هل كان المغني الجزائري الراحل ” هواري منار” شاذًا أم مجرد رجل ناعم؟
حرص المغني الجزائري الراحل، الهواري مدني، المكنّى، هواري منار، على نقل صورة “هادئة” عن “المثليين” في بلاده، حتى وإن كان يرفض هذا التوصيف، تمامًا مثل قناعته بأنّ “الرجل الناعم ليس شاذًا”.
اخترق مجالس الجزائريين
وهواري منار (38 عامًا) الذي صدحت حنجرته القوية بأغاني “الرَّاي” في مسقط رأسه وهران (400 كلم غرب الجزائر العاصمة) وباقي مناطق البلاد، وعدة دول مغاربية، وأوروبية، عرف كيف يخترق مجالس الجزائريين، ويكسب إعجاب الملايين منهم، بعيدًا عن تحفظات المجتمع المحلي المحافظ، ورغم ما أفرزه الظهور المثير لـ”هواري منار”، على حلبات الغناء، ومنصات التواصل بأزياء نسائية، وبالرغم من تركيزه الواضح في أغانيه على “ميله للرجال”، ظلّ، هواري منار، يعارض بشدة اعتباره “شاذًا”.
كان أصيلاً
وقال الكاتب والباحث الجزائري، سعيد خطيبي:”كان يكفي التلفظ باسم هواري منار، حتى تنتفض الجهات المحافظة، والجماعات الإسلامية التي تعدّ الرجل رمزًا للفسق وانحلال الأخلاق، .. حدّثني كثيرًا عن أمّه، وبدا لي كما لو أنّه طفل صغير، تحدّث عن المدّاحات والشّيخات، وعن جلسات الرّاي الأصيل، لقد كان أصيلًا في مجتمع غير أصيل”.
رحل ونحن لا نزال نخاف من نطق اسمه
وتابع خطيبي:”أذكر العام 2010 أن اسم، هواري منار، لم يُبرمج، سوى في اللحظة الأخيرة، ولم يُعلن عن حفله في ملصق المهرجان، لكنه حين صعد للغناء، وجد كلّ شباب سيدي بلعباس، وضواحيها، في انتظاره. لقد رحل ونحن لا نزال نخاف من نطق اسمه، لكن وصيّته الأخيرة الصّادقة، التي قالها، ما تزال في الذّاكرة:”لا يضرني قرار التلفزيون منعي، ولكن -آجلًا أو عاجلًا- سيُقرّون بهذا النمط الموسيقي، لأنه بكل بساطة خرج من الشّعب”.
صحيفة المرصد