا قرار شخصي يمكن أن يتخذه كل حزب، وكل حزب ينسحب حسب إمكانياته، مبارك الفاضل انسحب أعضاء حزبه من حكومة الولاية الشمالية ومبارك الفاضل ليس عضواً في الجبهة الوطنية للتغيير، بل حدث تنسيق بيننا فقط.

*هل انسحابكم سيكون له تاأير كبير؟

– بالتأكيد سيكون له أثر كبير ووضح ذلك من ردة الفعل التي أتت بعد الانسحاب، وكانت ردة فعل غير مصدقة.

*ولكن تحالف المهنيين يرى خروجكم نوعاً من الانتهازية؟

– تحالف المهنيين ونداء السودان وقوى الإجماع والاتحاديون والجبهة الشعبية وحزب الأمة القومي أشادوا بالخطوة .

*محمد يوسف أحمد المصطفى المتحدث باسم المهنيين قال إن خروجكم لا يعنيهم في شيء؟

– هذا رأيه الشخصي، لكن تحالف المهنيين تراجع عن الخطوة، سكرتارية المهنيين بعثت لنا رسائل قالوا فيها أي شخص أو مجموعة تخرج من الحكومة يمثل انتصاراً لهم.

أجراها: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.