علوم و تكنلوجيا

القراصنة يجتاحون الانترنت .. هكذا تتم سرقة البيانات عبر العالم!

شهدت ألمانيا في الأسابيع الأخيرة عمليات قرصنة لبيانات ألف من السياسيين والشخصيات الشهيرة. وإلقاء نظرة على البلدان الأوروبية المجاورة تبرهن على أنه لا وجود لوصفة جاهزة للتصدي لهجمات القراصنة الإلكترونيين أو الحماية منها.

مازالت التحقيقات جارية في ألمانيا لمعرفة الجهات التي تقف وراء سرقة البيانات الشخصية لحولي 1000 من السياسيين والشخصيات المرموقة والصحفيين. وفي الشبكة تم نشر أرقام هواتفهم وعناوينهم الإلكترونية وفي حالات كثيرة معلومات حساسة وصور. والثلاثاء عُلم أن الشرطة الجنائية الألمانية ألقت القبض على مشتبه به، ويتعلق الأمر بشاب في العشرين من عمره من ولاية هسن الذي كشف أن الدافع كان غضبه من السياسيين. ومن هذا المنطلق يدور في ألمانيا حاليا جدل حول إنشاء شرطة إلكترونية، ويتساءل البعض عن حق هل يعيش الألمان في خطر داخل الشبكة العنكبوتية أكثر من آخرين.

والجواب هو لا، وغالبا ما سقطت بيانات حساسة في أيادي خاطئة، وهذا لا تبينه فقط فضيحة فيسبوك لدى شركة Camebridge Analytica المفلسة. فشركة تحليل البيانات البريطانية استحوذت بدون إذن على معلومات أكثر من 50 مليون مستخدم، ويبدو أن تلك البيانات تم استغلالها لصالح الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. لكن فيسبوك ليس الشركة الكبرى الوحيدة التي تتهاون في التعامل مع معلومات ملايين المستخدمين. فسرقة البيانات باتت مرادفة لرقمنة عالم الاقتصاد والسياسة والمجتمع.

وسلسلة الفنادق Marriott كانت مضطرة في تشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي على الاعتراف بأنها فقدت بيانات تعود لـ 500 مليون زبون بما في ذلك أرقام الجوازات وتواريخ الميلاد والعناوين. وحتى شركة النقل الأمريكية Uber واجهت حادثة من هذا النوع، إذ عُلم في خريف 2016 أن قراصنة استحوذوا على 57 مليون من البيانات الشخصية. وحتى شركات أوروبية كبرى لا تبرهن على توفرها على حماية في البيانات. فشركة الاتصالات الفرنسية Orange شهدت هي الأخرى سرقة بيانات في يناير 2014 استهدفت 800.000 زبون، كما فقدت شركة الخطوط الجوية البريطانية في خريف 2018 بيانات حوالي 380.000 زبون.

وفي فرنسا وجه القراصنة ضربة لشركة البناء الفرنسية Ingerop وسرقوا وثائق لها علاقة بالجانب الأمني للبنية التحتية، بينها بيانات مفاعلات نووية وسجون وخطوط القطار. وتم الكشف عن هذه الحادثة في تشرين ثان/نوفمبر، وتفيد تقارير صحفية أن البيانات تشمل وثائق جد حساسة ومعلومات شخصية لأكثر من 1.200 موظف في الشركة.